القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الحلقة الثامنة من رواية أطرق | "جريدة حياة"

 رواية أطرق
للكاتبة: شروق حمام

الحلقة الثامنة



-أحمد 

كم أنا سعيد أظن أن الحياة بدأت تبتسم لي 

عادت أختي إلى حضني مجددًا و عاد صديقي بعد مهاجرة الوطن ولكنه لم يغادر قلبي أبدًا 

الأن قد تزوجت من أميرتي "منى" ولدي طفلةٌ رائعة نسخةٌ صغيرة من صفاتي أنا ومنى 

كانت الدنيا سوداوية والأن أصبحت بيضاويةً بعض الشئ.

نهضت من على سريري و ظللت أنظر إلى منى وهي نائمةٌ بالقرب مني، أتذكر عندما كنا معًا بالجامعة وندرس معًا كانت رائعة ومازالت رائعة كانت بعقلٍ يزن العالم و بقلبٍ برئٍ كالأطفال 

لم أكن أحبها فقط.

لقد كنت أغرق عشقًا بين عينيها.

إقتربت منها وقبلت رأسها ثم خرجت من الغرفة متجهًا إلى غرفة إبنتي حبيبة.

دخلت غرفت إبنتي أنظر لها و هي نائمةٌ كالملائكة كم هي رائعة إقتربت منها ووضعت يدي على شعرها 

ثم جلست بجانبها 

- مش عارف إزاي أنتِ جميلة كدا 

مش مصدق إن عندي طفلة جميلة كدا ضحكتك ممكن تخلي يوم مليان هموم كله سعادة.

حتى نومتك الدافية دي بتشدني ليكي إحساس الأبوة دا غريب بشكل تخيل تبقى عايش حر تيجي كدا واحدة تشقلب حالك وتبقى عايز تنجح فى حياتك عشانها.

أنا لو فضلت أشكر ربنا عليكي العمر كله مش هيكفي 

نعمة وجودك أحلى نعمة ربنا رزقني بيها.

أسمع طرقات الباب وصوتٌ خافتٌ يقول 

- افتح يا أحمد 

لقد ميزت صوتها الأن إنها إبنتي الأولى التي أنجبت لي قطعةً من الجنة.

فتحت لها باب الغرفة فقالت 

- أنت نمت هنا وسايبني لوحدي 

أمسكت بيدها وشددتها نحو سرير الصغير 

- بصي بنتي جميلة إزاي وهي نايمة 

- جميلة زي مامتها 

لا إنها تشبهني أنا نفس العيون البندقية والشعر البني نظرتُ لها ثم قلت 

- بعيدًا إنها حميلة وقمر زي أبوها بس ماشي هنقول زي أمها 

نظرت لي بعصبيةٍ ثم قالت 

- أنت قصدك إنها مش شبهي 

إبتسمت لها ثم قلت 

- مين قال كدا دي كتكوتة زي أمها 

- ايوه صغنونة أوييي 

- تخيلي بقينا مع بعض و معانا بنت 

- عشان إحنا كنا صادقين فى حبنا، مكنش حد فينا بيفكر في نفسه أنت كنت بتفكر في اللي يريحني وأنا بفكر فى اللي يريحك

كنا بنحب بعض بجد 

أنت كنت عارف إني مليش غيرك 

وأنا كنت عارفة إنك ملكش غيري 

حبنا كان أقوى من إن الأيام تهدمه كنت واثقة فى مشاعري ناحيتك.

زي ما أنت كنت ناوي محدش يدخل حياتك غير ضحكتي.

- أنا فاكر كل لحظة كنتِ جمبي فيها 

كل طبطبة على كتفي 

لما الدنيا تميل بيا كنتِ واقفة فى ضهري.

مش هنسى كلامك طول الليل معايا عشان أبقى كويس 

أو وقفتك جمبي أو جدعنتك معايا اللي تغني عن أي حاجة.

إقتربت مني وعانقتني وقالت

- هفضل جمبك و فى ضهرك لأخر يوم فى عمري.

أمسكت يديها ثم قبلتها وقلت

- وأنا زي ما أنا إبنك وحبيبك اللي معاكي و داعم ليكي فى أي حاجة 

- بحبك 

- وأنا كمان بحبك 

___________________________


اسراء 

 صحوت من النوم على صوت دقات قلبي المتتالية وعيني المتورمة 

و شعوري بالهزيمة،

دائمًا أنا من تخسر فى جميع المراحل،

حتى عندما وقع قلبي فى الحب دُهس و لم يُرحم.

