القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

دواء لمفارق الصلاة

للكاتبة: مروة محمد (روي)



-يُقال أن لكل داءٍ دواء خاص به ، ولكن أتعلم أنك داء نفسك يا تاركاً؟.. والدواء بين يديك ولكنك عاجز عن الوصول اليه .

إنني على إعتقادٍ بأن : ليس ليَ حاجةٌ بتفسير عقوبات مفارق الصلاة ، لأن بكل يقين من تلذذ بين كتاب الله عز وجل ، وغُلغل لعقله تفسير الآيات المعطرة الياقنة لجزاء المفارق للركن الثاني من أركان ديننا لما أصبح تاركاً لهذا الركنيّ قط؛ إن الله عز وجل تعهدَ بالويل من المصلين، الآن انت في حالة ذهول كيف ان يتعهد الله بالويل لمصلي ! 

مهلاً ايها القارئ المتسرع، دعني أُكمل ما بدأت به ، إن الله عز وجل تعهدَ بالفعل ولكن للمصلين الساهين عن صلاتهم، فكما دُون في كتابه العزيز في السورة المعطرة (الماعون)

( فويلٌ للمصلين)( الذين هم عن صلاتهم ساهون) 

ان كنت قارئاً مفارقاً للصلاة فهل لي بشعورك الآن؟ إن الله تعهدَ بالويل من المصلي الساهي ( أي الذي يسهى عن الصلاة ولا يُقيمها بخشوعٍ ويؤدها كفرضٍ فقط ) فما بالكَ التارك لها؟!

قيل أن الصلاة عماد الدين( أي الركن الأساسي لبناء الدين )

أخبرني هل تمتلك الإستطاعة بأن تشيد مبنى دون وضع أساس له ؟

تنفذ رائحة سخرية منك على حديثي 

يبدو انني سأعاني منكَ، لأنك قارئاً متسرعاً وساخراً من سؤالٍ ساخرٌ بالفعل 

بكل يقين لا مقدرة ولا استطاعة لفعل هذا السخر ، فأخبرني الآن هل فائدة بدينك وانت غير مقيماً لأعمدته؟

لُقنتَ الشهادة ولُقبتَ بمسلمٍ أمام البشر ،ولكن ألم يراودك رواد إن لُقبت مسلماً بالفعل عند ربك؟!

وكيف لك بأن تلقب عنده ،وأنت ملقبٌ على الأوراق فقط ؟

استمتع بقضاء نزهتك بين أركان تلك الدنيا لأنك على تشبثٍ بها وسهوت عن ما سيلي بعد ذاك الفناء يا فاني.

أخاك الآن كان حياً يُرزق من نعيم الدنيا فحان موعد رحيله من الفناء ودُفن بثنايا ما خُلق منه ( الثراب) 

وأتاه من يسأله عما فعله في الإختبار المختبر من ربه وهل نجى منه أم أتى بهلاك حاله؟

هلا أخبرك بأن اول ما يحاسب عليه العبد هو الصلاة؟ أراه نبأً معلوم نخبره للأطفال المبتدئين بالنطق ولكن لن يضر إخباري صحيح؟

لنستعيد مسير حديثنا ، الآن أخاك يُحاسب ويرى هل رسب بالاختبار أم اجتازه؟

السأل: هل أقمت الصلاة أيها العبد؟

تردد أخاك وصمت برهة وحادث حاله قائلاً: وتالله لم أُقمها إلا عدة مرات بيوم الجمعة ، لا قوة ليَ بإخبراه 

مهلاً خاطرني ملجأ ،سأحتال عليه بالكذب ولا أحد هُنا ليشهد إن كنت مقيماً بالفعل، وبكل يقين سأنجو من سؤاله .

تباً لاخاك يا عاصي هل فقد كتلة عقله؟ لم يقطع مسيرة كذبه حتى عند رحليه؟!

