القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفصل الثامن عشر من رواية أحببتها رغمًا | "جريدة حياة"


 رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)





الفصل الثامن عشر


وتتلاشى الليالي وتتلاشى تخيلاتي وانت بعيد ولكن سأبقى على هذا الوضع ،لأنه سيأتي يوماً واروى لكَ تلك التخيلات ومن ثم ارتمي في أحضانك وأغلق اعيني واتذكر تلك التخيلات وبعدها انظر اليكَ قائلة: حصلت عليك يا من تسببت فى تشتيت عقلي 

انني ارتب احداثنا الآن ،ولكن كن على الاستعدادِ للإنصات لها وتنفيذها . 


جرت هند وحاولت إيقاظ ورد ولكن دون جدوى فاتصلت بعمر قائلة: الحقني يا عمر ،تعالى بسرعة 

عمر: مالك يا أمي ؟ في ايه؟

هند: مفيش وقت يلا بسرعة

عمر: حاضر حاضر اهدي خمس دقايق واكون عندك 

خرج سيف تاركاً زوجته بين الحياة والموت ولم يبالي 

فاصطدم بعمر على الدرج 

عمر: سيف؟ امي كويسه؟ فيه ايه؟

لم يلتفت سيف له وتركه وغادر 

صعد عمر برهبة وخوف ففتحت هند الباب وهي تقطع أنفاسها وتنهار من البكاء 

عمر: امي انتي كويسه؟

هند بتعب: الحق الحق هتموت 

عمر: مين ؟

أشارت هند على غرفه ورد قائلة:  ورد الحق ورد 

جرى عمر بلهفة متجهاً ناحية الباب فرأى ورد ملقاه والدماء يحاوطها 

فجرى نحوها ووضع رأسها على قدميه وتفقد نبضات قلبها قائلا: ورد ورد 

ومن ثم حملها قائلا: اسبقيني تحت يا أمي على المستشفي بسرعة 

"في منزل حور وزين"

عاشا فى منزل مطلاً على البحر مبتعداً عن ضجيج العالم .

ذهب زين لتبديل ملابسه، بينما تسللت حور لخارج المنزل لتستمتع بهدوء البحر وأمواجه 

بحث زين عنها فى كافة انحاء المنزل ،ولم يجدها فخرج لشرفة المنزل، وشاهدها تجلس على شاطئ البحر وتُمدد قدميها فى الماء ،وشاردة فى صفاء السماء ونجومها 

فاقترب منها دون أصدار صوت، وكان على وشك إفزاعها 

فتحدث قائلة وهى غالقة أعينها: متحاولش يا استاذ عارفه انك زين ،بطل حركات الاطفال دي

جلس زين بجوارها وتعجب قائلا: عرفتي ازاي بقا؟ وكمان مغمضة عيونك!

حادثته حور وهى لا زالت على وضعيتها أي غالقة أعينها وتنظر للسماء : انا بحس بيك حتى ولو مش موجود اصلا 

زين: طب فتحي عيونك كده وبوصيلي وقوليلي ازاي ؟

نظرت حور له قائلة: بحس بيك بقا وخلاص، ألاه 

زين: ياه يا حور كنتي تتوقعي في يوم اننا ممكن نوصل لليلة دي؟

مالت حور على أكتافه قائلا: عمري ما اتخيلت حتى ان انا ممكن في يوم أقع في حبك بس اقول ايه قلبي وقع ومش اي وقعة لاء ده وقع وقعة معرفش يقوم من بعدها 

زين: يعني قصدك ايه؟ حبتيني غصب عنك يعني ؟

ضحكت حور قائلة: ليه هو انا انت ،عارفه انك حبتني غصب عنك  ،مش عارفه اجبها ازاي ؟الي هو قلبك غصبك عليا 

ضحك زين قائلا: فعلاً حبيتك غصب عني، حكايتنا دي عاملة زي رواية قرأتها قبل كده 

حور: وطلعت مثقف وبتقرأ !

زين: وبكتب كمان بس مجرد هواية يعني 

حور: واو بجد؟ بتكتب ؟ 

زين : ايوه، كتبت كام نص وكنت بكتب فى رواية، بس من يوم ما دخلتي حياتي وبطلت ،كان كل يوم مشاكل بقا وكده 

حور: ايوه ايوه قصدك ان انا الي جيبالك المشاكل؟

زين: انتي ايه الي خرجك؟

حور: انا بعشق البحر اوي ، ما بالك بقا انا سامعة صوت الموج من جوا ومش عاوزني اخرج؟ 

زين: عارف انك بتحبي البحر فقررت نشتري بيت جنب بحر 

حور: في موضوع كده بفكر فيه من ايام 

زين: خير؟

حور: بفكر البس الحجاب 

زين : بجد؟....