أنت لا تعلم مدى بشاعة أن تُعلَّق روحك بين السماء والأرض

وأنت جالسٌ الأن دون روح 

أخذت قلم وورقة من حقيبتي وقررت أن أدون كما إعتدت التدوين فى السابق

وعندما أنتهي سأذهب لمقابلة أمي "مرام" و لكن وراء هذة الرؤية هدفٌ أخر غير رؤيتها 

أمسكت الورقة وبدأت فى التدوين 

___________________________


بكيت حتى صمتت عيني عن البكاء 

ظل قلبي يرتجف وكأنني فى الشتاء 

حلت عاصفة الفراق مجددًا 

ولا أدري أين الصبا 

ولكني أختبئ بين أوراقي 

لعلي أعثر عليك ثانيًا 

لأحلق معك كما حلقت سابقًا 

و لكنك تركتني وحيدةً حزناء.

الحزن لم يرحل والسعادة لم تأتي 

هناك شئٌ ينقصني.

لم تكتمل السعادة منذ غيابك

وطال الليل منذ بُعادك.

والبكاء لم يُعادل أيامك 

زادت شلالات عيني حتى إنتهت و نعُست 

ولكن لم تنعس عيني منذ لقائك.

فشلت حياتي دونك.

قطعت عني الأكسجين فى بداية تنفسي 

فكيف لي بالعيش؟

لم أعُد أتمنى شيئًا إلا لقائك.

عُد وسوف أعيد قلبي مكانه.

لماذا رحلت بعد أخذك لروحي؟

أليس الحق أن ترد الأمانة لأصحابها؟

وأنت تعطيها روحك وتأخذ روحي لك وتتركني أحتضر.

سمعت طرقات الباب وصوت جدي يقول 

- اسراء أنتِ لسه نايمة 

حاولت إعدال صوتي وقلت 

- لا صاحية 

- ينفع أدخل 

إعتدلت و قعدت على السرير ثم قلت 

- أه طبعًا 

دخل جدي وأخذ كرسي ووضعه مقابل السرير وجلس ثم قال

- مالك، صوتك حزين لي؟ 

- صوتي ماله أنا كويسة 

- بتخبي عليا 

- لا مش بخبي أنا بس لسه صاحية من النوم 

- طب أنتِ مبسوطة معانا 

- جدًا أول مرة أعرف معنى العيلة بجد 

- وأنا مبسوط بوجودك معانا 

- هو ينفع أروح اشوف ماما النهاردة 

- ينفع طبعًا

- هتيجي معايا 

- لا، ممكن لو عاوزة تاخدي أحمد أو منى 

- ماشي 

- متزعليش مش هقدر لأن ورايا كام مشوار النهاردة 

- خلاص يا جدي مش زعلانة 

وضع جدي يديه على كتفي وقال 

- عارف إنك زعلانة، شوفتك وأنتِ بتبصي لنادر إمبارح، مش عارف أنتِ تعرفيه منين بس نظراتك ليه كان واضح إن أنتِ تعرفيه 

