في أواخر القرن التاسع عشر.

خاطرة بعنوان في أواخر القرن التاسع عشر للكاتبة مريم السعيد.

في أواخر القرن التاسع عشر. 

وتحديدًا عام ١٨٧٣م. 

تجلس تلك الفتاة منذ ما يقارب الساعتين، تخط بقلمها على ورق أصفر اللون قديم مملوء بِعطرها الأخاذ؛ لعلها تستطيع أن تستحوذ على قلب إدريان بذلك العطر. 

الآن وبعد أن مَر نصف اليوم مازالت تتململ على الإرجوحة تُحاول أن تدون حديثها المُنمق على الورق لعلها تنال انتباه وإعجاب حبيبها السري، 

تملئ الورق بالحب بدلًا من الحبر؛ أملًا في أن يُغرم بها مثلها. 

سردت أولى كَلِماتها على الورق بطريقة زخرفية مبدعة ثم أرسلت له تلك الرسالة عبر رَجُل البريد وكان مضمونها: 

"عزيزي إدريان كل حبي لك ولـقلبكَ

أعلم أنهُ من الممكن ألا تصلك رسالتي أبدًا بالرغم من بذل كل جهدي ووقتي لِكتابة تلك الرسالة، ولكن رغم ذلك سأكتبها بِـكل حب ولهفة لكَ فقط يا عزيزي، فقط أردت سؤالك عن شيء بدر منك في أول لِقاء لنا، لِماذا تنحَّت عيناك عن مقابلة أعيُني في أول نظرة، بالرغم من أنني أردت إستكشاف عيناك البنية وقتها ولكن لا يهم فـمازال أمامنا كل الدهر للإستكشاف، أردت أن أخبرك بِكل مكنونات قلبي فَـلِماذا إذا لم تستمع إليّ، ولكن لا يمكنني أن أنزعج منك؛ لأنك يا عزيزي مازلت لم تتعرف عليّ، لكن أريدك أن تعلم جيدًا أنك ستحبني عاجلًا أم أجلًا وأنا لست متسرعة بتاتًا." 

تحياتي وكامل حبي عزيزتك -مستقبلًا- مـارثا