قصة ما بين نقاء قطة و دموع فتاة للكاتبة شروق حمام
لا ادري حقآ اين رايت نفسي ، لا أدري كيف جرت كل هذه الأمور....
قبل عام .... في منتصف الليل والسماء مكتسية بسحابها والظلام حالك في
كافة المكان كنا جميعآ في مستنقع احلامنا غارقين ... انا واختي واخي
كل شخص منا في غرفته وأبي وامي في غرفتهم أشبه بالنائمين
صوت الضجيج والخلاف بين أبي وامي قد عم المكان بأجمعه ومن هنا
استيقظنا جميعآ وركضنا نحو الغرفه لنري ما تفاصيل الأمر فا هذه ليست
المره الأولي التي ينشب خلاف بينهم ولكن هذه المره كان الأمر خطيرآ للغايه ..........
أمي: أنا لم أعد أتحمل اريد المال لأنفق على أبنائي مثل بقية البشر
أبي: لقد تفحم يدي من العمل يا عزيزتي وهذا القدر المستطاع لإدخار المال
ففتحت أمي باب الغرفة وإنطلقت إلي الخارج وتركت أبي وحيدا،
فتسارعنا أنا وإخواتي للحاق بها والتقينا بها فى منزل جدي قالت أمي لنا: سأنفصل عن والدكم
قال أخي كريم: نعم إنه حقك وحقنا إنه لا يأتي لنا بالمال الكافي لعيشة هنيئه لنا
قالت أختي سوزان: وهكذا رأيي
فلم أعطي رأيي فى هذا النقاش فأبي يعمل بجد من أجل إسعادنا ويتحمل الكثير من أجلنا فكيف نتركه؟
بقينا فى منزل جدي وذهبنا إلي غرفة النوم فقالت سوزان: ما بك يا ريم لماذا انتي لستي سعيده؟
ريم: ألم يجب أن أحزن على إنفصال أبي وأمي؟
سوزان: لا لا يجب أن تحزني، نحن سنعيش هنا فى منزل جدك إنه حقا لمنزل رائع
فقامت سوزان ونظرة من النافذه ثم اردفت: كلما نظرة من هذه النافذه ورأت الأزهار وإستنشقت عطرها كم تمنيت أن أبقى هنا دائما ولا ارحل، ألا تريدي أن يكون لكي سيارتك الخاصه؟
ريم: لا أريد ذلك فقط أريد أن أكون وسط أبي و أمي و نكون سعداء
ضحكت سوزان وقبلت أختها ريم ثم قالت يا عزيزتي انت ما زلتي صغيرة لا تفهمي شئ لا تجعلى عواطفك تسيطر عليكي.
ريم: لكن أنا... فقطعتها سوزان بقولها: إياكي ان تحدثي أمي وتقول لها ذلك فإن قولتي لها ذلك ستتركك عند أبيكي
فسكتت ريم و شعرت بالحزن وإستلقت على سريرها لتنام ولكن لم تنم فقط بكت وبكت بشده على ما يجري.
بكيت كثيرا حتى غلبها النوم وفى اليوم التالي جاء أباها و معه المأذون
ليطلق أمها فقد كانت حزينه للغاية ولم يشعر بيها أحد كانوا أخوايها سعداء
كانت ريم تحدث عقلها وتقول: هل هما حقا على صواب هل أنا مازالت
صغيره ولا أفهم شئ لكن مهلا لقد بلغت من العمر العشرون عاما كيف ما
زالت صغيره أنا لم أعد صغيره أنا أعلم من أنا أعلم من أكون،ثم إنطلقت
إلي غرفتها وهي تبكي وتري من وراء الباب خالها وهو سعيد بطلاق
أمها و أخواتها وهم سعداء كيف هم ذلك كيف يتركون أباهم من أجل المال.
لم يمر الكثير من الوقت فسمعت أباها وهو يرحل فقالت فى ذاتها: إذا لقد
رحل أبي وأنا هنا باقيه وهم سعداء و يهنئون بعضهم البعض، اذا أنا سأذهب من هنا لألتقى بذاتي .
فقد خرجت ريم و بيدها حقيبه تحمل بها ملابسها وقالت لأمها سأرحل مثلما ابي رحل لا أريد أن أبقى هنا.
