القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع


 مطاردة مرعبة
للكاتب: فارس علي







-كان جالساً لا يسمع إلا هدوء المكان ، وضجيج أنفاسه الخافتة ، باغته صوتٌ مرعب بداخل دولاب ملابسه .. توقفت أنفاسه برهةً من الزمن ، صوت يدٍ تخدش لوحات الخشب بداخل دولابه العتيق لتملأ المكان جواً من الصمت القاتل ، كادت قدماه تقوم لتتفحص الأمر عن كثب ، أمسكهما بيديه خوفاً عليهما من ذلك الشيء الذي لا يعلمه ، تمردت يده عليه وأمسكت بمقبض الدولاب فاقتنصها بيده الأخرى ليرديها مطروحةً بجانبه ... هبت رياحٌ  هاربة من تصدعات النافذة المغلقة ، شعر وكأن شخصاً ما يتوعده بداخل تلك الأخشاب المغلَّفة ، غاص في فراشه محاولاً أن يَصُمَّ أذانه من أصوات هذه المطحنة التي تفرم الهدوء بغرفته ... 

 لم يعد يتحمل تلك الأصوات المزعجة المقززة  ... 

دقت ساعة الصفر استجمع كل قوته ممسكاً عصاً كبيرةً بيده ، وبيده الأخرى يفتح مقبض الدولاب في ترددٍ وقلق ،...

توقع أن يجد شبحاً يخرج من الداخل ليملأ قلبه خوفاً فوق خوفه الشديد كما إعتاد أن يرى في أفلام الرعب ... 

فتح الباب في بطئٍ وجبينه يتصبب عرقاً حتى كاد أن يغرقه ، مضت لحظاتٌ وثوانٍ عديدة ولم يخرج أي شيء من هذه الفتحة الصغيرة ، استجمع عزيمته مجدداً وقام بفتح باب الدولاب بالكامل فلم يجد شيئاً سوى ملابسه المترامية ،... 

ترك الباب مفتوحاً ، عاد إلى فراشه مجدداً وهو سعيدٌ أنها كانت مجرد هلوسة ما بعد منتصف الليل ... رأى فأراً يخرج بكل هدوءٍ من الباب متسللاً ، نظر إليه الفأر نظرةً وكأنه يسخر منه ثم مضى يتراقص خارجاً ، وجد نفسه يضحك على ما حدث وقد امتلأ المكان ضحكاً بعد أن كان مرعباً . 

________________

بقلم فارس على حزين

تمت : 3/10/2022

طهطا ــ سوهاج ــ مصر



"جريدة حياة"

تعليقات