بُستان
للكاتبة: ريم إسلام

-"إذا كنت تريد أن تمتلك العالم فعليك أن تفوز بقلبها.. بإمتنانها.. بإحترامها لك".

البارحة كنت أجلس في مقهى مع عائلتي و جذب إنتباهي زوجين قاما بالجلوس علي طاولة أمامنا...، بدا أنهما متزوجين حديثًا ووجه الفتاة يدل أنهما تشاجرا منذ قليل وتتجمع في عينيها الدموع نتيجة ذلك،ولكنني إنبهرت من ردة فعل زوجها.. حيث كان في قمة الهدوء والحزن.. لم أفهم في البداية هل هو حزين عليها.. أم غاضبٌ بسببها.. لكن دون سابق إنذار وجدته يحاول مواساتها وتهدأتها وإفهامها وجهة نظره بكل هدوء.. وكان يقوم بإضحاكها من حينٍ إلى آخر... في حين أنها علي الجانب الآخر كانت تبتسم له والدموع تملأ عينيها..

في الحقيقة لم تكن هذه الدموع دموع تدل علي الحزن هذه المرة...كانت دموع إمتنان...

قد يظن الرجال أن الأنثى دائمًا تميل للمشاجرات وأنها سببها دائمًا... وأن محاولة إرضاء الأنثى ومنحها الهدوء هي مجرد محاولة فاشلة... وأن إرضاء المرأة يُخِلْ من رجولته...!!

هل هذا ما وصلنا إليه؟!

لماذا وصلنا لهذا الفِكر؟!

كيف تطلب منها الأفضل.. ولم تمنحها الأفضل .

"يوميًا إمنحها الإبتسامة.. الحب".

الأساس الصحيح لأي بيتٍ هو الانسجام.. إذا كنت لا تستطيع إرضاء أنوثتها.. فلا تنتظر حياةً سعيدة.. فقد أزلت الأساس.. فكيف يكون البناء ؟!

إذا كنت تريد السعادة.. فعليك منحها إبتسامة، إذا كنت تريد بُستانًا.. فعليك منحها زهرة، إذا كنت تريدها.. فعليك إكتساب قلبها.

"الأنثى هي البذرة.. تحتاج للماء لتُزهِر.. فإن أزهرت منحت العِطر.. الجمال.. الراحة.."

بِـقلم/ ريم إسلام محمود

"جريدة حياة"