قالت أمها: هل ستذهبين إلي أبيكي وتتركي هذا المنزل الجميل هل ستذهبي لمن ترككم لي..؟
يا إبنتي ما زلتي صغيرة و لا تفهمي شئ
ريم: لا يا امي أنا أفهم كل شئ أنا لست صغيرة أنا الأن أملك من العمر عشرون عاما
قالت أمها: وهل تظني أنكي إن بالغتي العشرون عام فأنت تفهمين كل شئ
ريم: نعم و سأذهب
قالت أمها: اذا إن تركتي المنزل فإتركي تلك الحقيبه من يدك و إذهبي دون
ملابس هذه الملابس جميعها من مالي وليس من مال أبيكي ولا بمالكِ
فبكت ريم ثم تركت الحقيبه من يديها و ركضت الي شوارع تلك المدينه
الحزينه وهيا تبكي وتنظر إلي السماء و هيا تقول: يا إلهي لقد طفح بي
الكيل لقد أصحبت كهلة دون أن أصل إلي هذا السن إن قلبي ينفطر من
الحزن كادت دمعاتي تغرقني، فقط أعطني شئ يسعدني ولو يوم.
فجلست على الارض تبكي وهي حزينه و تهمهم ببعض الكلمات، فرأت جانبها قطه بيضاء اللون عينها تميل الي اللون الأزرق.
فأخذتها ثم عانقتها وقالت لها: هل انت وحيده مثلي؟ هل تركتي عائلتك مثلما فعلت؟
هل أخبرك أحد بأنكي قطه جميله..؟
لقد أحببتك كثيرا؟
أتعلمي أنا وحيده الأن فى تلك الشوارع الحزينه التي لا يوجد بها أحد أكاد
أثلج من البرد لكن مهلا هذا البرد ليس بجسدي أنه فى قلبي، أظن أن قلبي حل عليه الخريف وورقات الأشجار تتساقط.
أشعر أن أفكاري مبعثرة ما بين أنا على صواب أم لا، إن قلبي يتمزق من الحزن.
سأقول لك شئ انت الوحيده التي أنصتت إلي حديثي البارد التي يمزق
قلبي، ولم يسمع به أحد غيرك، أتعلمي لو أنصت أحدهم إلي حديثي لم اكن
الأن بين شوارع تلك المدينة التي سلبت مني النوم، هل المال كل لما أكمل
الجمله وسمعت صراخ فتاه فقامت ووضعت القطه على الارض وركضت
على مصدر الصوت رأيت فتاه تريد الهروب ولكن هناك شاب يلاحق بها
و أمسكها ووضع يده على رأسها و كاد يخلع حجابها، فصرخت وركضت
نحوها لأحميها من بين يديه وصفعته فأمسك بشعراتي وصفعني وضربني
بشده حتي ان الدماء إندفعت من فمي، وعندما حاولت أن أقاوم وأقف مجددا فصفعني أيضآ
حاولت أن أقف على قدامي مرتاٍ ثالثه وهنا رأيته يتراجع للوراء وينظر
خلفي فرأيت بجانبي القطه التي كنت أحدثها منذ دقائق ومعها الكثير من
القطط و تجري بجوار ذلك الشاب ورأيت الناس تتجمع حولنا أنا والفتاة
وينظرون مندهشين من فعل القطط، إنهم حقا لأناس حمقاء كيف ذلك كيف
يتركونا وعندما يروا شئ يدافع عننا يأتون، نحن بالفعل فى اسواء مجتمع عرفه العالم.
و لم يمر الكثير من الوقت ورأيت الشرطة تأتي وتأخد هذا الحيوان والله
إن الحيوانات لأرحم منه، فساعد الفتاه على النهوض ثم عنقتها وهي
تبكي وقلت لها أنا الأن بجانبك لن أتركك أبدا ثم رأيت القطه بجانبي ثانيا
فتركت الفتاه وعنقت القطه وقابلتها وقلت لها: أنت الأن أصحبت اول
صديقاتى وتركتها ثم بدأت التجمعات من حولنا تتلاشى والقطه أيضا لم أرها لم أعلم إلي أين ذهبت.
فقالت الفتاه: شكرا لكي جزيلا
ريم: لا لا تشكريني هذا واجب لي إنه لحق لي أن أدافع عن شخص يتعرض للإيذاء.
فقالت: اذا تقبلي أن تكوني صديقتي
ريم: بالطبع أنا ريم
فقالت: وأنا خديجه
ريم: حقا إنه لإسمي المفضل لم أتخيل أن صديقتي الثانيه ستكون إسمها خديجه.
فإبتسمت خديجه ومسحت دمعاتها المتساقطه وقالت:لا أعلم ماذا أقول لكي
ريم: لا تقولي شئ أنا أتفهمك،اذا أين منزلك حتي أصلك؟
خديجه: لا سأهاتف أخي ليأتي لأخذنا ويصلك إلي منزلك، أين منزلك
ريم: انا لا أعلم ماذا سأقول لكي لكنني تركت المنزل اليوم
خديجه: لماذا؟
ريم: لأشياء كثيرا لا تشغلي عقلك سأذهب إلي فندق.
