نصوص الفائزون في مسابقة كيان مَزيج 2023
رؤى السيد
زمنٌ قد انساقت بهِ خصالٌ مُمْتهَنةٌ، ومبادئُ قد ذُوِيَتْ، فنحن في زمنٍ لم يعد به حياءٌ ولا أخلاقٌ يُحتزَي بها، لم تَعُد هناك ألفةٌ بين القلوب، ولا محبةٌ بين النفوس، فما ظهر إلا الجشع والطمع، فيا أسفاه علي تلك الأيام وما يحولُ بها، فكيف للإنسان أن يعيش دون الحياء؟؟ فوالله قد كَثُرَت المتبرجات لا المحتشمات، والعاريات لا الكاسيات؛ إلا من رحم ربي فقد أصبح مبحرًا في حنبل الدنيا متملصًا من أن يلقي موجاتِهَا المليئةُ بالنفوس الغير مُرَحَّبْ بها أوسطنا، فإن الفؤاد قد هُلِكَ من نزوة الأيامِ ومن السبابة التي تُنطق علي ألسنةِ من لا مبدأ لهم ولا أخلاق يتصفوا بها، فما جزاء كل من يتصف بذلك إلا وأن تُغرَز رؤوسهم في الوحل، فقد أخذت تلك الأيام كفافَهَا من تقلب القلوب والتخلي عن المبادئ، أفما رأيتم كيف كان الحياء بل كان خفرًا منذ الأمد الطويل؟ فإن اتخذنا مثالًا يُفخَر بهِ فوالله لا ولن نجد مثل رسول الله، وأم المؤمنين عائشة التي حين دُفِنَ رسول الله في غرفتها كانت تدخل غرفتها بملابسِ خِفاف، وحين دُفِن معه أبو بكرٍ والدها كانت تدخل بالخِفاف أيضًا؛ ولكن حينما مات عمر أمير المؤمنين ودُفِن بجوارهما كانت تدخل وهي بملابس ثِقال لا تُظهِر منها شيء، فكانت رضي الله عنها تستحي من الموتي، فما بال أيامنا اليوم؟؟؟ قد مات فيه الحياء، وغير عائشة أسماء بنت أبي بكر، وفاطمة بنت رسول الله، فوالله ما من القولِ يُقال، فالآن تنزرف الدموع حسرةً علي ما وصل عليه حالنا اليوم وما انتشر به من الجُرُم؛ فوالله لا جاهَ بيننا لمن هم خالفوا قواعدنا ونسوا دينهم، ونسوا أن الله شديد العقاب، فإنَّ من استهجنوا أمور دينهم، وقد ساروا مع رياح الأيام العاتية التي تجذب من ليس له ثوابتٌ يتماشي عليها، فوالله لن يجدوا ما ينفهم ولن تَذُق قلوبهم راحةً ولا أنفسهم طمأنينةً، وسيجدوا أنفسهم منحطين في الدركِ الأسود من الدنيا، فياويلتاه علي الأيام حين تجعل من القلوب الضعيفة كالسائر مع القطيع الذي لا يُدرك شيئًا أبدًا، فنحن في صومعةٍ لا ينجو منها إلا من استمسك بدينه وثَبُتَ على مبادئه، واستلزم بأخلاقهِ ومن لم يرتكِز؛ فسيجد نفسه عارمًا مع ذاك القطيع الذي لا جاهَ له بيننا. فحتمًا إن القلب يعتصرُ حزنًا وحسرةً، فالأهم من ذلك ألا تدع نفسك تنساق وكن ثابتًا علي أرضٍ جذورها الإيمان وسطحها المبادئ والأخلاق، وكن متعفّفًا وطيبًا، وسِرْ في طريق الصواب ولا تخف فمعك "الربُّ الذي يرعى نملةً في ثقبٍ مُظلم، أتظنهُ ينسَاك"، يسمع ويري ويهدي من يشاء، فاللهم احفظنا بحفظك الجميل الذي لا يُرام واحرسنا بعينك التي لا تنام، واللهم ثبتنا علي القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وأخيرًا وليس أخيرًا ذَكّرْ نفسك أناء المَلَوانِ بأن "تقبض على جَمر دينِك بِقوة، فالقادِم أَدهى وَأَمرّ".
