رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)
الفصل الرابع عشر
ابتعادي عنكِ رغماً عن ارداتي، كما وقعت فى حبكِ رغماً عنها ايضاً ولكن سأسعى لجعلنا واحداً يوماً ما
ولأحصل على نسخة تماثلكِ، وتصبح رمزاً لحبنا الأبدي
زين: موافق أتحمل نتيجة غلطى، لكن مش موافق على اني اتجوز ورد، دي اختي
والده ورد: اختك؟ انت اتجننت هتجوزها غصب عنك وإلا صدقني هموتها بإديا ومش هتردد
زين: تموتي بنتك؟
والده ورد: ايوه، مش سمعتها راحت ،والبنت ليها ايه يعني غير سمعتها ؟
زين: مش مصدق انك لسه بتفكري بالطريقه ؟! انا مش فاهم عوزاني اتجوزها ليه؟
والده ورد: لأني عاوزه أضمن مستقبلها ،انت مفكر ان فى حد هيوافق يتجوزها بعد الصور دي؟
زين: قولتك انها بريئه ودي متفبركة
والده ورد: ايه الدليل؟ هتجوزها وترجع شرفها وإلا هدفنها حية ؟
صالح أبا زين: استهدي بالله يا اختي وبعدين زين قاري فاتحة ،خلاص كلها كام يوم ويخطب وهو وورد زي الأخوات
زين: وانا بحب حور ومش هقدر أتجوز غيرها وانا وعدتك هثبت براءة ورد
والده ورد: اي الي عندي قولته، والله يا زين ورحمة ابويا الي ما في أغلى منه لو متجوزت بنتي هدفنها
صمد زين وتجمعت الدموع فى اعينه، وكاد ان يفقد توازنه ،أيعقل ان يُتهم بأنه تسبب فى تضيع شرف فتاة!
انصرف زين لغرفته ،واغلق الباب وارتمى على فراشه وفاضت دموعه فرن هاتفه
كانت مكالمة واردة من حور ،فعندما رأى اسمها على هاتفه ابتسم ،وأخذ هاتفه بلهفة، ليجيب على مكالمتها
حور: وصلت بالسلامة؟
لم يجيبها زين والتزم البكاء
حور: انت بتعيط؟
زين ببكاء: حور انا محتاجك، محتاجك بشكل مش قادر
حور: فهمني طيب فيك ايه؟
زين: مش هقدر احكي حاجه على الموبايل تعالي يا حور
حور: انا معرفش البيت يا زين
زين: انا هوصفلك مش انتي عارفه القريه بتاعتي ؟
حور: اسمع عنها
زين: هكون على تواصل معاكي، وهستناكي فى المحطة
حور: طمني طيب انت كويس؟
زين: كل الي اقدر اقولهولك اني محتاجك جنبي اوي
حور: معايا 4 ساعات بالضبط على ما اوصل يلا سلام هجهز نفسي
زين: هستناكي بفارغ الصبر
ارتدى زين ملابسه ،وبدأ فى إرجاع قوته، وأزال دموعه وبينما هو ذاهب يُصدم بورد
عندما رأته ورد نظرت في الأرض بحزنٍ وخجل
زين: ورد؟
ورد: انا اسفه يا زين
زين: بتعتذري ليه؟
ورد: عشان الي امي قالته
زين: هو انتي ليه متكلمتيش وقولتي انك مش موافقه؟
ورد: اي اي لا مفيش مكنش عندي طاقه اتكلم
نظر زين بقلق قائلا: احنا مجرد اخوات ولا ايه وجهة نظرك؟
ورد: اي اي اكيد طبعا اخوات ،انا قولت حاجه؟
تركها زين ورحل على عجلة( أي سرعة)
"في منزل حور
جهزت حور ملابسها وحقيبتها، وتحدثت مع سيف عبر الهاتف قائلة: ايوة يا سيف انت تجهز نفسك عشان هتروح القرية وتتقدم لورد
سيف: اي السرعه دي؟ وانا مش فاهم هعمل ايه؟
حور: هتروح تتقدم وتقول انك من المدن وشوفت ورد هناك واعجبت بيها وهتثبت براءتها وانت مصدقه
سيف: وزين ؟
حور: انا هروح القرية وهحاول ابعدو عن البيت على ما انت تروح وتمشي
سيف: وانتي عوزاني اتجوزها ليه؟
حور: عشان تبعدها عن زين عشان بتحبه وانا خايفه لتقوله ،ويحبها وكده مش هقدر اخد فلوس ولا حاجه
سيف: و ياترى بقا هيكون ليا نصيب من الفلوس والاملاك دي؟
حور: لو نفذت الي قلتلك عليه هديك النص
سيف: ولو حاولتي تلعبي عليا صدقيني هفضحك
حور: ولا، الزم حدودك كويس انت عارف انت بتكلم مين؟ يلا اقفل انا ماشيه تك نيله فى شكلك
" وانتهت محادثتهم وتعاهدا على تنفيذ خطتهم"
وبعد عدة ساعات متواصلة تضع حور قدميها على ثراب القرية وتتجول بين ارجائها وتنظر لجمال الطبيعة والهدوء، على عكس المدن وازدحامها والضوضاء المنتشرة بها ،وبينما هي تتجول تُصدم بمجموعة أطفال يتسابقون سباق جري، فإذا بطفلة فى عمر الرابعة عاماً تنظر لحور قائلة: شكلك جديده النوع ده مش متوفر هنا
ابتسمت حور قائلة: تعرفي بيت زين عابدين؟
الطفلة: زين عابدين الي مدوخ بنات الريف كله وانا منهم
حدثت حور حالها قائلة: كان المفروض يستناني عند المحطة حصل ايه؟