وقبل ان تنطق حور حرفاً واحداً حملها زين ودار بها وسط البحر 

حور: نزلني يا مجنون 

زين: انتي بتتكلمي بجد؟

حور: ودي حاجه فيها هزار؟

زين : انا فرحان جدا ربنا يديمك ويهديك دايما يا قلب 

حور: بكره بقا هننزل نشتري ملابس مناسبة للحجاب 

زين: عيوني ليكي يا عمري 

" في المشفى"

كانت هند تنتظر خروج ورد، فخرج عمر وأعينه ممتلئة بالدموع

هند: عمر وأخيراً ،ها طمني ورد كويسه صح؟

فقد عمر توازنه فجلس على الأرض، وضم ركبتيه أسفل عنقه وبكى

هند: رد عليا ورد كويسه؟ انت بتعيط ليه؟

عمر : اهدي يا أمي ورد كويسة 

هند: الحمد والشكر ليك يا رب، طب انت بتعيط ليه؟

عمر: صحيح ورد كويسه والحمد لله قدرت أنقذها لكن الطفل لاء 

هند: نعم؟ قصدك ايه؟

عمر: مقدرتش يا أمي الطفل مات على ما وصلت هنا

كانت هند على وشك السقوط فأسندها عمر ووضعها على مقعدٍ قائلا: امي أمي اهدى ،اجبلك كوباية مايه؟

هند: يارب ابني قتل ابنه! منه لله يخلص منه ربنا، هقول لورد ايه؟ دي كانت فرحانه اوي انها هتكون ام حتى اختارت الأسماء، لو عرفت هتروح فيها

عمر: والله يا أمي حاولت بس ملحقتش لأن الطفل مات فى بطنها اصلا

عمر: ثواني ، تقصدي ايه بإن ابنك قتل ابنه؟

هند: هو الي ضربها يا بني زي كل مره بس المره دي اتخبطت فى حاجه 

لم ينطق عمر حرفاً واحداً ،وذهب محاولاً  التحكم بأعصابه ، وأخذ يتنقل بين الأماكن التي يذهب إليها سيف حتى وجده فى مكانٍ قذر ملئ بالفتيات ذات الخلق السيء، يقضون اوقاتهم في شرب الخمر، والرهائن، واكتساب الأموال من الرجال .

فدخل عمر لأول مرة أماكن كهذه ،فأخذ يبحث عن سيف فاصطدم بفتاة راقصة غير واعية، نظراً لكثرة تناولها للخمر 

حاولت التقرب، من عمر فقام عمر بسحب زجاجة الخمر الخاصة بها ءوسكبها على رأسهاء ومن ثم ألقى بها فى الأرض، فانكسرت وعمت الفوضة

قال لها عمر بغضب: انتي شخصية قذرة ،اتقي الله وشوفيلك شغل شريف 

اقتربت الفتاه وهى تتعثر فى خطواتها فابتعد عمر وصفعها قلماً قائلا : قولتلك ابعدي عن طريقي عمري ما مديت ايدي على بنت بس شكلك عاوزه حد يفوقك 


وتركها وأكمل بحثه عن اخاه، فوجده في زاوية منعزلة، يستمتع بوقته مع فتاة تماثل الراقصة التي اصطدم بها فسحبه من يده بقوة  ،فإذا بالفتاة تقف أمامه قائلة: القمر متعصب كده ليه؟

عمر: مش عاوز أكرر غلطتي تاني، لو سمحتي ابعدي 

سيف : انت اي الي جابك هنا؟

عمر : هتعرف يا حبيبي، وحياة أمي لعرفك يا حقير 

الفتاة : ما تروق يا عمنا ألاه

قام عمر بدفعها بكامل قوته فوقعت على الأرض

وثم اتجهه لأخاه وصفعه قلماً تلو الآخر حتى نزف دماء من فمه 

سيف : انت بتمد ايدك عليا ؟ 

وأحضر زجاجه خمر و حاول أن يضرب رأس عمر ولكن  امسك عمر بالزجاجة وألقاها ،واكمل ضربه بسيف 

حتي فقد توازنه وتركه مغشياً على الأرض وذهب للمشفى 

عند وصوله رأى والدته تجلس امام غرفة العمليات وتنهار بكاءاً  ،فاقترب قائلا: ورد فاقت؟

