رواية أطرق
للكاتبة: شروق حمام
الحلقة التاسعة
-دخلت حبيبة من الباب و قالت
- بابا
- اي يا عمري
- واحدة اسمها "عاينة" بتقولك احنا لسه مخلصناش
ضحكت منى ثم قالت
- اي دا هو فى حد اسمه عاينة يا أحمد
اقتربتُ من طفلتي وامسكت كتفيها وقلت
- عاينة مين يا حبيبي
اخذت حبيبة تفكر ثم قالت
- واحدة شعرهاا
واخذت تُتهته فى الكلمات ثم اردفت
- طويل وأسود وعنيها سودة.
قاطع جدي حبيبة وهو يدخل المنزل
- حبيبة أنتِ دخلتي وسبتيني لوحدي لي
نظر أحمد لجده وهو يحاول إخفاء شعوره بالخوف ثم قال
- حبيبة كانت واقفة مع مين برا
- مش مع حد
ضحكت منى ثم قالت
- شكل بنتي خيالها واسع زي أبوها
فضحكت اسراء و ضحك جدي ولكنني لم اضحك لأنني تذكرتها.
________________________
نادر.
جالس على مكتب أُدير حسابات أحد الشركات المستوردة للأدوية.
أحاور نفسي
كيف بعد أعوامٍ من فراقي لها يرسلها القدر لي ثانية؟
كيف أسامح نفسي على تركي لها بعد أن أحبتني بصدق؟
أنا لا أعلم هل أحبها أم لا ولكنها كانت أعوامًا محبوبةً بقربها.
لا أعلم ماذا أذنبت اسراء لكونها أحبتني أنا؟
كنت شخصًا بائسًا لدي ندوبٌ من الأيام وجروحٌ داخل قلبي تنمو كل يوم.
شعرتُ أنني أحبها عندما رأيتها و إهتممت بها وجعلتها تشعر بأنها فراشةٌ تُحلق وبعد أعوامٍ صدمتها وإختفت الفراشة و معها أحلامي.
أتمنى أن تكون نسيَت ما اقترفت فى حقها فهي كانت لي دواءًا وأنا لها البلاء.
وضعتُ رأسي على المكتب وظللت أتنفس أشعر أن صدري يحترق .
سمعت رنين هاتفي
- الو
- اي يا حبيبي
- ازيك يا جميلة
- بخير وانت؟
- الحمدلله تمام
- فى حاجه
- فى الحقيقة في، بابا بيقول نغير القاعة بتاعة الخطوبة لان هو شايفها مش مناسبة لمكانتي
- مش مناسبة لمكانتك؟
- اه
- لا والله أنا شايف إن القاعة مناسبة جدًا، ولا أنتِ رأيك اي؟
- رأيي من رأي بابا مش شايفة إن القاعة مناسبة
- طب ما تقولي إن أنتِ اللي عايزة تغيريها مش أبوكي
- مش هتفرق كتير يا نادر
- ماشي يا اسراء
- اسراء
- معلش يا جميلة مشوش شوية، شوفي أنتِ عايزة قاعة أنهي وأنا أحجزها
سمعت صوت ضحكتها ثم قالت
- هبعتلك تفاصيل القاعة اللى شوفتها علي الواتساب
- تمام
- باي
- باي
جميلة كانت أول فتاة دق قلبي لها ولكنها ليست كإسراء
اسراء جميلة و ذكية وتلعب بالكلمات بطريقة احترافية حقًا اسراء رائعٌ جدًا ولكنني لا أدري هل أنا على صواب؟
كنتُ أظن أنها اختفت للأبد ولكنها ظهرت مجددًا ودق قلبي لها لأول مرة.
_________________________________
اسراء
دخلت غرفتي لأرتدي عبائتي لأذهب لبيت أمي.
ارتديت ملابسي ولففت حجابي ثم خرجت فنظر أحمد وقال لي
- راحه فين
- عند ماما " تعالى معايا "
- ماشي
نظرت لمنى وأنا أبتسم وقلت
- منى هتيجي معانا
- ماشي على الأقل أتعرف على مامتك
- وحبيبة
- هنسيبها مع جدو
- ماشي
قال احمد
- هروح استناكوا في العربية
فردت منى عليه
- وأنا هلبس
فقلت وأنا هجيب شنطتي وأجي معاك يا احمد
دخلت غرفتي وضعت ورقاتي التي أُحدِّث نادر بها خبأتها داخل حقيبتي ثم أخذت الحقيبة وخرجت من المنزل و ركبت فى المقعد الخلفي للسيارة.
