رواية أطرق
للكاتبة: شروق حمام
الحلقة السابعة
-لم أنم و لم تغفل لي عين وعاودت ذكرياتي معه اظن أن قلبي قد اشتاق له
واشتاق عقلي لذكرياتي معه.
أخذ مني يومها الكتاب
وهاتفني بعدها بيومين وقال لي أنه ظل يومين لم ينم حتى انتهى منها.
حينها أيضًا قال أنه لم يعلم أن القرأة ممتعة لهذه الدرجة ظل يثرثر كثيرًا وهو يحكي عن أنس وكيف هو مغامرٌ رائع.
حينها ضحكت كثيرًا لقد جعلته يُغرم فى هذه الرواية وهو شخصٌ لا يحب القرأة.
قال لي:
- اسراء ايكادولي
- وانا كمان ايكادولى
ضحكت وبقيت أسمع صوت ضحكات نادر من وراء شاشة الهاتف كم أريد أن أقتحم ذاك الهاتف وأنظر اليه من خلفه وأرى عيناه و هي مُقفلة حينما يبتسم.
- مش هنبطل ضحك ولا اي يا اسراء
- سيبني أضحك ياعم
- طب ما تيجي ننزل عايز أشوفك وأنتِ بتضحكي
- مش هينفع دلوقتي، الوقت متأخر وبابا بيقلق عليا
- خلاص بكره نطلع اسكندرية؟
- اشمعنا
- عايز أول موعد لينا وإحنا بنحب بعض يكون مميز
ضحكتُ وكانت تغمرني السعادة بما يقول
حقًا إنه شخصٌ رائع
فرددت عليه قائلةً
- هنروح امتى؟
- من ٢ الضهر نرجع 10 أو 11 بليل
- ماشي
- هسيبك أنا بقا وأنام عشان بقالي يومين مطبق
- تصبح على خير ياا...
- يا.. اي
- يا نادر عادي
- ماشي يا دكتورة أما أبقى بس أشوفك بكره
- ماشي
- باي
- باي
تركت هاتفى على الأريكة و ركضت هنا و هناك ماذا يحدث أشعر بأنني فراشةٌ تريد الطيران، هل سينمو لي جناحاتٌ الأن؟
اتجهت إلى المكتب و نظرت إلى الأوراق الملونة الموجودة عليه فلمستها بيدي ثم سقطت عيني على الصندوق الخشبي الفارغ بجواري فظللت أبتسم لقد خطر ببالي حينها فكرة.
سأدون كل شئٍ يخصنا من اليوم و أضع الورقات فى تلك الصندوق وسأهديه الصندوق حين يصبح زوجي.
مسكت ورقة بلون الأزرق المائل إلى لون السماء وأخذت أدون عليها
"اهلًا يا عزيزي
إن اليوم الرابع عشر من مايو
هذا اليوم أصبح مميزًا فى حياتي التي لم يكن بها يومٌ مميزٌ قبل مجيئك.
أنتظر رؤيتك غدًا.
عيناي تريد أن ترتوي بك،
واليوم قد ارتوى قلبي بعد أعوامٍ من الجفاء.
لم أظن يومًا أن الحب سيسكُن قلبي
و لكن لا محال إذ أرسل القدر الهوى وغرقت يومًا بين عيناك.
أكتب لك ما يحل علي من نعمات القدر،
أن يصُب الحب الذي بداخلي دُفعةً واحدة بين يديك.
فى هذه الساعة التي تُعد الثانية عشر بعد منتصف الليل أوثق تحرير قلبي وإحتلاله ايضًا.
لقد تحرر وأصبح يُحب
ولكنهُ أيضًا إحتُلَّ بعشق.
أتنبئ بأن الأيام ستُصبح داء
وأن عشقك سيُصبح دواء
إن لم يشفني الدواء!
وإشتد عليّ البلاء،
سأهرول بين يديك
و ما الملجئ سواك..؟
سأكتب أُحبك بين الأوراق
وأن الدنيا بدونك ستصبح شقاء
سأخذ بيديك إلى طريق الهداء
وسترى بعينيك أني الأمان.
أعلم أنك لن تقلق إن كنتُ جوارك.
ففي بعض الأحيان سأكون مِرحالك.
ستنظر لي يومًا و تحمد الله أني بحياتك،
فأنت إن أعطيتني حُبًا أصبحت أيامك.
وماذا إن اخترعنا طريقًا مُعادي؟
إلتقينا غرباء
فماذا إن بقينا باقي عُمرنا أحباء.
فإن بقيت سأظل بلا بُكاء
وأراك يومًا تحمل كأسًا به دواء
ونجلس معًا وأقول أني بدونك عمياء،
أن كل شيءٍ دونك يصبح هراء.
وماذا إن لم تنتهي الأيام بيننا؟
فلا نفترق
فأراك كما نرى السماء الزاهية
كما زهوت روحي بلقائك.
أخذت نفسًا عميقًا بعد تدويني لعشقي له وأخذت الورقة بين يديَّ ووضعتها فى الصندوق.
وتوجهت إلى السرير وأخذت نفسًا عميقًا و سقطتُ فى بئر أحلامي.
أتذكر كل شئٍ رغم إيماني بأني نسيت.
باقي حلقات رواية أطرق للكاتبة شروق حمام
تعليقات
إرسال تعليق