رواية عن حياة الرسول ( الجزء 4)
كان عبد المطلب قبل أن يتوفى قد أوصى أبو طالب(ابنه،و أخو سيدنا عبد الله والد النبي عليه الصلاة والسلام من الأب والأم وكانت والدتهم زوجة سيدنا عبد المطلب اسمها فاطمة بنت عمرو) على محمد صلى الله عليه وسلم
وقُذف في قلب أبو طالب حبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم لدرجة أن الناس كانوا يقولون: ما كان يدخل ولا يخرج الا مع النبي عليه الصلاة والسلام وعلمَهُ رعاية الغنم من سن ثمانية إلى سن اثنا عشر
"قال صلى الله عليه وسلم:ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم. فقال أصحابه وأنت؟ فقال:نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة "
أربع سنين من الخلوة والتدريب على الصمت والتأمل في الطبيعة أثناء رعاية الغنم
كان أبو طالب لا يتحرك الا مع النبي وما كان يأكل هو وأولاده إلا في حضور النبي عليه الصلاة والسلام(كان أبو طالب فقيراً) فالما كانو يأكلون بدون النبي الطعام لا يكفي فإذا حضر رسول الله كان الأكل يَكفي وزيادة فما كانوا يأكلون بدونه
وفي رحلة من رحلات الشتاء والصيف إلى الشام، أبو طالب أخذ محمد صلى الله عليه وسلم معه في القافلة وهم مارين من أمام صومعة مثل بيت مثلا لراهب هذا الرهاب كان يرى القوافل تمر ولا يخرج ليستضفهم لكن هذه المرة خرج راقِضاً عندما رئى سحابة تمشي خلف القافلة صغيرة تكفي لإنسان واحد وكأنها تظل هذا الإنسان،فنادى عليهم وخرج لهم وقال:ادعيكُم إلى منزلي فليأتي الكَبير والصَغير والعَبد والسيد والغَني والفقير
لأن بَحيرَى الراهب صاحب الصومَّعه كان من أهل الكتاب وصفة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت مكتوبة بالنص لدى أهل الكتاب ومنها حفظ الله له بهذه الطريقة
استضافهم جميعاً في منزله لكنهم تركو النبي صلى الله عليه وسلم بالخارج مع الأمتعه ومع المواشي
قال لهم: يوجد أحد ناقص؟
قالوا:إنه مُحمَد فقط تاركينُه مع الأمتِعَة
قال:أحضِروه
دخل سيدنا النبي فأخذ يتفرس فيه وينظر له ويُقارِن صفات النبي بما كُتِب في كُتُب أهل الكِتاب
فقال لأبي طالب:ما قرابة هذا الغلام منك؟
فقال أبو طالب:هو ابني
قال بَحيرَى:ما هو بابنك، وما ينبغي ان يكون هذا الغلام أبوه حياً
قال أبو طالب:هو ابن أخي
فسأله بَحيرَى:فما فعل أبوه؟
قال ابو طالب:مات وأمُه حبلى به؟
فقال له بَحيرَى: صدقت!
قال بَحيرَى لمحمد:أرِني كَتِفَك
وجد في كَتِفُه خاتم النبوه فاكل نبي من الأنبياء لديه وحمة في آخِر العمود الفقري بين الكَتِفين يوجد بها شُعيرات بيضاء تسمى خاتم النبوة.
قال لأبي طالب:ارجع به الى بلده واحذر عليه اليهود!! فوالله لئن رأوه هنا ليوقعون به شرًا، فإنه سيكون لابن أخيك هذا شأن عظيم
قال أبو طالب متعجباً: وما علمك بذلك؟!
فقال بَحيرَى: إنكُم حينَ أشرفتُم من العقبة لم يبقَ حجرٌ ولا شجرٌ إلا وقدَّمت له التحية، ولا تصنعُ ذلك إلا لنبيٍّ ولقد عرفته بخاتَم النبوة في أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة،وإنَّا نجدُه في كتبنَا
كُنتُ أسمَع بإنصاطٍ شديد فحقًا أشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده ومحمد عبده ورسولُه كنت أُردِد الشهادة أثناء حديث أختي إنه لَشئٌ رائع حقاً أُرِيد معرِفة المزيد
-هالة:لِمَ صمتي؟ أكملي رَجاءً
-ندى:لَكِنني أُرهِقت فأنا منذ الصباح أتحدث ثم أنني أنهيتُ طفولة النبي
-هالة بِرجاء:أخبريني جزءً صغيراً فقط من شباب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم نكمل غداً
-ندى بقلة حيلة: حسنًا
لقد كانت مرحلة شبابه طاهرةً نقيةً مستقيمةً ذكيةً بعيدةً كلَّ البُعد عن اللهو والعبث، بعيدةً عن الشيطان ووساوسه وعن..
-هالة:وعن ماذا ها وعن ماذااااا يكفي ألا هذا الحد وإدخُلي بالموضوع
-ندى:حسنًا لا تغضبي هكذا،كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولا يتكاسل؛يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكَر النبي صلى الله عليه وسلم( بعد أن أُوتيَّ النبوة ) ذلك العمل فقال"ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم"، فقال أصحابُه:وأنت؟ قال: "نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة"
-هالة:لقد أخبرتيني هذا سابقًا
-ندى:أعلم لكن إنتظري حتى أُكمِل، وكان الله سبحانه وتعالى يحرسه ويرعاه على الدوام؛ فذات يوم فكر أن يلهو كما يلهو الشباب، فطلب من صاحِب لهُ أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب في لهوهم، وعندما وصل إليها سمع عزفً
فقال:ما هذا
فقالوا: عُرسٌ
فوقف عنده،فسلط الله عليه النوم،ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم التالي
قال صلى الله عليه وسلم:"ما هممتُ بشئ ممَّا كانُوا في الجاهليه يعملونَه غيرَ مرتين،كلٌ ذلك يحُولُ اللهُ بيني وبينَهُ، ثمَّ ما هممتُ به حتَّى أكرمني اللهُ بالرسالة
قلتُ ليلةً للغلام الذي يرعَى معي بأعلَى مكة:لو أبصرتَ لي غنمي،حتَّى أدخلَ مكةَ،وأسمر بها كمَا يسمرُ الشبابُ.
فقال:أفعلُ.فخرجتُ حتَّى إذا كنتُ بمكةَ سمعتُ عزفاً،فقلتُ: ما هذا؟!
فقالوا:عُرسٌ
فجلستُ اسمعُ،فضرب الله على أذني،فنمتُ،فما أيقظني إلا حَرُّ الشمس،فعدت إلى صاحبي،فسألني فأخبرته
ثمَّ قلتُ لهُ
-هالة:ندى انت نمتي لا حقًا أُريد معرفة ماذا حدث بعد ذلك !!
يتبع...
بقلم/رحاب رجب
تعليقات
إرسال تعليق