- هنروح بيت الدكتور مدحت
- ايوة، أنت عارف البيت؟
- اه جيت هناك مرة، هو اللي شغلنا كنا معزومين فى بيته أول ما أتعينت أنا ونادر
- نادر، أنتم صحاب من زمان
- اه أنا ونادر عشرة سنين من أيام الطفولة، كنا كتير بس هو فضل معايا
نادر زي الدهب عمره ما يصدي
رددت عليه و عيني تختنق دموعًا
- ربنا يخليكوا لبعض.
جاءت منى وركبت فى المقعد الأمامي بجانب أحمد وانطلقنا إلى بيت أبي وأمي
طيلة الطريق أُفكر.
لماذا نحب الأشياء وهي تكرهنا؟!
لماذا نكره الأشياء وهي تحبنا؟!
لماذا تلك الطرق لم تعد تسعُنا؟
توقفت أشرُع المراكب عن التحليق واستُبدلت بأجهزةٍ حديثةٍ غازية
تضرب الأرض بالسموم
كما استبدلونا و ضُرب جسدهم بالسموم.
تدور الأرض حول الشمس و نحن ندور داخلها لا نستريح، تصب الدنيا علينا من الإختبارات وحين نسقط نريد أن نرتوي ببعض الماء و هنا لا أقصد الماء أنا أقصد بعض الحب.
من أناسٍ يحبوننا كما نحبهم وأن يُشعروننا بأننا لم يُخلق على الأرض مثلنا.
وأن يسقونا بعض رحيق الحب
كما أسقيناهم رحيق قلوبنا.
يمر الطريق أمامي وأنا أشاهده داخل السيارة ولكنى أشاهد داخل قلبي طريقنا الذي مضى
لو قُلتَ أنك سترحل يومًا لكُنتُ خبأت قلبي بين ضلوعي ولم أتنازل عن إحتلاله بك.
أتمنى أن تسقط الأمطار وتسقي روحنا وأن تُبدِّلنا خيرًا عن سنين الجفاء.
وأن تمر الأيام مرار الكرام وتتركنا لندوي روحنا من الندوب التى سكنتها ولم تتعافى بل إتسعت حتى ملئتنا.
لماذا لم يتركني الإحتلال؟
أعلم لماذا
لأنني أحتاج إلى عشرة أيامٍ حتى أنساك وأقع فى حبٍ جديد
أول يومٍ أبكي حتى يأخذني النوم
ثاني يومٍ أنتظرك لتحدثني ولكنك لا تفعل أنتظرك حتى يمل الإنتظار مني
ثالث يومٍ أحتسي فنجان القهوة وأنا أقرأ كتابي المفضل ثم أتذكر أنني لم أحدثك اليوم فأركض إلى هاتفي فأتذكر أن الأيام فرقتنا فأبكي على ما حل عليَّ من لعنات الأيام.
اليوم الرابع أتجول فى المدينة وأزور الأماكن التي إحتلها حبنا وأتذكر ضحكاتك المتفرقة وعندما تُغلق عيناك من شدة ضحكاتك، يرن داخل أذني صوتك وأنت تنادي عليّ، كم أحبك ولكني سأبكي على عدم وجودك.
اليوم الخامس أسمع الأغنية التي تبادلناها فى بداية عشقنا
وأقول ماذا إن عُدنا وعادت بيننا الأيام؟
يمر اليوم السادس والسابع والثامن وأنا أبكي وفى اليوم التاسع أقول أني نسيت
فى اليوم العاشر أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي فأرى صورتك وأنت تبتسم
فأقع فى حبك من جديد.
إنتظروا الحلقة العاشرة
____________________________________________
باقي حلقات رواية أطرق للكاتبة شروق حمام
الحلقة الثامنة من رواية أطرق
الحلقة السابعة من رواية أطرق
الحلقة السادسة من رواية أطرق
الحلقة الخامسة من رواية أطرق
الحلقة الرابعة من رواية أطرق
الحلقة الثالثة من رواية أطرق
الحلقة الثانية من رواية أطرق
الحلقة الأولى من رواية أطرق
__________________________________
"جريدة حياة"
تعليقات
إرسال تعليق