القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفصل التاسع عشر من رواية أحببتها رغمًا | "جريدة حياة"


 رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)





الفصل التاسع عشر


من الآن فصاعداً لن ايتقظ على أحلامي وتخيلاتي، بل سأيتقظ على وجهكَ القمحاويّ وعينيكَ المائلتان للون البحريّ السماويّ .

سأيتقظ على إبتسامتكَ المضيئة الساحرة ، وخصلات شعرك ذات اللون الأسود الداكن المتساقطة على أعينيكَ 

من الآن لن أتخذ الوسادة أنت، كما فعلتُ فى الماضي عندما كنت أغلق أعيني وأحتضن الوسادة وأتخيل أنها أنت ،بل سأخلد للنوم وانا فى عمق أحضانكَ يا حبيب . 


( وبعد مرور ستة أشهر ) 


لا زالت ورد تمكث مع هند وزوجها 

وفي صباح اليوم..............

استيقظت هند على صوت صراخ ورد كالعادة فذهبت لإنقاذها من هذا الوحش 

وعند ذهابها لاحظت تغير مفاجئ بورد ،لم تكن ورد ذات الدموع الدائمة، المرتعبة، المطيعة لزوجها، بل ورد الصامدة أمامه دون بكاء وتواجههُ بكامل شجعاتها 

أمسكها سيف من خصلات شعرها كالعادة فحاولت هند التدخل ولكن منعتها ورد قائلة: عندك يا أمي، انا هعرف أدافع عن نفسي كويس

ومن ثم ابتعدت وصفعت سيف قلماً قائلة: كنت بستحمل عشان ابني لكن خلاص دلوقتي مش ملزومة استحملك بالعكس هكون كابوسك عشان تعرف الأم لم تخسر ابنها بيحصل ايه؟

سيف: انا مش هطلقك هفضل اعذبك كده 

ورد: ولا انا عاوزه اطلق دلوقتي، هفضل اعذبك برضه

سيف: انا اتجوزتك عشان الأملاك بتاعت والدتك كنت مفكر لما أقتل صالح هيقسموا الأملاك لكن لاء امك وأخواتها أصيلين جدا قال ايه : مش عاوزين أملاك وهيسبوها للبشمهندس زين اصل ناقص فلوس

ورد: انت الي قتلت خالي صالح ؟ 

عمر: ايوه انا الي قتلته ورميته فى البحر عشان يقولوا  غرقان ايه رأيك فيا بقا؟ 

"في منزل حور وزين"

خرج زين من المنزل في غضون الساعه 10 صباحاً حاملاً حقيبة عمله مودعاً حور قائلة: خلي بالك على نفسك

حور: حاضر يا روحي وانت خلي بالك 

زين: ممكن اتأخر النهارده يعني احتمال أجي الساعه تمانية بليل

حور: تمانية؟ متأخر جدا يا زين 

زين: معلش يا قلبي بعد وفاة ابويا وانا مسؤل عن شركتين( شركتي ، الشركه الخاصه بأبويا) 

حور: ربنا يرحمه يا روحي ويوفقك يارب 

احتضنها زين قائلاً : اجيب اكل ايه وانا جاي؟....

حور: لاء انا قررت أن انا الي هطبخ ،ايه رأيك؟

زين: يبقى اجيب اكل احتياطي بقا وهرجع اشتري علاج معدتي تاني

ضربته حور فى كتفيه قائلة: ايوه ايوه قول من الأخر انك خايف تاكل من ايدي 

زين: بهزر يا قلب والله اتمنى فعلا أكل من تحت ايدك وبإيدك كمان 

حور: على العموم عملالك مفاجأه لما تيجي ومش اي مفاجأه دي تعتبر كل حاجه كنا بنتمناها

زين: انا بقول نفض الشغل النهارده وتقولي ايه هي؟...

حور : انسى يا حبيبي اما تيجي من الشغل اول، لسه هجهز ليها اصلاً اتمنى اقولك دلوقتي لأني عارفه انك هتموت من الفرح بس الصبر عاوزه اصور ردة فعلك عشان تكون ذكرى 

زين: كده مش هقدر اركز في شغلي وهفضل افكر في المفجأة

حور : لا اوعدني انك هتركز كويس 

زين: اوعدك يلا ربنا يسامحك،  بحبك 

حور: وانا كمان يا حبيبي الف سلامة

ذهب زين لعمله فوقفت حور فى شرفه المنزل المطلة على شاطئ البحر قائلة: يا ترى انزل السوق اشتري الحاجات ولا أطلبها دليفري؟ 

جالي فكره كويسه هتصل على هدير صحبتي تيجي تساعدني 

ومن ثم جلست ونظرت للسماء قائلة: الحمد والشكر ليك يا رب كل حاجه اتمنتها حققتهالي،.... اتمنيت ان وانا زين نتجمع والمشاكل تبعد وفعلا اتحققت، اتمنيت طفل يكون رمز لحبنا وحققتهولي امبارح 

شعور ميتوصفش لما جبت الاختبار بتاع الحمل امبارح ويظهرلي ايجابي كنت هتجنن من الفرحة وزين اكيد هيفرح جدا لو عرف بس انا قررت اعمل مفجأة واصور رده الفعل عشان لما بنتنا تتولد اوريها قد ايه فرحنا بيها 

وبكده أقدر اقول هنبقى تلاته ( زين ، لين ، حور) 

ومن ثم حدثت صغيرها قائلة: انا مش عارفه إذا بنت ولا ولد بس شعوري بيقولي هتكوني بنت ( لين) 

تعرفي يا لين ، أه ما ابوكي اختار اسمك قبل ما نتجوز اصلا ،انتي بجد محظوظه جدا بأبوكي مفيش في حنيته ولطافته واكيد يعني محظوظه بمامي كمان 

اوعدك يا روحي هنكون اجمل عيله 

بينما حور شادرة تحدث صغيرتها فإذا بشخصٍ يقف خلفها قائلا: مبروك يا حور قصدي المدام حور عابدين 

التفتت حور فإذا بسيف يقف أمامها 

حور: انت ايه الي جابك هنا؟

سيف: جاي اقولك ان نهايتك قربت وهنهيكي استعدي يا فله مفكره اني نسيتك ونسيت انتقامي منك؟ لاء انا بس كنت مستني الوقت المناسب عشان أدمرك 

ارتعبت حور وجرت بسرعة نحو منزلها وأغلقت باب المنزل 

صرخ سيف ودق الباب بقوة قائلا: هندمك يا حور هتشوفي هعمل ايه ؟ صبرك عليا 

وذهب وهو يردد: هندمك،، هندمك ،،، هندمك

"في شركه زين"

يتصل رقم مجهول قائلا: فرحان بمراتك الي اتجوزتك عشان الثروة والاملاك 

زين: انت مين؟ وبتقول ايه يا حقير؟

المجهول: اهدى يا برنس لسه هكمل، الي متعرفوش ان الست حور هي الي عملت الصور للأستاذة ورد ومتجوزه حضرتك عشان طمعانه فى الثروه مش اكتر 

أغلق زين الهاتف وصُدم قائلا: معقول! لا لا اكيد حور معملتش كده وهي اتغيرت مستحيل ده شخص قذر عاوز يفرق بينا 

ومن ثم حادث حاله قائلا: لا هو هيستفاد ايه يعني لو اتفرقنا عن بعض؟ أكيد حور هي الي عملت الصور لأنها كانت بتكره ورد بس ليه كده؟ ليه استغلت حبي ليها كل ده عشان الأملاك ! معقول كل الحب ده والتضحية وهي اتجوزتني عشان الثروه؟ 

"وخرج غاضباً من مكتبه متجهاً للمنزل " 


( في منزل ورد) 

كانت ورد تجلس باكية في زاوية غرفتها على موت خالها وعلمها من القاتل 

فرن هاتفها وكان المتصل عمر :

عمر: ممكن نتقابل ضروري جدا؟

ورد: خير؟...

عمر: خير ان شاء الله ينفع نتقابل؟

ورد: لا مش هينفع عاوز تشوفني تعال البيت هنا قدام ماما( هند) 

عمر: تمام هاجي حالا 

ذهب زين بكامل غضبه للمنزل وصرخ قائلا: حور

أتت حور بلهفة قائلة: زين؟ انت جاي بدري ليه؟

وصوتك عالي كده ليه؟

صفعها زين قلماً قائلا: يا خاينه يا حقيرة بقا بتمثلي انك بتحبيني وانتي طمعانه في الاملاك؟ لمي هدومك واطلعي برا مش عاوز اشوف وشك انتي فاهمه؟

نزلت الدموع على وجهه حور قائلة: فيه ايه؟ أملاك ايه؟ انت بتقول ايه؟ انا مش فاهمه حاجه 

زين: بقا انتي الي عملتي الصور لورد يا قذره كنت مفكرك اتغيرتي لكن لاء القذر مبتيغرش بالعكس بيزيد قذارة، طمعانه في املاكي ؟هكتبلك شركتي كلها بس معتش عاوز اشوف وشك سامعه؟

وأمسك ذراعيها وألقى بها خارج المنزل 

جلست حور على الثراب تبكي وهي لا تدري إلى أين ستذهب؟ وماذا ستفعل ؟

ولماذا تغير زين هكذا ؟ 

فقالت وهي تبكي: يالله كنت ناويه النهارده اعترفله اني فعلا كنت في الاول طمعانه في الأملاك وان انا الي عملت الصور، انا فعلا مستهلش شخص زي زين 

معاه حق بكل كلمة قالها انا هسافر مدينه تانيه وهبعد عنه ومعتش هخليه يشوف وشي ولا هخليه يعرف حاجه عن الطفل عشان لو عرف هياخده مني وانا مقدرش اعيش من غيره 


اتى عمر لمنزل ورد:

فاستقبلته ورد بترحاب 

هند: يا اهلا يا حبيبي 

عمر: اخبارك يا ست الكل وحشتيني 

ورد: نعم؟ 

عمر: اهدي عليا كده ألاه ، انتي معيطه؟

عندما سألها عمر عن بكائها فاضت دموعها فاحتضنها عمر قائلا: بس بس اهدي خالص وقوليلي حصل ايه؟

امسكت ورد بملابسه بشده وبكت قائلة: سيف الي قتل خالي صالح عشان الورث 

عمر: نعم؟؟؟؟؟ سيف الي قتل الحاج صالح؟ 

هند: ايوه يا بني هو اعترف النهارده الصبح

عمر: لا احنا كده استحملناه فوق اللازم انا هبلغ عنه 

هند: لا يا بني انا الي هبلغ عنه متدخلش انت في المواضيع دي خليك في شغلك يا حبيبي

عمر : بس يا أمي 

هند: وحياتي عندك يا عمر

عمر: حاضر يا أمي مش هبلغ عنه 


( في الظهيرة )

ذهبت هند للإبلاغ عن ابنها، فعلم سيف فنتظرها امام المنزل واصطحبها لمكانٍ مهجور قائلا: هتبلغي عن

ابنك يا حاجه هند؟

هند: معنديش غير ابن واحد، والتاني مات بالنسبالي 

سيف : مش انا موت بالنسبالك؟ انا بقا هموتك بس مش هتموتي بالنسبه ليا بس هتموتي بالنسبه للعالم ده كله

وقام بإخراج سلاحه( مسدس) ووجهه على رأس والدته قائلا: مع السلامه يا حاجه هند

وقتلها بكامل قسوه ولم يبالي وترك جثتها في المكان المجهول وذهب 

بينما انتقلت حور للعيش في مدينة متطرفة بعيده عن زين وعن أحداث الماضي 

وعاشت بمفردها في منزل بسيط تنتظر قدوم صغيرتها

لاحظت ورد غياب هند فاتصلت عليها للإطمئنان ولكن هاتفها كان مغلقاً فشعرت بالقلق فاتصلت على عمر

قائلة: ماما بقالها اربع ساعات برا ومرجعتش 

عمر: ازاي؟ 

ورد: راحت تعمل بلاغ في سيف ومرجعتش خايفه يكون حصلها حاجه يا عمر 

عمر: متقلقيش انا هدور عليها وان شاء الله ترجع بخير 

ورد: يارب خايفه اوي حاسه في حاجه مش كويسه هتحصل 

عمر: لا ان شاء الله خير يا ورد 

اخذ عمر يبحث عن والدته دون جدوى 

فاتصل به صديقه مهند يعمل فى قسم الشرطة قائلا: يا عمر تعالى بسرعه على المركز 

عمر: خير يا مهند؟ عرفت حاجه عن أمي؟

مهند : ايوه معايا في المركز اهي يا حبيبي تعالى

أغلق عمر هاتفه وذهب مسرعاً بلفهة للمركز ونادى على والدته 

فأتى مهند قائلا: اهدى يا عمر

عمر: امي كويسه؟ 

مهند: للاسف يا عمر ادخل استلم جثتها 

ضحك عمر بجنون قائلاً: جثة مين؟

مهند: عمر ركز وفوق الأعمار بيد الله يا حبيبي

عمر: يا عم بطل هزار بقا مش هسمح انك تهزر في موضوع زي ده

اصطحبه مهند لوالدته فرأى جثتها 

اقترب عمر وأزال الغطاء عن وجهها قائلا: امي أمي اصحي يا أمي ورد مستنياكي وقلقانه عليكي وانتي نايمه هنا ده ينفع؟

يبدو ان عمر أصيب بالجنون، ولم يتحمل ذاك الخبر 

فأتت ورد وهي تصرخ وتبكي :

عمر: ورد؟ انتي اي الي جابك؟ انا كنت هجيب أمي واجي

احتضنت ورد هند وصرخت قائلة: امي لا لا لا ،

يا رتني ما سمحتلها تنزل لوحدها 

عمر: انتي بتعيطي ليه؟ الحاجه هند كويسه ومعانا اهي

احتضنت ورد عمر قائلة: آه آه، ياالله فوق يا عمر ماما معدتش موجودة خلاص

عمر: لا يا ورد متقوليش كده

وبعد عده دقائق استعاد عمر وعيه فصرخ قائلا: معقول هتسبيني يا أمي؟ طب مين هيتصل عليا كل شويه ويقولي يا دكتور؟ مين هيدعيلي دعوات حلوه 

انا اصلا ماشي بدعواتك يا أمي ، هحكي لمين همومي؟ هفضفض لمين؟  كان نفسك تشوفيني عريس مشيتي وسبتيني ليه يا أمي ؟ انا محتاجك اوي والله مش هقدر أكمل من بعدك، ياه لو طلع ده حلم خبيث وهصحى منه 

ربطتت ورد على اكتافه قائلة: كفايه بقا عياط اهدى احنا ناس مؤمنه بالقدر يا عمر وماما فى مكان احسن دلوقتي 

اتى مهند قائلا: احنا قدرنا نمسك المجرم 

نهض عمر والغضب يقتحم وجهه قائلا: هو فين؟

اتى الشرطي بسيف 

جرى عمر ناحيه سيف قائلا: والدتنا ماتت يا سيف الحاجه هند خلاص راحت بس متقلقش انا هاخد حقها وهقتل القذر الي عمل كده

مهند: ده القذر الي عمل كده يا عمر 

ابتعد عمر بصدمه قائلا: انت بتقول ايه؟

مهند: ايوه زي ما سمعت اخوك هو الي قتل والدتك 

اقتربت ورد وصرخت قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل فيك منك لله قتلت ابني وخالي صالح وماما انت بني أدم انت؟

مهند: اهدى يا مدام احنا هنتصرف معاه 

أشارت ورد لمهند بأن يأخذ سيف بعيدا عن عمر قبل أن يستعيد وعيه خوفا ان يقوم بقتله 

وُضع سيف فى الحبس وسيتم اصدار حكم اعدامه قريبا 

جلست ورد أمام المركز تبكي قائلة: أروح فين دلوقتي؟ معتش ليا حد غير ربنا 

معقول ماما هند خلاص سابتني ؟ ولا انا بحلم؟ 

مين هيدافع عني؟ مين هيطبطب عليا وهيهديني لما اعيط انا انتهيت خلاص 

اتى عمر من خلفها وربط على اكتافها قائلا : ورد توافقي تتجوزيني 


" سنرى ما سيحدث فى الأحداث المقبلة " 


بقلم/ مروة محمد (روي)




"جريدة حياة"

تعليقات