القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الكثير من اللطف | "جريدة حياة"


 الكثير من اللطف
للكاتبة: ريم إسلام





-ممكن الانسان يمر بيوم سئ، ووسط ازدحام الطريق اللي معظمنا بيكرهه تمر بلحظة من ألطف لحظات حياتك، صعب انك تقدر الوقت اللي مر في اللحظه دي رغم انك في نفس الوقت ستعتقد أن الزمن قد توقف بك عندها تعيد التفكير فيها مرارًا وتكرارًا تتمنى لو كان الزمن قد توقف بك بالفعل، فلا تتحرك أبدًا من هذه اللحظة، 

كتجربة شخصية اليوم كنت في الطريق لإستلام أول كتاب أشارك فيه وحقيقي كنت مملوءة بالسعادة في البداية لكن مع طول الطريق للذهاب وازدحام المواصلات الذي يكرهه المعظم منا...بدأت أشعر بالملل في أول يومي وبقيت بتمنى أرجع البيت تاني وكفاية كده لكن كنت برجع أفتكر فخري بنفسي واني قدرت أوصل بفضل الله للمرحلة دي وقد ايه بستني من صغري اني أكتشف موهبتي ...لا ليس عليّ الرجوع الآن لقد انتظرت هذه اللحظة لفترة طويلة،

وفي وسط انشغالي بالطريق بحثًا عن شئ يحسن يومي، فإذ بطفلٍ صغير لا يتجاوز عمره العاشرة، كان الشئ الذي أبحث عنه طوال الطريق، كان السبب في تحسين يومي في البداية، كل ده لأنه قام بشئ بسيط جدًا لم أتوقعه، فاجأني لما تقابلت أعيننا وقام برفع يده لأعلي يلوِّح لي في الأفق من بعيد ويبتسم ابتسامة من الصعب أن الانسان يجدها في زمننا هذا، لم أشعر بنفسي إلا وأنا ألوِّح له أيضا وأبتسم قبل أن تتحرك السيارة مرة أخري بعد انتظار مروري ممل،

لا أستطيع التذكر كم من الزمن مر في تلك اللحظة، شعرت بالحزن عند افتراقنا، راودتني أفكار مجنونة بالنزول من السيارة والذهاب إليه والتحدث معه..لكن لم أستطع فعل ذلك للأسف، لكن فعلًا في اللحظة دي استوعبت المغزي من قول الرسول (صلي الله عليه وسلم):

" تبسمك في وجه أخيك صدقة ".

من النادر هذه الفترة أن تجد طفلًا بهذا اللطف، شكرًا للبيت الذي كان السبب في تنشئته بهذا اللطف، وأتمنى أن يجمعنا القدر مرة أخرى..


" لعل الله يرسل لنا في أحزاننا من يعيد الابتسامة لنا، فلا ترد مثل هؤلاء الناس أبدًا يا عزيزي المُسافر عبر الكلمات ... من الصعب أن تقابلهم مرة أخرى "، 

مواقف معظمنا بينتظرها ...مواقف قادرة تصنع يومك..، ولو هتكلم عن حد له فضل عليا بعد ربنا..فلن أجد أفضل من هذا الصغير للحديث عنه.. وحقيقي أشكره وأتمنى انه يقرأ الخاطرة ويبتسم نفس الابتسامة، 

في النهاية أقدر أقول انه صنع يومي بجدارة...


"يوميًا ابتسم لشخص واحد علي الأقل، ليس لأن العالم سئ ...لكن لأن التبسم في وجه أخيك صدقة..لا تدري لعلك تصنع يوم أحدهم...".


أنت أيضا أيها المُسافر عبر الكلمات حدّثنا عن موقف لطيف قد صنع يومك.


بِـقلم /ريم إسلام محمود



"جريدة حياة"

تعليقات