القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

رواية عن حياة الرسول(الجزء 2)

 رواية عن حياة الرسول(الجزء 2)


ندى:عندما ضبطت آلة الزمن ضبطها على الحياة قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ،ثم بعد مولده، ثم العودة الى المنزل

أنزلت رأسها لأسفل وهي تقول:أنا آسفة، آسفة حقاً هالة

!!أنا لم أسمع أي شئٍ من هذا الكلام نسيت كل ما شاهدت وما سمعت فقط ركزت على أن اليوم مولد حبيبي صلى الله عليه وسلم-

ندى:هالة إلى أين ذهبتي؟-

!!أتشوق لرؤية ميلاد الرسول لقد سمعت عن هذا اليوم كثيراً-

!ندى:وأنا أيضاً متحمسة جداً لنذهب حتى نرى-

ونحن بطريقنا إلى مكان الكعبة فنحن بالصحراء رأينا مجموعة كبيرة من الناس ذاهبين بنفس الإتجاه

 وسمعت صوت سيدة(ليست من المجموعة):أعتقد أن مرضعات قبيلة بني سعد جِئْنَ؛ لِيَأخُذْنَ الأطفال الرُّضَّع إلى البادية حتى ينشئوا هناك أقوياء فصحاء،قادرين على مواجهة أعباء الحياة

《نظرت نظرة استنكار الى اختي فما هذا الذي سمعته》

ندى:حسناً اظن أنني لم أحدد الموعِد بالضبط ف هو حقاً أتانا بعد ميلاد الرسول لكنَّه وقت لقائه بالسيدة حليمة- 

حسناً على أي حال لنكمل-

ونحن نسير رأينا امرأة تركب على أتان (الحمار الانثى)ورجل وطفل يبكي على جمل عجوز وضعيف ويبدو عليهم جميعاً الإرهاق والتعب الشديد

أكملنا سيرنا إلى مكان تجمع الناس...

إنهم هم من كانو من قبيلة بني سعد لكن ماذا يفعلون؟

اقتربنا أكثر حتى نستطيع المشاهدة إنهم يسألون عن مَن هُم والدي الطفل حتى يستطيعوا أخذ المال منه-

تباً أشعُر بالإرهاق الشديد ؛ماذا حدث ؟-

《ثم نظرت من حولي ولم أستطع التعرف على ما حولي حتى سمعت الباب يُطرق》

!لا بالتأكيد، لا بالتأكيد!! لم يكُن حُلماً-

ندى:ماذا يحدث معك فأنت تحدثين نفسك وأنا منذ زمن واقفة هنا حتى ظننتكي مِتِّي-

قلت لها وأنا على وشك البكاء:ياليتني مِتُّ وكننت ظَللت في هذا الحُلم-

ندى:أي حُلمٍ هذا الذي أعجَبَكِ لهذه الدرجة!؟-

《شردت في تفكيري بالحُلم وأنا أقُصُّ لها والدموع بعيني على ما تذكرته》

!!ثم صرخت فجأة وأنا أقول:وعندما كنت سوف أرى الرسول صلى الله عليه وسلم استيقظت

ندى وهي تكاد تموت من كثرة الضحك:انت حقاً جُننتي!، تغيرت نبرتها فجأة:ولكن للأسف الذي رأيته بالحلم كان صحيح،كانوا أهل جاهلية شديدة، هل تعلمين أنهم كانو يشكلون العجوة على شكل أصنام ويعبدونهُا ويسجدوا لهم،وإذا شعروا بالجوع أكلوها!! لا إله إلا الله محمد رسول الله،الحمد لله أنَّ هذا العصر قد انتهى والحمد لله أيضاً انه كان حُلماً،لو بقيت أكثر من ذلك هناك لا أعلم ماذا كان سوف يحدث لي

