عواصف القلب: بين الخيال والألم
منذ طفولتي وأنا أستخدم مخيلتي لخلق تصّوراتٍ أحبّها، حتي أنني اعتدت أن أتخيّل طيفك ليكون بجواري.
أفقدُ أعصابي في الأيّام الخاليةِ منك، أجلسُ وقلبي مُنهكٌ أركضُ وعيناي تدمَعان، أنامُ وكتفي على الأرضِ لا أفعلُ شيئًا صحيحًا، لا أتخطّى وجهك، ولا أجدُ حلًا لهذِه العتمة أتذكر أول حديثٍ بيننا؟!
عندما أخبرتك أني شخص غريب، يخشى الاعتياد ولا يؤمن بما يسمى الحب
أخبرتك كل شيءٍ عني، أني عنيدة ومنطفئة، لا أحب المجاملات، ولا اعلم كيف يكون الكلام، كنت واضحةً من البداية، لم أتجمل كي أبهرك؛ بل أردتك أن تحتوي شرودي وحزني إنني أنصحكَ بأنْ تبتعد!
نعم، إنني لا أشبهُني، لا أشبهُ الفتاةَ التي رسمتَها بخيالك، ولا أشبهُ توقعاتكَ ابداً
أخبرتكَ ذات مرةٍ بأنني أكتبُ في بعضِ الأوقات حينما أشعر بالملل
فتخيلتني أجلسُ بهدوءٍ قربَ نافذةِ غرفتي، وأكتب نصوصاً وردية أتحدثُ فيها عن جمالِ الحياة وحيويتها؟!
لستُ كذلك
أقلامي لا تكتبُ سوا حزناً وألماً
دموعي هي التي تلهمني لأكتب وليسَ سعادتي كما كنتَ تظن انت !!
لم اتجرأ يوماً على أنْ أُطلعك على كتاباتي؛ لإنني كنتُ أعلمُ أنك ستنصدم بما ستقرأ
أرجوكَ ابتعد!
إنني لستُ بهذه البساطةِ واللين التي تتخيلها، أملكُ الكثيرَ من العقد والمشاكل بداخلي، قلبي ليس أبيضاً كالثلج كما وصفتهُ أنتَ يوماً
قلبي فارغٌ فحسب ، فارغٌ من أيّ مشاعرٍ قد يشعرها المرء يوماً، بينما تظنُ أنتَ أن الحبَ يملأُني؛ لا شيء يملأُني حقاً سوا حزني ، خيبةُ أملي من الحياة ، كرهي لنفسي
أخبرتك بأنني لا أشبهُ الفتاةَ التي تطمح لإكمالِ حياتك معها ولكنكَ ظننتني أمازحكَ فحسب
أرجوكَ ابتعد!
فلن تعجبكَ حقيقتي، أفضلُ أنْ تبقى منخدعاً بي هكذا، وتغادرني دون أن تعلمَ أنهُ في داخلي شخصٌ أخر لا أحد يراه
ولن تراهُ أنتَ يوماً
تألمنا بما يكفى لنُدرك أن الأشياء الجميلة مؤقتة ، وأن البدايات لا تُمثل حقيقة الأشخاص ، وأنّ النهايات هي الأصدق دائمًا
تعلمنا أن لا نخبر أحد عن أوجاعنا كي لا يُضاعفها علينا ، أدركنا أن من نسامحه كثيرًا سيبالغ في أذيّتِنا أكثر ، تعلمنا أن لا نعطي ثقتنا لأحد ولا نستثني أحد ، فهمنا أن من يتركنا مرة سيتركنا مرات و لآخر العمر ، والذي ينكسر فينا لا يعود مجددًا ، وعلى قدر الحب الذي نعطيه للآخرين سيكون مقدار أوجاعنا منهم
تعلمنا و تغيرنا ، ولكن أيقنٌا أن الحياة لازالت تخبئ لنا في جعبتِها المزيد، ربما لو كان باستطاعة أحدٍ أن يحل مكان أحدٍ لما بكينا عند الفراق ، ولكن كل شخص يحفر مكانته في القلب ، ولاسيما أولئك الذين أحببناهم بصدق يحفرون أماكنهم بقوة ، ويبقى القلب فارغاً بعد رحيلهم
بـقلم: مـهـا جـمـال « فـتاة مايو »
تعليقات
إرسال تعليق