القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الحلقة السادسة من رواية أطرق | "جريدة حياة"

رواية أطرق
للكاتبة: شروق حمام

الحلقة السادسة


- ازيك يا اسراء 
-الحمدلله يا نادر 
نظر لي أحمد بحيرة ثم قال 
- هو أنتم تعرفوا بعض 
لم أجب عليه 
أشعر بأن عيني على وشك البكاء.
 هل عُدت للحنين له؟
كنت أظن أنني تعافيت منه.
أشعر بقلبي يضخ الدماء و يضخ الحنين و البكاء أيضًا.
ماذا يحدث؟
لقد إختل توازني مرة آخرى عندما رأيته.
أذكر عندما رأيته لأول مرة، كنت فى العشرين من عمري.
حينها كنت أجلس على درج الجامعة و هو قادم يتنزه بالقرب من جامعة الطب البشري.
فى ذاك اليوم لم أرى شيئًا سوى عيناه، لم يكن جذابًا للحد الذي يلتفت اليه الفتيات لكنه كان جميلًا في عيني وأنا من شعرت بشيءٍ تجاهه كنت أشعر أننا سنتقابل فى وقتٍ آخر فى يومٍ ما.
لقد كنت أتخيله فى أحلام يقظتي أنه فارس أحلامي عشت معه أياما داخل عقلي فقط لم يخرج منها.

أخرجني من ذكرياتي صوت نادر وهو يجيب على أخي
وينظر إلي.... بوقاحةٍ ينظر إلي ويدقق فى عيني وكأن لم يحدث شيء و لم يسلبني مني.
إبتسم لي وقال
- أه عارفها من أيام الجامعة 
رد أحمد عليه 
- مقولتليش إنك تعرف واحدة إسمها إسراء 
- أصل.....
لم يُكمل نادر جملتهُ ونظر إلي وإبتسم إبتسامة بها خبايا وخباثة لا أعلم لماذا ثم أردف
- أصل مش معرفة زي ما أنت فاكر ياصحبي 
- قصدك اي؟
- قصدي انه معرفة عادية تعارف عادي 
قال جملته ونظر لي ثم قال ولا اي يا إسراء 
نظرت إلى الأرض ولم أرفع عيني بعين هذا الوغد وقلت 
- أيوه 
قال نادر 
- المهم أنا جاي عشان أعزمكوا على خطوبتي 
ماذا؟
ماذا يقول؟
كيف؟
سمعت صوت أخي و هو يقول 
- ألف مبروك، بس مين سعيدة الحظ 
- جميلة 
- بجد يا راجل ألف مبروك عقبال سنين كتير

نظرت له وأنا أغلي كالماء وأشعر بأن جسدي يسخن مثل الحمم البركانية.
 حاولت أن أصبح باردة المشاعر فقلت له.
_ مبروك ربنا يتمملك على خير.
سأتركهم وأعود إلى غرفتي إستأذنت من أخي بأن أنصرف وأعود لغرفتي وسمح لي بذلك

عدت للغرفة سقطت على السرير و ها قد حلت علي لعنة الذكريات مجددًا..

منذ 5 سنوات

عندما ظل يحوم حولي ليلفت إنتباهي، وبالفعل نجح بذلك ولفته، شعرت أنه شخصٌ مهذبٌ وخدوم رأيت الكثير من زملائه يشرح لهم. 
جُذبت له وشعرت بأن هناك شخصٌ إحتلني. 
أتذكر أنه كان ينصت لي كثيرًا، كان يسمع حديثي المتكرر و يضحك لي كثيرًا، كم كانت إبتسامته رائعة، كم هو كان رائعًا حين ذاك. 
تحدثت معه كثيرًا وكثيرًا حتى أصبح جزءًا من يومي لا ينسى. 
كيف كنت سأنسى محادثته وأنا من سقطت عشقًا فيه، دون أن يعلم.
كنت أشعر أنني خلقت منهُ وهو خُلق داخلي.
يومًا بعد يوم أصبحنا لا نفارق بعضنا.
نتحدث طيلة النهار والليل هاتف وأراه فى الجامعة.
كان هو فى رابعة تجارة
وأنا فى تانية طب 
كنت صغيرةً على أن أحب و لكنني سقطت به دون قصد.
إقتربنا وإبتسمت لرسائله.
و سقطت فى دائرة اللعنة، دائرة الحب 
لقد أحببته، تأكدت حينها من حبي له، كنت أنظر له يوميًا وأشكر ربي بأن لدي صديقًا رائعًا مثله، كيف شخصًا لم أكن أعرف عنه شيئًا أصبح من اللاشيء أقرب شيءٍ لقلبي.
تبادلنا الموسيقى، سمعنا الأشعار، تناولنا المثلجات معًا، وغزل البنات.
قررت بإفشاء سري وأهديته كتابًا يومًا وقلت له أن القرأة غذاء الروح 
حينها أجاب قائلًا 
- و طالما القرأة غذاء الروح أنتِ تبقي اي؟
لم أجب، إحمر وجهي دمعت عيناي ولكنه سرعان ما إلتقطهم بمنديلٍ وقال لي
- لا أنتِ شكلك بتتكسفي خالص
ضحكت ثم أجبته
- يمكن
نظر لي وضحك ثم قال
- هاتي الكتاب دا كدا 
ناولتهُ الكتاب وقلت 
- اتفضل 
أمسك الكتاب وظل يتطلع به ثم قال 
- إسمه غريب أوي يعني" ايكادولي"
- لا مش هقولك أنت تقرأه بقا وتعرف معناه 
- أنتِ هتخليني عندي فضول أوي 
_ طب حلو عشان تقرأ، ما أنت مبتحبش القراءة
_ لو عشانك أحبها.
 ضحكت حينها وبكى قلبي الأن حينما تذكرت 
... حينما تذكرت قربه مني كم كان يبدو لطيفًا فى البداية ولكن النهاية لم تكن لطيفة ولكن أحببته و فتحَ قلبي على يديه وفتح جرحه على يده أيضًا.
سأخلد للنوم الأن وأعلم أنني سأتذكر باقي حكايتي معه ثانيًا سأنام و ليتها النومة الأخيرة.



باقي حلقات رواية أطرق للكاتبة شروق حمام

الحلقة الأولى من رواية أطرق

الحلقة الثانية من رواية أطرق

الحلقة الثالثة من رواية أطرق

الحلقة الرابعة من رواية أطرق

الحلقة الخامسة من رواية أطرق



"جريدة حياة"

تعليقات