القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع


 الرصيف
تأليف الكاتب: فارس علي حزين







-ما بين ساعة وضحاها رأيتَني جالساً بين الركام يبتلعني الزِحام والمارة والجالسين في محطة القطار ، لا أدري أأنتظر قطاري أم ماذا أفعل والوقت ممل حتى ينتهي ويرأف بحالي، راودتني أفكار مجنونةُ في نفسي لتنهي الصمت القاتل بيني وبين عقارب الساعة العجوز الشمطاء العقيم ، فراوغتها وراوغت شرودي بنظرةٍ سريعة إلى السماء ، ثم عدت أجترّ اللاوعي من جديد ليتجدد شرودي وتضيع معه الدقائق المملة ، وأبَى حظي ذلك إلا أن رأيتُ الشمس تشفق عليَّ فغطتني بأشعتها البرتقالية الحارقة ، أخفضت رأسي إلى الأرض في مللٍ وتأففٍ من رائحة الجواربِ التي أُجزم أنها لم تذق طعم النظافة قط والدخان الكثيف المنتشر على رصيف القطار ، صوت العامة يتزايد ويتعالى بينما أنا كالسجين فوق ذلك الرصيف الحزينُ لحالي ،.. فاستجمعت عقلي المنهك .. ورحت أتخيل بأن الوضعَ جميلٌ ، والهدوء رائع ، وتخيلت نفسي وكأني في حديقة وعطر الياسمين يعم المكان وأنني في أحسن حال ، وقتَها تقززت نفسي مني لأجل الكذب عليها فعاتبتني فعاتبتها ودار بيننا جدالٌ ونقاشٌ وحروبٌ طاحنةٌ دارت في عقلي الذي أعلن صوته بالصداع وعلى في رأسي ، حينها أرفقتُ على نفسي وحالي وصدقتُهما المشاعر وتمنيت لو أنني الآن في بيتي هانئاً مطمئنا متكئاً على فراشي الجميل لا صخب ولا نصب ، حينها خطرت في بالي فكرةً ليست بالسيئة في ذلك الحال الذي أنا فيه ، قمت بإخراج مذكَّرة أوراقي من حقيبتي ورحت أكتب فيها قصتي تلك ريثما يأتي قطاري المنتَظر.


بقلم : فارس على حزين

تمت : عصر الأربعاء 7/12/2022 

طهطا _ سوهاج _ مصر



"جريدة حياة"

تعليقات