القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع


 

آثار العام الراحل
للكاتبة: مروة محمد (روي)



-"31 ديسمبر لعام 2022" 

"الثانية عشر إلا خمسة عشر دقائق" 

ها أنا مرتمية على فراشي، محتضنة وسادتي، تُراقب أعيني عقارب الساعة وكيف لها بالعجلة وكأنها بسباقٍ!
تبقى القليل من الدقائق وسينتهي هذا العام وسيولد عامٌ جديد؛ كان عامًا مُجيبًا للنداء بالرغم من عناده، عامًا مُلطفًا بنكهات الأمل، سعيت خلاله لأحلامٍ تشبهت بالمُحال، ولكنها في نهاية الأمر لبت سعيي، مقارنةً بالعام السابق كنتُ الفتاة العادية التى لا تفقه إلا القليل، المنكسرة ومهزومة الأمل، الباكية لبساطة الأمور، ولكن هذه الشخصية ماتت ودُفنت بثنايا ما بُعثت منه، وقمت بإحياء شخصية مختلفة تمامًا عن ذي قبل، شخصية غامضة التأقلم، عنيفة الطموح، مبالية لكل شيء، عامية عن كل مُحال، متشبثة بهدفها، متيقنة بسند ربها الدائم، لقد تمحورت التي عُرفت بمروة ودُثر ضعفها وأُحيِيَت الكاتبة الروائية « روى» التي أذهلت البعض من قوة هدفها، التى لُقبت بشتى ألقاب المُعافرة، تلك التي ابتكرت إنجازات فاقت مراحل عمرها، مما جعل كل من يُدرك عمرها يُصاب بوهلة الذهول، فكيف بتلك الطفلة التي لم تتجاوز الخمسة عشر أعوام بأن تكون بكُل هذا الصمود؟!
 وكأنها حكيمة تزعمت روافد المستحيلات، وخاضت سفينة حرب لم تكن بعسر ما يسمى بالحروب العالمية؛ ولم تكف عن المحاربة لحينِ استشهادها برصاصة الوصول لِمَا يُراودها، لقد جعل منها هذا العام الذي انتهى منذ دقائق محسوبة، شخص أعمى لا يرى سوى ضوء خافت في نهاية نفقٍ حالك ألا هو: 
ضوء حلمها الذي ينتظرها على حافة الرصيف، تبقى فقط القليل وستهمُ بالرحيل إلى العالم الذي هندَسهُ حُلمها. 
نعم إنها أنا ذات التلاعب الأبجدي وبشتى مصطلحات الفخر الكاتبة الروائية: مروة محمد « رِوى». 
«طال شوق الوصول، ولكن لا بأس فالعام الراحل قام بفك عقدة الوصول وسحبها إلى حيث ذهب؛ وليأتي العام التالي منحنيًا أمام سبيلي ليُرشده إلى موضعٍ أرقى ممّا يُقال عنه بالقمم»


# المتلاعبة بالأبجديات: مروة محمد "روى"



"جريدة حياة"

تعليقات