خفضت رأسي ولم أنظر إليه أشعر أنني محرجة عن فهم نظراتي له، نظر جدي لي وقال 

- متوطيش راسك يا بنتي، كلنا بنغلط 

رفعت رأسي و نظرت له ثم قلت 

- يا ترى، هي أحسن مني

- لا مش أحسن منك بس محدش ليه حكم على قلبه 

- يعني لما كان عارفني قلبه مكنش معايا؟

- انتوا كنتوا عارفين بعض 

- أيام الجامعة

- لو حبيتي تحكي أنا موجود ومش هقول لحد 

- أنا مش عايزة أحمد يعرف حاجة 

- متقلقيش مش هيعرف 

- شكرًا لسؤالك يا جدي 

- متشكرنيش تاني، أنتِ بنت إبني 

وزي ما بقولك أعز الولد ولد الولد 

ضحكت ونظرت له 

- ربنا يخليك ليا 

- و يخليكي ليا، هه يلا نقوم نعمل الفطار 

ضحكت وقلت 

- يلا 

خرج جدي من الغرفة 

وقمت بدلت ملابسي ثم ذهبت للمطبخ لأحضر الفطور مع جدي 

إندمجت فى تقطيع السلطة وجدي بالخارج فدخل المطبخ فجأة وقال 

- اي دا 

باين كدا بنت إبني شيفة؟

- ودكتورة 

- أشطر دكتورة 

- خد بقا يا حج هاني اعمل الشاي 

- ألا بقيتي تقوليلي حج هاني زي أخوكي أهوه 

- اي مش عايزني أقولك؟

هو أنا مش فى مقام أحمد ولا اي؟

قهقه جدي ضاحكًا ثم قال 

- أنتِ شكلك بتزعلي بسرعة 

أنتِ وأحمد نفس المكانة عندي 

- يا عم خلصة 

- يا عم وخلصة، دي دكتورة إزاي 

- مش عاجبك ولا اي 

- لا عاجبني يا ستي

- بحسب 

- يلا خرجي الأكل على السفرة وأنا هنادي لأحمد ومنى. 

بعد بضعة ثواني كان الأكل مجهزًا على السفرة 

وأخي ومنى و تلك الصغيرة التي تشبهني حبيبة تركض أمامهم. 

إقترب أحمد وأخذ كرسي وجلس ثم قال 

- مين اللي عامل الفطار الجامد دا؟ 

رددت عليه 

- أنا 

- اي دا أنتِ هتنافسي منى ولا اي 

نظرت لمنى ثم قلت 

- أنافس اي يا بني، أنا بطبخ أحسن منها مليون مرة 

- يا ولا 

نظرت منى لي ثم قالت 

- أحسن من مين يا حبيبتي، أنا محدش بيعرف يطبخ أحسن مني 

رددت عليها 

- لا يا حبيبتي طبيخي أحسن منك ألف مرة 

 قال جدي 

- انتوا هتتخنقوا، ناكل الأول وبعدين إتخانقوا براحتكوا 

- ماشي يا منى 

- ماشي

تناولنا الفطور

ثم قلت لهم 

- استنوا أجيب الشاي من جوا 

فقالت منى 

- وهاتي لبن لحبيبة وإعمليلي نسكافيه معاكي 

- هجيب اللبن لبنت أخويا أما أنتِ قومي هاتي لنفسك 

- بت متعصبنيش 

أخذتُ أضحك ثم قلت

- ولما تتعصبي هتعملي اي 

نظرت لي ثم قالت 

- أحمد 


...

أحمد....

أخذ جدي ينادي علينا وكانت حبيبة إستيقظت من النوم فأخذتها وأخذت منى ونزلنا نفطر معًا إسراء وجدي 

أخذت منى واسراء يتشاجرون حتى قالت اسراء 

- ولما تتعصبي هتعملي اي 

فردت منى 

- أحمد

فقلت لاسراء 

- خلاص يا اسراء بطلوا خناق 

ضحكت اسراء و نظرت لمنى وقالت 

- بهزر معاكي متزعليش هعملك أحلى نسكافيه يا ستي 

- عُمرررري

- حياتشيييي 

ما هذا إن الفتيات يتشاجران ويهدئان بأي كلمة طيبة 

حقًا إن الفتيات رحيمات.

نظر جدي لنا 

- أنا هخرج أسقي الشجر 

نظرت له حبيبة 

- أجي معاك 

- تعالي يا حبيبة جدو 

خرجوا يسقون الأشجار وجائت اسراء تحمل المشروبات 

فقالت لها منى 

- معلقتين سكر فى النسكافيه 

فنظرت لها اسراء وضحكت ووضعت أربع معالق سكر 

 فقالت منى 

- اسراء 

فضحكت اسراء و ظلت تضحك وأنا أضحك معها ومنى متعصبة وكانت أذنيها سوف يدخنون مثل توم فى فيلم توم و جيري 

دخلت حبيبة من الباب وقالت 

- بابا 

- اي يا عمري 

- واحده اسمها "عاينة " بتقولك إحنا لسه مخلصناش 


 إنتظروا الحلقة التاسعة



باقي حلقات رواية أطرق للكاتبة شروق حمام

الحلقة السابعة من رواية أطرق

الحلقة السادسة من رواية أطرق

الحلقة الخامسة من رواية أطرق

الحلقة الرابعة من رواية أطرق

الحلقة الثالثة من رواية أطرق

الحلقة الثانية من رواية أطرق

الحلقة الأولى من رواية أطرق


"جريدة حياة"

تعليقات