منة الله مُحمد
يَزيح مِن عَليك الكَثير مِن الشقاء؛ أنْ تَعلم يقينًا أنَّ إلهك مُدَبِر، وأنه وحْده مَن بيده أمرَك، ستطمَئن عِندما تُؤمِن أنَّ اللَّه يُيَسر لَك الخير بمُجرد التوكل عليهِ دونَ غيره، أنْ ترىٰ الدُنيا تغلق كُل أبوابها بوجهك؛ فيَفْتَح لَك بِحوله وقوته الدُنيا بأسرها، ليَعُم السلام ثنايا روحك، ويستريح وجدانك مِن أسىٰ الدُنيا.
سلمى خضر
أسير في درب الحياة هائمة، لا أدري أين الملاذ الذي أركض إليه؟ تراودني ذكرى الفلوات التي اختلست السير فيها وحيدة، كنت أغشى البوح بما داخلي، ولكن داهمني سؤال إلى متىٰ؟
يركض هذا السؤال في جوف عقلي ثائر باحث عن إجابته، التي تمنيت لِوهلة أن أمتلكها، وأحرر عقدة لساني الضارية، أريد يومًا أنهال على نفسي فيه بوابل مِن الأجوبةِ، ولكن بلا عَجلة سيأتي ذلك اليوم حتمًا، وسَأظل ساعية إليه حتىٰ الرُمق الأَخِير.
أسماء حسين
وماذا بعد؟
ماذا عن قلوبنا التي ظمأت للأمان؟
ماذا عن طريقٍ سلكناه بمفردنا؟
ماذا عن ليالينا الَّتي انقضت بلا راحةٍ ولا سلام؟
ماذا عنَّا؟
نتسائل دائما، هل أفئدتنا تستحق كلَّ هذا العناء ؟
هل يليق بقلوبنا هذا الجفاء؟
لكن لا بأس حتماً سيزول؛ نعم سيزول هذا الألم، وستشرق شمس أيَّامنا من جديد، ويضيئُ القمرُ ليالي الظَّلام، ستزهِرُ قلوبُنا مرةً أخرى، حتماً سنصبحُ أفضل.
منة ياسر
وأحلامي أراها هالكةً بين يدي الجهلة، أراني مقيدًا، حُريَّتي بيد قومٍ لم يذوقوها أبدًا، وراحتي ورب السماءِ لم ألقاها لأنها فانيةٌ، أنا اسم من الماضي دائمًا، لن يكون أبدًا قائمًا، بكت عيوني حتى أصبحت دموعي مثل الرمال مبعثرًا، كُسر قلبي حتى أصبح من الزجاج مبعثرًا.
لمياء ورشل
الشيء الوحيد الذي يجعلني أقوي كلما أنكسرت هيا معرفةة أن الحياة ستمضي بُمرها وحلوها مهما حدث وأن الحياة تجارب وصعوبات فيها الأمل والخذلان، فيها شهد النحل وسموم العقارب، فيها شهامة الغريب وربما خذلان قريب، فيها علاقات توقعنا منهم الكثير ووجدنا القليل حيث اقول أننا نضجنا ف أري أننا لم نعد نتعمق ف الأشياء بل إكتفينا بسطحيتها كبرنا علي خوض الجدال والمناقشات التي تستهلكنا دون فائدة ما عدنا نتمسك بمغادر وأن نسأل عن مغترب لم نعدد نبرر الأشياء تعبنا علي ضياع أعمارنا بهذه الطريقة فإما علاقةة نزداد بها أمل وإشراق ومحبةة، وإما عزلة نشتري بها راحتنا ف لقد إكتفينا من هذا الزمن ومن هؤلاء البشر.
تعليقات
إرسال تعليق