القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع


 ديسمبر
للكاتبة: مروة محمد (روي)







-"هل ديسمبر شهر الوقوع بالحُب؟" 


- ليالي ديسمبرية

- هل ديسمبر شهر الوقوع في الحُب؟

- وهل الوقوع في الحُب يعتمد على الشهور؟! لقد وقعت في حبك إبان يناير 

- ولكني أحببتكَ في ديسمبر 

لينحني برأسه مرتكزًا على عدسات أعينها، ويقترب منها ليسلبها لأحضانه مُرددًا: لربما يكن، ولكن الأهم وقوعكِ يا ديسمبرية؛ لقد أحببتكِ قبل أن تحبيني بأعوام عدة، وصارت كل الأشهر مماثلة لبعضها من وجهتي؛ باستنثاء شهر يناير، لقد وقعت أسيرًا بين ثناياكِ، وأُغرمت بكُلكِ، وضعفتُ أمام عيناكِ، خلال هذا الشهر لذا أشعر بأنني وُلدت خلاله من جديد 

- ولكني أُفضل ديسمبر وأؤمن بأنه شهر الوقوع بالحُب

- إذًا فأنا أفضله وأؤمن به، ما يُعجب عشيقتي يُعجبني 

لتحاولْ الهرب من أحضانه وتجري كالطائر المرفرف من خجلها فيمسك يدها من الخلف ويردف: كم أعشق مغازلتكِ لأُثيرَ حيائكِ، أُحب وجنتيكِ الورديتان، وشفتاكِ الحمراوتان، وعيناكِ العسليتان، وشعركِ الأسود الغامق، خُلقتِ لتكوني آية فى الجمالِ، ولتكوني ملكًا لي أيضًا

- أنا لا أُجيد فن المغازلة يا فتى، أشعر بأنكِ نلتني لتغازلني قط

- وهل يوجد مانع؟! فتاة خلابة الجمال تجاوزت جمال شجر الدر التى مللنا من زوجها نظرًا لكثرة مدحه وتغزله بها، مرتدية فستانًا يُكلل جمالها ويُزيدها رونقًا، وشاب مسكين يماثلني يقف بجوارها ويكاد قلبه بأن يتوقف نتيجة لرقتها ورونقها، ماذا تعتقدين بأن يفعل؟! 

- لتُقلد نبرة حديثه بسخرية وتقول: وهل رأيتَ شجر الدر من قبل، أم جنون المغازلة أعماك؟!

- جنون المغازلة، وجنون الحب، وجنون الاشتياق، أعموني، أشتاق إليكِ بالرغم من وجودكِ، أحبكِ بطمع وجشاعة

لتُغير مجرى الحديث وتقول بتوتر: حسنًا.... حسنًا....ولكن لم تُجبني هل ديسمبر شهر الوقوع حقًا؟

-  لا أعي ذلك ولكني أعي بأن شهر يناير للوقوع بالمشاكل والبلاء 

لتحمّر وجنتيها من الغضب وتردف: ماذا تعني، بأنني بلاء أصحيح؟!

- أعطفُ على حالي وبشدة دائمًا ما أغازلكِ وأعترف لكِ بحبي وأنتِ لم تعترفي سوى سبع مرات منذ لُقياننا وأنا أعترف لكِ أكثر من عشر مرات باليوم 

لتعقد حاجبيها بثقة وتقول: قلة الاعتراف تدل على كثرة الحُب، وأنتم هكذا أيها الرجال تعشقون المغازلة أما نحن قليلات الحديث، ولكننا عندما نعشق رجلاً قادرون على مخاضة شتى روافد التضحيات، ومقتدرين على وهب روحنا ليُحيا بها إن أمكن، نُفرغ كل ما كان يملأ قلوبنا، ونُخلده بعمق القلب، نجعله برهانًا لكل ما يُسعدنا، ولكننا نجمع بين النعيم والجحيم معًا وأنتم من تحكمون على تأقلمكم إن أردتم حبًا مُنعمٌ فلكم ذلك وإن أردتم حبًا جحيميًا فلكم ما شئتم

ليترك يدها مصتنعًا الخوف ويهتف: وهل يأتيكِ قلبًا بأن تضعيني بحبٍ جهنميّ؟! 

لتقترب إليه وتعقد ذراعيها براحة ومن ثم تطبع قبلة على خديه وتقول: إن حبي الجهنميّ مختلف عن حب النساء إنني متمكنة لجعل جهنمي لكَ جنة تنعم بها، وأنا أحبك،ها قد قلتها للمرة الثامنة

- وأنا أحبك للمرة الحادية عشر لهذا اليوم

-أيها القارئ احكم أنت، هل ديسمبر شهر الوقوع بالحب أم يناير؟ أو لربما شهر آخر، ولا تنسى إخبارنا بأي شهر وقعت بالحُب


" يأتيكَ الحُب بزمنٍ مجهول ولكنك تُدركه بزمنٍ معلوم" 


المتلاعبة بالأبجديات: مروة محمد "روى"



"جريدة حياة"

تعليقات