ندى:ما رأيك أن أكمل لك ما حدث بعدما أتت السيدة حليمة؟-

!أجبتها بحماس:بالتأكيد-

ندى:(كانت السيدة حليمة تقول): نحن أتينا خمسة أنا وزوجي وابني الذي يبكي منذ فترة لأنى لم يكن لدي اللبن في صدري بسبب أننا كان لدينا مجاعة في المنطقة التي كنا بها

بني سعد؟-

ندى:بالضبط،ومعنا أتان صغير -كانت هي التي تركب عليه -ومعنا جمل عجوزٌ ضعيف لم يكن به نقطة لبنٍ حتى ، أتتخيلين أتاناً صغيراً ،وأباً مريضاً، وأماً مريضة ،وولداً يبكي ،وجملاً عجوزاً !! كانت حقاً عائلةً شديدةَ الفقر

رأيت هؤلاء من تتحدثين عنهم في الحُلم لكني لم أعرف أنَّها السيدة حليمة-

ندى:هل يمكن ألا تقاطعيني حتى أستطيع الإكمال-

...ولكن

!ندى:لا يوجد ولكن يوجد نعم،والآن أتركيني أُكمِل- 

!!قلت لها بتذمر:حسناً

ندى:لقد نسيت،لا أعرف ماذا أقول لك هذا بسببك-

!!لن أتكلم ثانيةً،أكملي-

《ندى تنهدت ثم اكملت》:كانوا يتحركون ببطء جداً فبالتالي المرضعات سبقوهم وعندما دخلوا كانوا يرون الأطفال الرضع ويسألون عن عائلته ووالده حتى يأخذو المال

!!آهٍ مِن هؤلاء الخبثاء ؛كلُّ ما يفكرون به هو المال فقط-

!!ندى:أُنظروا من يتحدث عن المال؛ ثم ألم أقل ألا تقاطعيني ثانيةً-

《وضعت يدي على فمي سريعاً بخوف》:لن اتكلم ثانيةً أنا آسفة

《نعم خِفت فأنتم لا تعرفون ندى عندما تغضب تصبح كالوحش و..لن اصف اكثر من ذلك حتى لا تفزعوا أنتم أيضاً》

!ندى:إلى أين ذهبتي؟-

!!لم أذهب إلى مكان،ماهذا يا الله لا يُعجِب ان كُنت صامتةً أو أتحدث ماذا أفعل بنفسي حتى تستريحى-

ندى:لا اصمتي ولكن ركزي معي لا تشردي مع الناس اللذين تتحدثين معهم بخيالك-

!!حاضر-

ندى:أين كنا؟ ،نعم تذكرت فعندما علموا أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يتيماً، تركوه فهو أبوه ليس موجوداً حتى يدفع لهم المال، عندما يأتي أحد ويعلم أنه يتيم يتركوه ،حتى أتت السيدة حليمة السعدية وزوجها وإبنها الذي مازال يبكي من كثرة الجوع! ،كان كل الاطفال أُخِذوا فالسيدة حليمة تقول لزوجها:هل سوف نترك هذا الولد هكذا؟ سوف آخذُه لعلَّ الله يجعل لي فيه بركة،وحقاً أخذتُه معها،كنت قرأت سابقاً أيضاً أنَّ السيدة حليمة تقول:فلما أخذته إلتقم ثديي فأكل وأكل معه اخوه حتى ناما وعند العودة، لقبيلة بني سعد اخذت الرسول معها في حضنها وركبوا على الآتان،لن تصدقي ما حدث بعد ذلك!!

نا لم أُجبها فهي قالت لي ألا أقاطعها، ولكني رأيت تعابيرها تتغير مرة أخرى ويعود الوحش من جديد لذا فهمت انها كانت تريد مني أن أجيبها فأجبتُها سريعاً:ماذا حدث؟،أنا فقط أصمت حتى تكملي لكن ألا تعلمين فضولي أنَّه سوف يقتلني حتى أعرف ماذا حدث بعد ذلك

...يتبع

بقلم/ رحاب رجب



تعليقات