القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفصل السابع عشر من رواية أحببتها رغمًا | "جريدة حياة"


 رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)





الفصل السابع عشر


وعندما تقع انظاري فى عينيكَ أُصابُ بالإدمان لتلك الأعين .

انك دوائي، وراحتي، واطمئناني، كم اعشق خيالي الحواي لتفاصيلك .

أشعر وكأنك بداخل روحي.

وكأن روحكَ مُزجت مع روحي، وأصبحت روحاً منفرداً .

كم اعشق خصلات شعرك المتنازلة على حاجبيكَ 

اتعلم قبل خلودي للنوم أغلق اعيني ويخيل لعقلي انني بجوارك وأصبحنا معاً . 


نهضت والدة عمر بلهفة ونزلت امام قدم الطبيب قائلة: حياة ابني أمانة في ايدك يا دكتور 

نزل الطبيب على ركبتيه ونظر لها بحزن قائلا: دعواتك 

ونهض للغرفة لاستكمال النجدة 

وبعد عدة دقائق وصلا زين وحور لمكان كتب كتابهم 

دخل زين بصحبة حور 

كان المجلس لطيفاً وهادئاً وبسيطاً ومُزين بالورود الطبيعية 

جلست حور بجوار زين وطوال فترة كتب الكتاب لا زال زين شارداً فى جمالها

وانتهى المأذون وأُعلن أنهم زوج وزوجه قانونياً وشرعياً

فنهض زين والدموع تغمر اعينه واحتضن حور بقوة قائلا: الحمدلله وبكده أقدر اقول

( المدام حور زين عابدين)

نظرت حور له وأزالت دموعه قائلة: انت بتعيط عشان اتجوزنا ولا ايه؟

ابتسم زين قائلاً: حاجه زي كده 

بعد عدة أشهر:

تحسنت حالة عمر وتم اعتقال الشرطين نظراً لاتهامهم وعقابهم لعمر دون وجود أية أدله تثبت انه الفاعل 

ولا زال زين يُخفي امر زواجه من حور حين يجد وقتاً مناسباً ليعلنه.

وفي يومٍ يذهب سيف لمنزل ورد وتم استقباله بترحاب

فقالت والدة ورد: يلا يا سيف هجهز ورد وننزل البلد نكتب الكتاب 

سيف: تمام يا طنط خدوا وقتكم 

اتى زين ورأى سيف فقال بغضب: القذر ده جاي هنا ليه؟

والدة ورد: اخرص يا حقير إياك توجهه لفظ مش كويس لسيف 

زين: ينفع تسكتي انتي دلوقتي؟ وحد يجاوب اي الي دخل ده بيتي؟

صالح: انت تعرفه؟

زين: وحد ميعرفش الباشا ده؟

صالح: ده عريس ورد الي كتب كتابهم النهارده 

زين: نعم؟ سمعني تاني معلش؟ عريس مين؟ 

والدة ورد: اي يا اخويا مش سامع؟ عريس بنتي ورد

زين: انتوا اتجننتوا مين ده الي عريس ورد؟ 

صالح: ليه يا بني فيه ايه؟ 

زين: فيه ان الباشا تاجر مخدرات وسكته شمال 

صفعته والدة حور قلماً قائلا: لو نطقت حرف تاني هنسى انك زي ابني ، وكفاية انه رضى ببنتي وقت محدش كان راضي بيها والحمد لله براءتها ظهرت عشان وقف معانا 

زين: ورد فين؟ انطقوا ورد فين؟ 

جرى زين مسرعاً لغرفة ورد فوجدها تجلس على فراشها وترتدي فستاناً شديد البياض 

جرى زين قائلا: هنقذك يا ورد متقلقيش مش هسمح للحقير ده انو يإذيكي 

ورد: تنقذني من ايه؟ فيه ايه؟

زين: انتي موافقة على الجواز ده؟

ورد: ايوا طبعا موافقه فيه ايه بقا؟

زين: انتي اتجنني يا ورد؟ انتي متعرفيش سيف كويس ده مش مناسب ليكي خالص 

ورد: انا عارفه حياتي كويس وعارفه انا بعمل ايه ممكن متدخلش؟ وعلى الاقل مش هتجوز من ورا اهلي 

زين: انتي عارفه ان انا وحور كتبنا كتاب بس و من يوم كتب كتابنا ولا شوفتها اصلا وهعلن عن جوازنا قريب جدا

ورد: مش انت اتجوزت ؟ سبني بقا اشوف حياتي 

زين: بكره تعرفي حقيقته بس هيكون الوقت فات ومش هقدر اساعدك فكري يا ورد 

ورد: اطلع برا 

خرج زين حزيناً ينظر بأسف وفقدان الأمل فى إنقاذ حياة ورد

وبعد عدة سنوات على زواج سيف وورد 

تعيش ورد فى منزل بسيط مع والدة سيف 

في الصباح:

تستيقظ والده سيف مبكراً وذهبت لتيقظ ورد قائلة: قومي يا ورد النهادرة ورانا شغل كتير 

ورد : حاضر يا أمي بس اي الحماس ده؟

والده سيف: الدكتور جاي النهادرة 

ورد: دكتور؟ انتي كويسه يا أمي؟

والده سيف: اهدى يا بنتي قصدي عمر ابني 

ورد: بجد؟ عمر اخه سيف؟

والدة سيف: ايوا اتخرج من كلية الطب امبارح واخيرا بعد كام سنه هشوفه

ورد: وانا لأول مره هشوفه

والدة سيف: ابني عمر طيب اوي عكس سيف، ومحترم وعارف مصلحته

بينما تنهض ورد من فراشها تصرخ من قدميها فتأتي 

هند قائلة: مالك يا بنتي ؟

رأت هند قدم ورد المجروحة  وأثار الضرب على قدميها 

هند: مد ايده عليكي تاني؟

تجمعت الدموع في أعين ورد قائلة: لا يا أمي أنا الي وقعت متشغليش بالك انا كويسه 

هند: هتفضلي تستحملي كده كتير؟ 

ورد: اعمل ايه يعني يا امي؟ اعارض هيعذبني اكتر يلا هستحمل 

هند: والله يا بنتي قلبي بتقطع عليكي منه لله 

ورد: يلا نجهز البيت عشان خاطر الدكتور عمر 


"في منزل زين عابدين "

يتصل زين على حور قائلا: ها يا عروسة روحتي الكوافير ولا لسه؟

حور: في الطريق يا قلب، واخيرا بقا حياتنا استقرت وهنعمل الفرح

زين: عارف اننا طولنا اوي بس اعذريني بقا كان لازم استنى لما اتوظف فى شغل كويس والحمد لله بقيت الباشمهندس( زين صالح عابدين ) 

حور: حبيبي اجمل مهندس اصلا واجمل عريس يلا روح شوف اهلك لو محتاجين منك حاجه واقعد معاهم متنساش ده اخر يوم معاهم 

زين: حاضر يا حبيبتي مع السلامة 

وانتهت محادثتهم 

نزل زين وتجمع بعائلته قائلا: والله ابنكم كبر يا جماعه وهيتجوز النهارده وهيسبكم 

بكت والدته واحتضنته قائلة: لا ابني مش هيسبني

صالح: بطلي يا حاجه النهادره فرحتنا مش عاوزين نكد 

والدة ورد: بتصل على ورد مش بترد خايفه يكون في حاجه 

والده زين: متقلقيش يمكن مشغوله ولا حاجه بس هي مجتش ليه؟

زين: انا هتصل عليها اشوفها 

والدة ورد: لا يا بني جوزها متخلف لو اتصلت عليها وعرف هيضربها

زين: انتي السبب قولتلكوا بلاش كانت تكمل تعليمها وتشوف شب كويس يعاملها معاملة كويسه 

والدة ورد: مكنتش اتوقع انه هيتحول كده 

زين: هو قذر من عمره بس كان بيمثل قدامكوا 

صالح: قفلوا على الموضوع مش وقته ورانا شغل كتير 

زين: هستأذن انا بقا هروح ازبط هدومي وكده 


"في منزل ورد"

اتى سيف حاملاً زجاجه خمر قائلا : بت يا ورد 

جرت ورد قائلة: نعم

سيف: جهزيلي الاكل يلا 

ورد: لو سمحت يا سيف ينفع اروح فرح زين النهارده ؟

سيف: انتي مسمعتيش انا قولت ايه؟ حضرلي الاكل يلا

هند: انت جيت بدري ليه؟

سيف: مش عاوزاني اجي بيتي ولا ايه؟ 

هند: ربنا يهديك يا بني  


وفاجأه يدق الباب شاباً يحمل حقيبته ويرتدي نظارته 

ففتحت هند الباب:

هند: عمر ابني 

وارتمت فى أحضانه وبكت 

قبل عمر جبهتها ومن ثم يديها قائلا: وحشتيني يا ست الكل 

هند: كنت هموت واشوفك يا عمري، تعال ادخل 

دخل عمر واقترب من سيف قائلا: يا اهلا يا سيف اخبارك 

سيف: انت اي الي جابك هنا يالا؟

عمر: جاي اشوف امي ومتقلقش مش هعيش هنا ،أجرت غرفة فى فندق 

سيف: ايوه ما انت بتلعب بالفلوس لعب ودكتور قد الدنيا ومعاك فلوس مش زي حالتنا 

عمر: الدنيا أرزاق يا حبيبي يمكن معايا فلوس بس صحه لاء

أتت ورد حاملة صينية الطعام وتمشي بصعوبه نظراً لتألم أقدامها ،فترى عمر 

فتصمد مكانها وتسقط صينية الطعام من يديها قائلة: عمر؟

عمر: ورد؟ 

هند: تعرفوا بعض؟

عمر: ورد بتعمل ايه هنا؟ 

سيف: ما انا مقولتلكش ورد مراتي يا حبيبي

عمر: نعم؟ مراتك انت بتهزر ؟

سيف : لا يا روح امك مراتي وقريبا هتكون ام ابني 

عمر: مش فاهم حاجه؟ كل ده حصل امته؟

سيف: فاكر ايام الصور ياض؟ انا عملت دور البطل واتجوزها 

مع ان انا الي عملتها بس متفرقش 

ورد: انت الي عملت الصور؟ 

سيف: ايوه يا فله فى مانع؟

ورد : وعمر طلع اخوك ؟

سيف: بطلي أسئلة يا بت ولمي الازاز ده 

عمر: عندك يا ورد الازاز ممكن يعورها 

سيف: وانت مالك يا اخويا؟يلا يا بت لمي

ورد: حاضر حاضر 

وبينما تنظف ورد الأرض تجرح يدها فيجري عمر قائلا: قولتلك هتعوري ايدك اقعدي هنا هشوف شاش فى شنطتي 

اقترب سيف وأخذ ورد وصفعها قلماً قائلا: يلا يا بت على اوضتك 

صفعه عمر قلماً مقابل مد يديه على ورد قائلا: لو مفكر ان انت كده راجل عشان مديت ايدك على مراتك او عشان بتعاملها كده يبقى انت عار على الرجوله 

سيف: ومالو يا رجوله هتعلمني اتعامل مع مراتي ازاي؟

هند: من يوم ما اتجوزها يا عمر وكل يوم بتنام معيطه وجسمها كله آثار ضرب ومع انها حامل يا بني بس مفيش رحمه

عمر: حامل! وبعاملها كده لو مش خايف عليها خاف على ابنك

سيف: لما اتأكد انه ولد اول ابقى اخاف عليه 

عمر: ولو بنت هترميها يعني ولا ايه؟

عمر: لاء مش هخليها تكمل حملها ،هتنزلها 

هند: انت اتجننت؟؟؟ 

عمر: تموت بنتك؟ روح بريئة؟ انت خسارة فيك انك تعيش اصلا 


قطع حديثهم مكالمه على هاتف ورد فأشارت هند لها بأن ترد 

ورد: نعم يا أمي؟

والدة ورد: هتيجي امته يا بنتي؟

سحبت هند الهاتف قائلة: ساعتين بالظبط ونكون عندك يا ام ورد

وانتهت المحادثة 

سيف: مين قال إنها هتخرج؟

هند: انا قولت

سيف: لا مش رايحه حته 

عمر: أستأذن انا بقا ورايا شغل جامد النهارده 

هتحتاجي حاجه يا امي؟

هند: لا يا بني ابقى تعالى اشوفك 

عمر: ان شاء الله مع السلامه يا عمري 


"في مساء اليوم "

تجهزت حور، وتقف امام الكوافير تنتظر قدوم زين ،

فجلست لترتدي حذائها ،وكعادتها وجدت صعوبة فى ربطه فقالت: يارب اعمل ايه؟ مش لو كان ليا اخت كانت ساعدتني، لو كان ينفع اطلب من الميكب ارتست 

او زين يجي زي يوم كتب الكتاب 

فربط أحدهم على كتفها وهي تجلس على قدميها 

حور وهي منشغلة فى حذائها ولم تلتفت قائلة: لو سمحت مش وقته خالص انا في كارثه 

فحادثها قائلا: وانا جاي احل الكارثة

التفتت حور بلهفة: زين؟

وارتمت فى احضانه لمده طويلة 

وبعدها شرد زين فى جمالها ولامس وجهها قائلة: قوليلي انك ملاك وهربتي 

مسك زين يد حور متجهاً للباب فصرخت حور قائلة: نسيت الكوتشي 

زين: يا بنت المجنونة اروح فين؟ واجي منين ؟

احضرت حور حذائها وجلست قائلة: لبسني عشان خاطري مش عارفه اربطه

زين: واحده عندها ٢٠ سنه مش عارفه تربط كوتشها؟

يارب صبرني على ما ابتلاني 

ونزل على قدميه كما في ليله كتب كتابهم وربط حذائها 

حور: واو انت مبدع انا بربط فيه بقالي ساعه

زين: يلا الجماعه مستنين برا 

خرج زين مصطحباً يد حور وذُهل الجميع من جمالهم وذهبوا لقاعة الاحتفال 

وبعد انتهاء الحفل عادت ورد لمنزلها فوجدت سيف يقف بغضب امام باب الغرفة ومن ثم سحبها من خصلات شعرها قائلا : مش انا قولت مفيش خروج؟ 

ومن ثم صفعها قلماً حتى اصطدمت بأداة حادة وسقطت مغشية والدماء تُحيط بها

رأتها هند فضرخت : ورد!

" سنرى ما سيحدث فى الأحداث المقبلة " 


بقلمي: مروة محمد (روي)




"جريدة حياة"

تعليقات