هند: انت كنت فين؟ واي الدم ده؟

عمر: كنت بعمل حاجه بسيطه كده وجيت

هند: عملت ايه؟ الدم ده منين؟

عمر: اهدي يا ست الكل، انا كويس هدومي بس الي عليها دم 

هند: دم مين؟

عمر: دم شخص قذر ،سيبك انا هدخل اطمن على ورد واشوفها فاقت ولا لسه

دخل عمر مرتدياً بدلته الطبية ليخفي دماء ملابسه 

عمر: أخبارها اي دلوقتي يا عايدة ؟

عايدة الممرضة: كويسه يا دكتور حالتها مستقرة والحمد لله ممكن تفوق دلوقتي 

عمر: تمام يا عايدة روحي انتي شوفي دكتور اسامه عاوز ايه وانا هاخد بالي منها

خرجت عايدة: 

فتفقد عمر حالة ورد وفحصها مجدداً 

وبعد عدة دقائق بدأت فى استعادة وعيها 

فابتسم عمر بلهفة قائلا: ورد؟ انتي كويسه ؟

وضعت ورد يديها حول رأسها قائلة بصوتٍ خافت: انا فين؟ وحصل ايه؟

عمر : اهدى انتي تعبتي شوية 

بدأت ورد في تذكر الأحداث وكيف اعتدى سيف عليها ضرباً فنظرت لعمر بلهفة قائلة: ابني كويس؟ 

نظر عمر بأسف ولم يتحدث 

ورد: انت مش بترد ليه؟ انا بسألك ؟

عمر: ممكن تهدي عشان صحتك ؟

ورد: جاوب على سؤالي، ابني كويس صح ؟

دخلت هند وجلست بجوار ورد قائلة: الف سلامه يا حبيبتي 

ورد: جاوبيني يا أمي حصل ايه في ابني ؟ هو كويس صح؟

بكت هند قائلة: ربنا يعوضك 

صُدمت ورد قائلة: يعني ايه؟ انتي بتهزري يا أمي صح ؟

ابني محصلوش حاجه هو بخير 

عمر : كده هتتعبي يا ورد 

صرخت ورد قائلة: يالله ابني راح مني انا السبب مني لله 

أعطاها عمر إبرة مهدئة فخلدت للنوم( فقدت وعيها)

بكى عمر على حالتها فتعجبت هند قائلة: انت بتعيط؟

عمر: انتي مش شايفه حالتها ؟ خسرت ابنها يا أمي وزوجها هو السبب هي لي بتتعذب كده؟

هند: اهدى يا حبيبي متقلقش ربنا هيعوضها 

عمر: يارب يا أمي ورد طيبه متستهلش كل العذاب ده

تعجبت هند من اهتمام عمر الزائد بورد فقالت: انت تعرف ورد؟

عمر: دي البنت الي اتهموني اني عملت صورها اتقابلنا كذا مرة مرة

هند : بتحبها؟

ارتجف عمر قائلا: انتي بتقولي ايه يا أمي؟

أحب واحده متجوزه وكمان مرات اخويا

هند: سيبك من انها مرات اخوك او متجوزه انت بتحبها صح؟

عمر: صراحة ايوه ومش بحبها بس بعشقها يا أمي من اول مرة شوفتها فيها حبيتها جدا كنت كل يوم بفكر فيها ومازلت بس خلاص معتش ينفع أبداً يا أمي 

هند: معتش ينفع ليه؟

عمر: نعم؟ 

هند: وليه مثلا ورد متطلقش من القذر ده وتتجوزوا !...

ولا انت مترضاش تجوز واحده متجوزة؟

عمر: تعرفي ؟ وحياتك عندي لو كانت لسه حامل حتى كنت هوافق 

اساسا قررت امبارح لما شوفت طريقة تصرفه معاها اني هخلصها منه وهربي ابنه او بنته مفيش اي مشاكل بالعكس هعتبرهم ولادي 

هند : ربنا ييسر الأحوال يا بني ويسعدك يارب 


استيقظت ورد بعد فترة زمينة قصيرة

كان عمر يجلس بجوارها ممسكاً بيده فابتعدت قائلة: ابعد عني

عمر:  هقولك كلمتين كل الي حصل خير لأن ربنا مش بيجيب حاجه وحشه ، مش يمكن كان يتولد بإعاقه مثلا ويتعذب ؟

ورد: بس كان هيكون قدام عيوني وأقدر أحضنه

عمر: منقدرش نعترض على قضاء ربنا ،ربنا هيعوضك 

مسح عمر دموعها بحنان فشردت ورد في جمال أعينه وحنانه 

عمر: كده احسن متعيطيش تاني بقا 

ورد: ممكن اعرف سبب الاهتمام الزياده ده؟

أمسك عمر يديها قائلا: الاهتمام مصدره ايه؟ 

توترت ورد ونظرت بحياء وكأنها أدركت الإجابة ولكنها لم تجيب على سؤاله 

" سنرى ما سيحدث في الأحداث المقبله " 


قلم/ مروة محمد (روي)




"جريدة حياة"

تعليقات