القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع


 الخذلان
للكاتبة: مروة محمد (روي)








- ولكني أحبك 

- وأنا لا أطيق وجودك حتى 

- أتمزح! 

- نعم كنت أمزح حين اعترفت لكِ بأنني أحبك، يالكِ من حمقاء حقًا؛ كيف لي بالاعجاب بكِ؟! انظري إلى حالكِ أيعقل أن تنالي إعجاب فتى وسيم متلى؟!

- لكنك أخبرتني بأنك تحبني ولم ترى بجمالي 

- كنت أهدر وقتي، وأخذت ما أريده، والآن حان وقت إفراغك من حياتي

- لقد رضيت بكَ وعميت عن عيوبك فهكذا هو الحُب يعميك عن العيوب؛ عارضت العالم بأكمله من أجلك حتى عائلتي، سلبت راحتي واطمئناني طيلة الليالي لانشغال فكري بك، كنت الدواء الذي يشفيني حين البلاء، كنت البرهان لحب الحياة، كنت العنوان للسعادة، كنت عكازًا أرتكز عليه حين ميولي، كنت كل ما أريد، أحببتك بمراحل تجاوزت الجنون، قبلت أعذارك الكاذبة وتجاوزت عن خطياك، رأيت الوجود بعيناك، أغرمت بك بالرغم من انكاري للحُب، جئت في وقت كنت لا أعي ما الحب ولكني عنيته بك، لا تُهملني أرجوك 

- انتهى وقتي معك، وجدت الأفضل والأكثر استغلال، امتصصت منك ما سعيت له، ولا ذنب لي بتعلقك بي فهذا المعتاد لأية فتاة 

- لا تقارن حبي وتعلقي بك بأي ما يكون وما كان، لقد تخليت عن كبريائي رهبةً من فراقك، وتالله لم أتلقي منك سوى الخذلان، لقد كسرت قلبي بعدما شفتيه بحبك الكاذب، وما ذنبه هذا القلب، لما سعيت لاحتلاله؟ لقد أذيته ولكن لا تمرح لم تنتهي الحرب حتى الآن، بل سترى الجانب الآخر من قلبي، وسيتحالف عقلي معه وهُنا ستنتهي الحرب لصالحي، فراقك عاد عليَ بالقوة والوعي، والأيام بيننا وستذوق ما تذوقته، وحينها ستعود إليَ ذليلًا ولكنك لن تجدني ولن تجد حبك، وتالله لن تجد حب ولا احتواء كما منحتك.

" انتهت المحادثة"

تعالى صوت صراخها أرجاء الغرفة، ارتمت خلف الباب مرتكزة عليه، تحول عينيها الأربعة حوائط ومن ثم تنهدت وقامت واقتربت من إحدى الصور المعلقة على الحائط، ونظرت لها بحرقة قلب وقالت:

- لقد علقت صورك في أرجاء الغرفة لأيتقظ على وجهك الساحر المنير لسبلي، لا زلت أفكر بك، اصتنعت القوة حين محادثتك، وليشهد ما لا وجود له بأن حديثي بأكمله كان كذب، واعدتك بالانتقام وعدم الغفران، ولكن هذا لأُعيد كبريائي الذي فقدته، ولكني أتمزق الآن، لم يخيل لي قط بأن هذا الوجه البريء المماثل لوجوه الأطفال بأن يكن بهذه الجشاعة، وهبتك كل ما يوهب ومقابل ذلك وهبتني الخذلان

ومن ثم احتضنت صورته ونامت والدموع تتغازر بجدارة ولم تفيق من بعدها، وكانت آخر كلماتها قالتها بانقطاع: أحبك.

" ليس باللين نسيان من نحب والأصعب تلقي الخذلان منهم، لتكن صادقًا نقيًا بالعلاقات، فالخذلان كتلقي الرصاصات المميتة.


المتلاعبة بالأبجديات: مروة محمد (روى)



"جريدة حياة"

تعليقات