خديجه:لا لن يحدث هذا ستأتي معي إلي منزلي
ريم:لا
خديجه: لا ستأتي أريد أن تقضي معي بعض الوقت، أريد أن أعرف صديقتي الأولي من تكون.
فلم تجيب عليها ريم فقالت خديجه:أرجوكي
فقالت ريم: اذا سآتي معك
وجاء اخو خديجه ليصطحبهم للمنزل وتعرف على ريم وجلست فى
المنزل مع والدي خديجه و أخها الوحيد وحدثتهم خديجه عن ما جرى
وكيف أنقذتها ريم مع القطط أصدقائه فأطلقوا عليها صديقة القطه، و كانت
ريم تدعوا ربها أن يلملم الله شمل عائلتها من جديد، فدلفت خديجه وريم
إلي غرفة النوم وبدأت خديجه بتنظيف الجرح التي فى فم ريم فقالت
خديجه: أنا حقا أسفه يا صديقتي لو لم تريني فلم كنتي تصابين
ريم: لا تقول ذلك ليس بين الأصدقاء إعتذار
خديجه: اذا من هي صديقتك الأولي،عندما كنا بتلك الشارع قولتي لي أنني صديقتك الثانيه اذا من هي الأولي
ريم: إنها القطه، فهي أول من صنت إلي و أنا حزينه أنا أحبها جدا ياليتني أراها مجددا.
خديجه: سأدعوا الله أن تراها مجددا، لماذا اذآ تركتي منزلك
فجلسوا على السرير ثم قصت ريم عليها قصتها وأصبحوا أقرب الأصدقاء، و كلما نزلوا لتنزه يشار إلي ريم بالبنيان ويقولوا ها هي صديقة القطه.
فبعد مرور شهر قررت ريم أن تعود إلي أبيها فودعت أهل خديجه
وعانقت خديجه وظلوا يبكوا لعدة دقائق، فقالت ريم: لا تحزني سأعود
إليكي ثانيا فذهبت ريم إلي بيت والدها وظلت تطل على البيت من الخارج وكلما نظرت له شعرت أنها أسعد إنسانه على الأرض.
دخلت إلي المنزل طرقت على الباب ففتحت لها إمرأة فى غاية الجمال فقالت لها المرأة:من أنتي قالت ريم: أنا ريم من انتي
فتعجبت المرأة ثم نادت على أباها فأتي أباها وعانقها وقال:أحمد الله أنكي بخير ياصغيرتي
قالت ريم: من هذه يا أبي
قال: هذه زوجتي و عندما قال هذا عانقت الإمرأة و قالت لها أنا إسمي زينه فقالت وأنا ريم فقالت ريم لأبيها: هل تستطيع أن تصطحبني إلي أمي؟
فقال لها: ألم تعلمي.؟
فقالت: لا لا أعلم شئ
فقال: إن أمك و أختك وأخاكي قد توفوا منذ أسبوعين فى حادث سيارة،
فسقطت ريم على الأرض و بكت بشده ثم ذهبت مع أبيها إلي المقابر أمها
واخوايها وتركها أباها لتحدثهم كما تشاء فقالت:أهلا يا أمي لقد رحلتي الأن انت واخواتي هل أنت سعيدة هناك، كم تمنيت أن أراكي اليوم و أعانقك بشده، كم تمنيت أن ارى كريم اخي وأختي سوزان كم تمنيت ان أعانقكم بشده كم تمنيت أن أبوح لكم بأشياء كثيرة، هل المال أفادكم الأن بشئ، إن المال دائما يجعلني نترك الأشياء الجيده من اجل أشياء رمزيه ليس لها قيمه.
فخرجت من المقابر متجها إلي منزل أباها لتعيش معه هو و إمرأته وهي فى طريقها إلي هناك رأت شئ فتوقفت تتأمل فيها ثم قالت بصوت مرتفع: قططتي
"اليوم أدركت أن الحياة فانيه وكلا منا يترك أشياء كثيرة من أجل شئ لا يستحق، أظن أنني اليوم نضجت عن أي وقت سبق، أنا اليوم رأيت ذاتي عاليه فى السماء عندما أدركت أنني كنت على صواب ولم أخطأ، أدركت أيضا أن يجب أن يكون داخلنا رحمه بالأخرين ونكون سعداء لسعادتهم وعند حزنهم نظل جانبهم ولا نتركهم مهما كان الأمر"
تعليقات
إرسال تعليق