الطفلة: انا هوصلك تعالي ورايا ولا اقولك هاتي ايدك
اصطحبت الطفله حور لإيصالها لمنزل زين وبينما هما يسيران يلفت انتباه حور ان اهل تلك القرية يعملون بجد ونشاط ويسعون لكسب رزقهم، وجمال المنازل وبساطتها، وتلاصقها ببعضها، وتعاون الجميع معاً، وتجمع فوج من الأطفال فى انحاء الزوايا
جلست حور على ركبتيها ووضعت يديها على أكتاف الطفله قائلة: انتي اسمك ايه يا قمرايه؟
نظرت الطفلة بلطافة قائلة: انا شمس
حور: انتي لطيفة جدا، قوليلي بقا تعرفي زين منين؟
قطع حديثهم زين وهو يأتي ركضاً وارتمى فى أحضان حور وفاضت دموعه
حور: زين؟ طب اهدى طيب فهمني حصل ايه؟
سحب زين يدها واخذها وجلسا بجوار نافورة ماء ويتجول معزتين حول تلك النافورة
فوضعت حور يديها وجمعت كماً من الماء وغسلت وجه زين قائله: زين مينفعش يزعل، كده احلى
زين: عاوزين يبعدوني عنك يا حور
حور: مين؟
زين: عاوزني اتجوز ورد
حور: نعم؟؟؟ انت اتجننت؟ انت بتقول ايه؟
زين: دلوقتي مين المفروض يهدي التاني فينا؟ اهدي طيب
جففت حور وجهها وارتجف جسدها هي لا تعلم سبب تلك العلامات لانها لا تدرك انها مغرمة به لأن كبريائها يخفي هذا الغرام
حور: غمض عيونك دلوقتي
اغمض زين عينيه قائلا: وبعدين؟
وضعت حور يدها على أعينه قائلة: انسى كل الي حصل انسى ورد وموضوعها وفكر في حاجه بتحبها صدقني هترتاح، انا لما اكون قلقانه من حاجه بعمل كده ،خمس دقايق حتى على الوضع ده ممكن تسترجع قوتك تاني
ابتسم زين وهو مغلق عينيه
حور: بتبتسم؟ طب قولي بقا بتفكر فى ايه؟
زين: بفكر في ملاك جميل اوي
حور: ملاك!
زين: ينفع افتح عيوني واقولك؟
نزعت حور يديها من على أعينه قائلة: مين الملاك؟
زين: الملاك ده قاعد جنبي دلوقتي
احمر وجهه حور ونظرت بحياءٍ قائلة: الملاك حابب انك تخرجوا ينفع؟
زين: حاضر بس هنا مفيش أماكن فخمه زي مدينتك
حور: مش مهم، اهم حاجه وجودك ،وانسى كل حاجه دلوقتي، ولا أكن حصل حاجه لمدة يوم بس حتى
سحبها زين وجرى بها كالمجنون العاشق وسط قريته متباهياً بها
وصوت ضحكاتها تتعالى وتردد: بحبك يا زين
ثم يُجبها زين بصوت اعلى: مشاعرنا تبادلت يا فتاتي
في منزل الحاج صالح عابدين يطرق أحدهم الباب في غضون الساعه ٨ مساءاً حاملاً باقة ورد أنيقة ويرتدي ملابس فخمة
فاتجهت والدة ورد لترى من الطارق اصابتها الدهشة من اناقته وكبريائه قائلة: حضرتك جاي عندنا؟
الشب : ايوه يا فندم لو مفيش مانع؟
والده ورد: اكيد يا باشا اتفضل
دخل الشب واجتمعت العائلة عدا ورد لمعرفة من هذا الشب وماذا يريد؟
الشب: انا سيف طالب جامعي جاي أتقدم
صالح: تتقدم؟
سيف: ايوا يا عمي مش ده بيت ورد؟
تحدثت والدة ورد بلهفة قائلة: ايوه ايوه بيت ورد وانا امها
سيف: طب انا جاي اطلب ايد الانسه ورد
والده ورد: يا اهلا يا اهلا اكيد يا استاذ وهنلاقي احسن منك فين؟
صالح: اهدي يا سماح مش اما نعرف ده مين اصلا ؟
تحدث سيف بعزة نفس قائلا: سيف على طالب جامعي من مدينة***عندي أخ وحيد واختين
صالح: وعرفت ورد منين؟
سيف: شوفتها مرة واحده من حوالي يوم كانت عندنا في المدينه واعجبت بيها لأن وصية والدتي الله يرحمها اني اتجوز بنت ملتزمه زي ورد واتمنى أحقق وصية امي الأخيرة
والده ورد: يا حبيبي، ربنا يرحمها انا موافقة هدخل اجبلك ورد قصدي العروسة
صالح: انت تعرف موضوع الصور؟
سيف: ايوه بس انا واثق ان بنت زي ورد متعملش كده وهثبت براءتها ان شاء الله
والده ورد: لا ده انا اعمل الشربات بقا
واسرعت بلهفة متجهة لغرفة ورد قائلة: بت يا ورد قومي البسي يلا
ورد: البس ليه؟ وانتي فرحانه كده ليه؟
والده ورد: يابت قومي وهقولك كل حاجه
ارتدت ورد فستانها الفضفاض ووضعت خمارها
سحبت والدتها يدها وذهبت بها إلى غرفة التجمع
وقفت ورد وهى غير مدركة لما يحدث
والده ورد: دي بنتي ورد
سيف: ماشاء الله ربنا يبارك
سحبتها ورد لتجلس بجوار سيف
سيف: انا طالب ايدك يا ورد توافقي؟
" سنرى ما سيحدث في الأحداث المقبله "
بقلمي مروة محمد (روي)
"جريدة حياة"
تعليقات
إرسال تعليق