القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفصل السادس عشر من رواية أحببتها رغمًا | "جريدة حياة"


 رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)





الفصل السادس عشر


صِراعٌ بين العقول والقلوب مما أدى إلى تكوين ظواهر عاصفية  

لا أنكر أنني عانيتُ من تلك العاصفة، لأنها هبتْ في وقتٍ مجهول، لم أتوقع قطٍ في حياتي هبوبها، ولكن حمداً لله على هبوبها، لأنها نفخت في عمق قلبي الروحَ ،

تشكلَ عشقي لكِ على هيئة عواصف يا عاصفتي المدمرة 


ذهب عمر للبحث عن والدته وبعد تعبٍ ومشقة استطاع العثور عليها 

كانت في حالة خطرة ومربطة فى كرسيٍ ، فاقدة وعيها 

فنزل عمر على ركبتيه قائلا ببكاء: امي يا عمري، عمل فيكي ايه القذر ده؟ 

وبدأ في تحرير والدته فأتى سيف وضربه على رأسه وربطه بجوار والدته 


وبعد عده ساعات استعادا وعيهما ،وتجول سيف حولهم حاملاً سلاحاً قائلا: يا اهلا بعيلتي 

عمر: فكني يا حقير وفك امي عشان ميكفنيش عمرك

اقترب سيف وصفعه قلماً قائلا: ولا ازبط معايا وبطل تمثل دور البطل واسمعوني كويس انا دلوقتي هفككوا وهنرجع البيت سوا وهننسى كل حاجه عشان انا قررت أتجوز الاسبوع ده، ومراتي هتقعد معاكم

نظر عمر لوالدته بتعجب قائلا: تتجوز؟ 

سيف: العروسة هتكون مفجأة ،صدمة ،مش هتفرق 

وانا عملتلك مفجأة يا عمر، هتعجبك 

صرخت والدتهم قائلة: إياك تقرب من عمر متخلنيش ادعي عليك 

عمر: اهدي يا أمي متقلقيش انا كويس

هند والدتهم: يا بني شكله مخطط لحاجه ليك 

عمر: طول ما انتي في ضهري يا ست الكل ولا حد يقدر يإذيني 

سيف: اه يا روح امك خليك كده  ،اهو دلعك ليه ده وتفضيله عليا ،ده الي هيوديكوا فى داهية 


قام سيف بتحرير اخاه عمر فقام عمر بلهفة وشوق وحرر والدته واحتضنها وبكى 


استنشقت والدته رائحته، ولامست خصلات شعره، واطمأنت على صحته قائلة: يا قلبي عليك يا ابني كنت خايفة اموت وانا مش جنبك 

عمر: متقوليش كده يا أمي، و حياتك عندي اروح فيها

اصطحبهم سيف للمنزل ،واخذ عمر والدته لغرفتها، واعطاها أدويتها 


وفاجأه يدق باب المنزل بقوة، ففتح سيف، وكان الطارق الشرطة ،واقتحموا المنزل، ودخلوا للغرف وأمسك أحدهم بعمر قائلا : انت عمر علي؟ 

عمر: ايوا ليه فى حاجه؟

الشرطي : متقدم فيك بلاغ محاولة خداع وتشويه شرف بنت اتفضل معانا 

هند: ابني مستحيل يعمل كده اكيد في سوء تفاهم

الشرطه: اتفضل معانا ولو عندك كلام قوله في المركز

صرخت والدته قائلا: مركز؟ ابني معملش حاجه ابني مش هيروح مكان انا مصدقت اشوفه واشبع منه 


أخذت الشرطه عمر وصرخت والدته ووقعت مغشية على الأرض 

نظر عمر لها والدموع تتنازل من اعينه بقوة قائلا: خلي بالك من نفسك يا امي هرجعلك تاني يا حبيبتي 


"في قسم الشرطة"

كان زين يقف بغضب امام القسم ينتظر قدوم عمر ليُلقنه درساً قاسياً ،وسُرعان ما لمحه ،جرى وصفعه قلماً وحاول التعدي عليه ضرباً، ولكن الشرطه تدخلت وهدأت زين، واوعدته بالإنتقام، واخذ حق ورد 

وضع الشرطي عمر فى الحبس لم ينطق عمر حرفاً واحداً لأنه غير مدركاً  لما يحدث، ودارت الأسئلة فى افاق عقله

عن ماذا يتحدثون ؟ اية صور؟

حتى اتى زين قائلا: مكنتش اتوقع ان انت المسؤل عن الجريمة البشعة دي!

عمر: ممكن افهم جريمة ايه؟ وانا هنا ليه اصلا؟

زين: ده انت طلعت حقير وقذر افهم من كده انك مش هتعترف بجريمتك؟

عمر: اعترف؟ جريمة؟ متكلمش بألغاز قصدك ايه؟ 

مش انت قريب ورد؟ قدرت تثبت براءتها ؟

زين: اخرص يا عديم الشرف إياك ثم اياك تجيب سيرة ورد على لسانك

صرخ عمر قائلا: فهموني اي الي بيحصل؟

زين: مش عارف؟ عاوز افهم بينك وبين ورد ايه؟ عشان تعمل فيها كده ؟ ليه عملت فى صورها كده؟ وجبتهم منين؟

صُدم عمر وتراجع للخلف قائلا: نعم؟ انت اتجننت؟

اتى الشرطي قائلا: بعد اذنك يا استاذ زين انا هخليه يعترف بطريقتنا، تقدر تمشي دلوقتي 

نظر زين لعمر بوعيدٍ وأشار اليه بأنه سيعود 

دخل الشرطي وأخذ عمر ووضعه فى غرفة التعذيب املاً ان يعترف بجريمة لم يرتكبها 

اخذ الشرطي أداة حادة واتجه نحو عمر قائلا: هتعترف؟ ولا ايه رأيك؟

عمر: عاوزني اعترف بجريمة معملتهاش؟ 

الشرطي: امال احنا جايبينك هنا من فراغ مثلا؟

عمر: اعملوا الي تعملوه انا معملتش حاجة

ضربه الشرطي على جسده ،حاول عمر التحمل ولكنه لم يقدر انه في نهاية الأمر ما زال شاباً ويُعاني من امراض منذ طفولته وهذا الضرب القاسٍ بدون شك سيؤثر على حياته او قد يفقدها

نظر الشرطي بحزن لجسد عمر قائلا: اي كميه الجروح دي؟!

ضحك عمر بسخرية: ولا يهمك دي مجرد حاجه بسيطة 

آثار من العمليات 

الشرطي: معقول؟ كل دي جروح ؟ انت كل يوم بتعمل عملية ولا ايه؟

عمر: حاجه زي كده؟ من طفولتي وانا متعود على الجروح والألم 

الشرطي: لأول مرة يصعب عليا مجرم!

عمر: لأني مش مجرم اصلا 

الشرطي: لا في دليل كبير يدل على انك عملت كده ولازم تعترف اعترف عشان مش هقدر اعذبك بحالتك دي

اتى شرطي شديد القسوة قائلا: اطلع برا انت انا هشوف شغلي معاه

الشرطي: يا سيدي الولد جسمه فيه جروح كتير ممكن تتفتح ويروح مننا 

الشرطي الشديد: اطلع برا، انت مش بتسمع؟

خرج الشرطي ونظر لعمر بحزن 

الشرطي القاسى: ها هتعترف ؟ 

عمر: شايف الجروح دي؟ عاوزك تفتحها وتريحني من الدنيا دي، وحياة أغلى حاجه عندي وانا عايش عشانها اصلا( امي)انا معملتش حاجه ولا هعترف بجريمة معملتهاش 

ضربه الشرطي بعنف واستمر فى الضرب وعمر ينازع وترجاه قائلا وهو يقطع أنفاسه: معتش قادر هموت الحقني

سال دماء عمر وتدهورت جروح جسده وفقد وعيه فارتعب الشرطي وصرخ قائلا: اطلبوا الإسعاف بسرعة 


نُقل عمر للمشفى والتف رجال الشرطة حوله 

الطبيب: المريض بين الحياة والموت، العمليات كلها اتفتحت تقريباً احتمال نجاته متجيش 50 فى المية

الشرطة: اتصرف لازم يعيش انت فاهم؟ 

الطبيب: هنقله للعمليات، لو سمحتوا اطلعوا برا 


وصل نبأ عمر لوالدته فارتفع معدل دمائها وذهبت وهي منهارة 

نظر رجال الشرطة لها بأسف قائلين: ان شاء الله هيكون بخير

هند : عاوز اعرف مين الي عمل كده في ابني؟

الشرطي: انا ،ابنك مرضاش يعترف يا مدام وده جزاء الي مش بعترف

صفعته هند قلماً قائلا: منك لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، ربنا يعملوا فى عيالك ويحرق قلبك عليهم زي ما حرقت قلبي علي ابني الي مليش غيره،  وحياة عمر عندي لو حصله حاجه لهوديكوا كلكوا فى ستين داهية وهتصل بالمأمور وهنشر الخبر فى الجرايد 

تعرفوا ابني عمل كام عملية؟ تعرفوا قد ايه اتعذب؟ تعرفوا ان لسه مكملش20 سنه حتى وبتعذب من طفولته 

وانتوا بكل قسوة تعملوا كده؟ 

يارب مليش غيرك انقذ حياه ابني ورجعهولي بالسلامة 

وجلست امام باب العمليات محطمة

"يالله عن عذاب تلك الام التي ترى صغيرها يتعذب وهي غير قادرة على فعل شيء  ،وليس بوسعها سوى الدعاء"

ذهب زين للجامعة بغضب وقابل حور قائلا: عرفت مين الي عمل الصور 

ارتجفت حور قائلا: ايه؟ صور؟ مين؟

زين: مالك؟ خدي منديل امسحي وشك كده، واهدي 

جففت حور وجهها

زين: عمر الي قابلناه في القسم من كام يوم 

حور: معقول؟ ومين الي قالك كده؟

زين: في شخص غريب جه وقابلني وقالي ان هو الي عمل الصور، بس انا اشتكيت عليه وهو دلوقتي في الحبس، وهسافر بكره القريه أثبت براءة ورد

حور: ممكن ميكونش عمر، ايه الدليل الي يثبت كده؟

زين: مش محتاجه دليل هو الشخص ده هيفترى عليه مثلا؟

حور: قبل ما المواضيع تكبر، والمشاكل تزداد، تيجي نكتب الكتاب ؟

زين: نعم؟ بالسرعة دي ليه؟

حور: خايفة المشاكل تكبر وتوصل اننا نبعد عن بعض 

زين: متقوليش كده، طيب هقولك هنزل القرية اقول لأهلي ونيجي نكتبوا 

حور: لأ اهلك كده كده مش موافقين عليا ومتنساش ان ارتباطنا كان مجرد اتفاق وصفقة يا زين ومحدش كان موافق على ارتباطنا

زين: معاكي حق بس انا لو هعارض عيلتي والعالم ده كله عشان اتجوزك مفيش عندي اي مانع ،وهنكتبوا دلوقتي وبعدين نبقى نقولهم ونعمل فرح ايه رأيك؟

حور: فكره حلوه جدا 

زين: ايوا هنحطهم قدام الأمر الواقع مش هيقدروا يمنعوا جوازنا بعد كده لأننا هنكون زوج وزوجة اصلا 

حور: اوعدني مهما حصل هتتفاهم معايا ومش هتتعصب وتسبني 

زين: مالك؟ حاسس انك عاملة جريمه يا بنتي

حور: لا اوعدني بس 

زين: اوعدك يا ستي اني هفضل معاكي دايما وهحافظ عليكي ومش هسمح اننا نفترق 

احتضنته حور وشردت بفكرها قائلة بصمت: يارب ميعرفش موضوع الصور لأني مش هقدر ابعد عنه

زين: هشوف كام صديق ليا بثق فيهم يشهدوا عشان لو أهلنا حاولوا ينكروا جوازنا 

حور: الي تشوفوا اهم حاجه نكتبوا النهاردة قبل بكرة

زين: انتي مستعجله ليه؟ 

حور: عشان اضمن انك ليا المشاكل الي بتحصل دي حاسه انها ممكن تفرقنا وانا مقدرش ابعد بعد ما اتعلقت بيك 

زين: ان شاء الله خير، متقلقيش يا قلب هرتب كل حاجه 

حور: هروح ازبط فستاني بقا 

زين: ومالو يا عروسة 

حور: محدش هيكون معانا بس لازم احس اني عروسة حتى 

زين: اوعدك هنعمل فرح كبير محصلش، بس اما الأمور تهدى كده 

حور: كفاية بس انك هتكون ليا ،هحتاج ايه اكتر من كده؟

زين: يديمك ليا يا روحي ،يلا هروح انا بقا اجهز كل حاجه وهتصل عليكي ، ونروح نكتبوا 

حور: هعيط من الفرحة ،شعور جميل بشكل مش قادرة اوصف فرحتي بيك

زين: يديمك فرحانه دايما يارب ،ربنا يجمعنا على خير 


"في منزل سيف"

رن هاتفه :

سيف: عاش ليك يا صحبي 

المتصل: ايه رأيك بقا ؟ اتحبس وبين الحياة والموت بس ليه مخلتنيش اقوله ان حور هي السبب الرئيسي

سيف: لاء هيعرف بس فى الوقت المناسب ،سيب حور تستمتع شويه بحياتها لأن الدور عليها ان شاء الله

المتصل: بتفكر في ايه؟ 

سيف: المهم دلوقتي ممنوع حد يعرف اننا على تواصل واياك تقول ان انا الي قولتلك تقول كده لزين فاهم؟

وانتهت محادثتهم

وفي مساء اليوم فى تمام الساعة الثامنة مساءاً : ترتدي حور فستاناً أنيقاً وفى غاية البساطة والرقة، وتقف امام المرآه كعادتها وتصفف خصلات شعرها الذهبية الواصلة لمنتصف ظهرها قائلة: واخيراً مخاوفي ان زين يتخلى عني هتنتهي لأني خلاص هكون المدام( حور زين عابدين)

لو تعرف يا زين اني مستعجلة عشان خايفة تعرف ان انا الي خططت للصور فتبعد عني وانا بجد حبيتك جدا وبجنون كمان عرفت اني بحبك فى الليلة الي خرجت فيها معاك فى القرية وقد ايه شوفت في عيونك حنية وطيبة وحب مشفتهمش في عيون حد قبل كده

حسيت ان انا فعلا معايا راجل وسند ولما اكون جنبك بحس بأمان فظيع 

اتمنى اني افضل جانبك على طول وهيجي يوم وهحيكلك كل حاجه وان انا فعلا مكنتش بحبك في الاول وكنت طمعانه في الأملاك والثروة بس دلوقتي كل طمعي فيك انت، طمعانه فيك بشكل 

قطع حديثها اتصالاً وارداً من زين :

زين: يا ترى بقا عروستي جهزت ولا لسه؟

حور: ويا ترى بقا حضرتك هتيجي امته؟

زين: انا تحت بيتك من زمان اصلا انزلي يلا بس ،ولو حد من أهلك سألك رايحه فين قوللهم فرح صحبتي 

حور: متقلقش اهلي مش متحكمين فيا

زين: بس انا هتحكم 

حور: ومالو يا عم اتحكم براحتك بس اهم حاجه متسبنيش 


خرجت حور من غرفتها حاملة حذائها الأبيض البراق وتسير ببطئ فإذا بوالدتها تقف امامها قائلة: رايحه فين؟ وايه الجمال ده؟

قبلة حور جبهتها قائلة: ده جمالك يا مامي، انا رايحه فرح واحده صحبتي نسيت اقولكوا معلش 

والدتها: طيب يا روحي مع السلامة عقبال ما اشوفك عروسة قريب يارب

ابتسمت حور بخفة ولوحت بيدها لها وخرجت 

بينما زين يقف امام بوابة منزلها ،وهي تجري بخفة وحماسة، حاملة حذائها ،وممسكة بفستانها البراق الأبيض 

وكأنها سندريلا فى ليلة مقابلتها للأمير 


وقع نظر زين عليها فأصيب بالجنون من جمالها وضحك على طريقتها وكيف لها بأن تحمل الحذاء وكأنها أميرة هاربة من ليلة زفافها 

جرت حور بلطافة واحتضنته قائلة: ايه الجمال ده بس ؟

زين: نزلي الكوتش ده اول كده 

حور: اوبس اسفه نسيت معلش متوترة جامد 

احتضنها زين قائلا: انا خايف اخدك وامشي حد يشوفك ويعجب بيكي  وانا بغير 

مش قادر اوصفلك قد ايه لطيفة وجميلة متعود انك بتخطفي قلبي دايما بس المرة دي خطفتي قلبي وعقلي وكل حاجة 

وبعدها نزل على ركبتيه واخذ حذائها ولبسه لها

وبينما هو يلبسها قاطعته قائلة: لا يا زين انا هلبسه

زين: بس مش عاوز صوت سبيني اعيش اللحظة الي بحلم بيها

حور: بتحلم انك تلبسني الجزمة؟ 

زين: مش اي جزمة او اي كوتش دي جزمة فرحنا انتي متخيلة كميه السعادة الي انا فيها؟

نزلت دموع حور على خصلات شعره فانتهى زين من ربط حذائها ومن ثم انحنى امامها طالباً يدها قائلا: هل توافقي على زواجنا يا عشيقة قلبي

وضعت حور يدها بيده قائلة: موافقة يا من احتللت قلبي 

وذهبا سيراً لجعلهم واحداً 

"عن أي حب ووفاة تتحدثون عشيق يسحب يد عشيقته ليجعلها تُلقب باسمه( اي يتزوجها) 

يسيران ملتصقان الأكتاف وممسكان بيد بعضهما ذاهبان ليُكتب كتابهم ويكونان سوياً حتى نهاية هذا العالم 


"في المشفي"

خرج الطبيب يصرخ طالباً فريق طبي أقوى عسى أن يعود عمر لحالة مستقرة 


"سنرى ما سيحدث فى الأحداث المقبلة" 


بقلم/ مروة محمد (روي)




"جريدة حياة"

تعليقات