ولكنه نكرة لا علم له بما سيحدث لو أمكن له بقراءة كتاب ربه ولو مرة لسُربَ لعقله ما سيحدث

وفي وقتٍ غير مألوف لأخاك ، تنطق أعضاء جسده وتهتف مرددة: فوالله لم نقيم سوى مراتٍ معدودة من صلاة الجمعة وهدف إقامتها كان التباهي أمام رفاقه وليقل أنه مصلي 

فارتبك أخاك مما حدث وكاد ان يختل توازنه من الفزع. أيها العبد الكاذب ألم يمر عليك مرة قوله تعالى في كتابه المقدس آيات من سورة فصلت؟ تقول:

(وقالوا لجلودهم لمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة وإليه ترجعون )

( وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون)

ليتك لم تقيم تلك الإقامات الجُمعية ،أو ليت إقامتها كانت لوجه الله عز وجل 

كانت نيتك هي : تلقيبك بمصلٍ وها قد لُقبت، ولكن حدثني هل دُونتْ تلك الإقامات في صحيفتك؟

يا تارك :فلأكمل مجرى معاتبتك هل تسمح لي؟

أريد أن أقظكَ من غفلتك كي لا ترث ما حدث لأخاك ،

ألستَ على تذكر بأن تلك الحياة التى تتزحزح بين روافدها وتنحدر بالشهوات وتَملأ صحيفتك بها ،

هي دار الفناء واللهو؟ فكما قال سبحانه عز وجل في سورة العنكبوت

( وما هذة الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)

أقبل على التوضؤ وتطهير جسدك من فسادك فلا علم لنا بموعد صعود تلك الروح يا روحيّ .

وارتدي ثيابك وبادر بالسير حيث يتواجد وجود منازل الله عز وجل 

هل سئمتَ من قص عقوبات مفارق صلاته ؟ قصيت ما نُبت بأفاق عقلي عن تارك الصلاة ولكن هذا غير كافٍ وتالله لو اجتمعت أجمع الورقيات والأوراق لاحتوت على طرفةٍ من الخيوط لوصف العقوبات( أي كتابة عقوبات مفارق الصلاة تدوينها لا نهائي كالارقام الرياضية)

فلأقص عليك نافذة مصغرة مطلة على ثواب المقيم للصلاة

-بكل قطرة ماء تتساقط من وضوئه يتساقط معها ما ارتكبه من معاصي، فماء الوضوء يمحي ذنوب البدن 

-وبكل خطوة يخطو بها متجهاً لمنزل ربه يُزاد أضعاف الحسنات في ميزانه، سأقتبس جزءاً من حديثٍ نبويٍ شريف،  يقول الجزء المقتبس: ( وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة) يالا رحمتك وعفوك يا رحيم العفو أيعقل أن يُمنح الرجل المقيم في مسجدك ذاك الكم الهائل من الصدقات وقبل بدايته بإقامة الصلاة حتى!..  

أتعلم حين وقوفى وأنا أقيم الصلاة أشعر بكل ما هو يُريح(تهدأ نبضات قلبي ويستعيد جسدي المرهق المتألم من دار الفناء راحته وسكينته ) 

إن لم تتذوق هذا الشعور فيحق لي بالإشفاق عليك ألست صائبة؟

-مهلاً أيتها الكاتبة تمهلي يحق لكِ بالإشفاق ولكن بعد إنتهائك من وصف شعور السجود وحتماً ستدمع أعينكِ من الإشفاق عليه 

-أصبت أيها المتحدث، سأقص عليه هذا الشعور أملاً  في إدراكه بأن الصلاة هي السبيل المنجي من هلاك دار الفناء 

-في سجودي يغمرني البكاء لم أعثر على السبب إلى الآن، ولكن من المحتمل، أنني أبكي لشعوري بأن الرب أمامي ويراني فتفيض دموعي من السعادة لأنه يراني ساجدة له ولعظمته 

- في سجودي يجتباني الحديث وأفرغ كل ما يضيق صدري لخالقي لأنني ياقنة بأنه القادر على الإنصات لي  وعلى إراحتي 

- في سجودي أشعر بأنني في عالمٍ اخر يعمه الهدوء والسلام ، جميع الأصوات منعزلة سوى صوت تسبيحي 

- في سجودي يسعى الشيطان بوسوسته بأن يشتت إنتباهي ويوقظني من شعوري المطمأن ولكنه غير دارك بأنني قمت بتخدير أذاني حين إفراغي من وضعية راحتي (السجود)

- في سجودي أُطيل وضعيتي أملاً أن ينزع ربي روحي ويحملها لسمائه ، فلتمنحها لي يالله

أستحي أن أخبرك بأن تقيم الصلاة لأن هذا النبأ لا أخبره إلى لطفلٍ بالغ الخامسة من عمره 

إن لم تستجب لي فهنيأً لك على عدم إكتمال دينك


قلم المتلاعبة بالأبجديات: مروة محمد "روى"



"جريدة حياة"

تعليقات

7 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق