القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع


لذة الحلال
للكاتبة الروائية: مروة محمد (روي)





-هل تلذذتم لذة الحُب الحلالاً؟ أم انكم تنحدرون وسط شهوات العلاقات المحرمة ؟ ساعيون لإهدار مشاعركم ،وقد يكون اهدارها بلا ثمن ( اي مُنحت لمن لا يستحق منحها) ليتكم داركون بأن الحُب الشرعي المحلل ألذ من العلاقات المحرمةُ وجودها . 


لقيت نفسي وسط حشد من الناس وكلهم فرحانين جداً وبالأخص والدي ، فوقت على جملة(بارك لكما وجمع بينكما على خير ) ياه مكنتش اتوقع اني هسمع الجملة دي بدري اوي كده ، وفجأة لقيته بقرب مني وهو مبتسم وقال: مبارك يا نور 

نور: الله يبارك فيك يا اياد 

اياد: في حاجه؟ حاسس انك مش مرتاحة

نور : لا مفيش، متأثرة بس عشان هسيب بابا وكده

واخيراً اليوم عدا على خير، طلعت اوضتي وغيرت لبسي ،وقعدت جنب شباك الأوضة، أفكر إذا كنت فعلا اخترت شخص كويس ،هتقولوا عليا هبلة لسه جاية تفكري بعد ما خلاص بقى جوزك! ما هو احنا اتجوزنا جواز تقليدي، مش عن حب ولا تعارف ، والده صاحب والدي، وانا وافقت عشان ملقتش سبب او عيب يخليني أرفض صراحة، وبابا حلمه ان يشوفني عروسة، كان حلمي بسيط زي حلم اي بنت اني اتجوز عن حب ونعيش فترة خطوبة زي اي اتنين مخطوبين ،نخرج سوا ويقولي كلام حلو وكده، بس لاء اياد شخص ملتزم و قريب من ربنا جدا ،طول فترة خطوبتنا وهو بتعامل بحدود جدا ،وعمرنا ما خرجنا سوا ،وكان دايما حذر معايا ومفيش تلامس ، عشان كده محستش بفترة خطوبتنا ولا حسيت بأي مشاعر اتجاهه ، بس بحس بالأمان والراحة دايما وده ال مطمني، ويمكن مشاعري تتحرك في يوم ، وانا قاعدة بفكر ،لقيت اتصال من اياد 

اياد: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته

نور: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته 

اياد: عارف اننا مستمتعناش بفترة خطوبتنا، بس صدقيني ده عشان مصلحتنا وعشان مصلحتك اكتر

نور بضحك: عارفه يا اياد ، ها بقا لسه هتتعامل برسميات؟

اياد: رسميات ايه بقا ، ده انا بتصل عليكِ عشان عاوزك تخرجي معايا بكرة،  ايه رأيك؟!

نور: موافقة ، بكره ان شاء الله هجهز نفسي  واتصل عليك تيجي تاخدني

اياد: تمام يا حبيبتي تصبحي على خير

نور: وانت من اهل الخير 

قفلت التليفون، وحسيت ان اياد طريقة كلامه متغيرة، بتكلم بثقة وراحة، لا وايه قالي يا حبيبتي كمان!

(في اليوم الثاني) 

جهزت نفسي ونزلت استناه تحت البيت ،كنت متوترة جدا ودقات قلبي بتجري بطريقة فظيعة،مش عارفه ليه كل ده بحصل، يمكن عشان اول مرة اخرج معاه؟ انا اتجننت فعلا، انا مش خارجه مع شخص غريب، ده جوزي على سنه الله ورسوله، لمحته جاي من بعيد ،ومعاه باقة ورد لونها ابيض، لوني المفضل طبعاً 

اياد: مشفتش اجمل منك ، ولو كنت شوفت فعيوني كذابة 

نور: طلعت بتعرف تقول كلام حلو!

اياد: بعرف بس مش اي حد بعرف اقوله 

ومن ثم ناولها باقة الورود البيضاء قائلاً: اتفضلي حاجه بسيطة زي لون قلبك 

استحت نور وتناولت باقة الورود برفق ومن ثم منحته ابتسامة، فسحب يدها وركبا بسيارته 

(وبعد مرور ساعة )

يصلان أمام مبنى ضخم يتكون من عدة طوابق كثيرة، ألقت نور نظرات تعجب قائلة: احنا هنا ليه؟!

اياد: هتعرفي لما نطلع، يلا انزلي

نزل كلاهما متجهين للمبنى، ومن ثم اتجه اياد ساحباً يدها إلى مصعدٍ كهربي(اسانسير)

فتركت نور يده قائلة بتوتر: متقولش اننا هنطلع في الأسانسير

اياد: اه ، ليه في ايه؟

نور : انا مش هطلع، بخاف وبحس ان روحي هي ال بتطلع مش انا، وكمان بتخنق من الأماكن المغلقة 

اقترب اياد ممسكاً يدها قائلاً: معقول تخافي وانا معاك؟

شعرت نور شعورًا عجيبًا لم تشعر به قط، عندما مسك يدها لأول مرة، وشردت فى جمال أعينه المماثلة للون القهوي ، ولم تستطع الرفض بعد الإنصات لحديثه، فسلمت امرها لخالقها، متجاهلة شأن خوفها 

وبينما يصعدان تضع نور يدها بيد اياد ،فضمها اياد لاحضانه

اياد: يا نور خلاص يلا طلعنا 

ما زالت نور مرتمية بأحضانه ولم تشعر بمرور وقت الصعود 

نور: لأول مرة اطلع بسلام بدون خوف ، مش عارفه ليه حاسه بحاجه غريبة

ابتسم اياد قائلا: بس انا عارف السبب،وهيجي يوم وهتعرفي، احنا هنا عشان نختار شقتنا ال هنعيش فيها 

واخيراً بعد معاناة لقينا شقة كويسة جداً ومريحة كمان

وبعدين اخدني عشان ناكل وجابلي شوكلت وحاجات حلوة كتير، واحنا مروحين اشترالي عصيري المفضل( عصير قصب) وعلى قد ما كان يوم مرهق، إلا اني استمتعت جداً معاه ، واتعرفت على شخصيته اكتر ، وقد ايه بيحبني وبهتم بيا 

وصلني لحد البيت ،وطلبت منه انه يتصل عليا لما يوصل عشان يطمني، كنت فرحانة جداً بيه والله، وبحمد ربنا عشان رزقني بيه، كنت فرحانة لدرجة ان بابا لاحظ عليا ،وقالي: كنت عارف ان اياد هيتسبب في رجوع ابتساماتك الغير إرادية دي تاني 

رديت عليه وقولت: ده اتسبب فى كل حاجه حلوة حصلتلي

وبعدها دخلت اوضتي بعد ما وديت لبابا الأدوية وعملتله كوباية الشاي ال بطلبها تلاتين مرة في اليوم، اعتقد لو كنت فاتحه كافيه مكنتش هعمل شاي بالكمية دي

غيرت لبسي وقعدت جنب شباكي طبعا زي كل يوم مع فنجان قهوتي المفضلة وكل تفكيري كان في اياد ،مش قادرة انسى اليوم ولا تفاصيله، قد ايه حضنه دافي، ولا لما مسك ايدي كنت حاسه بأمان رهيب، ولا عيونه اتمنى لو افضل سرحانة في جمالها وحنيتهم لاخر عمري، لو ده ال بقولوا عليه الحب، فأنا بحبه بشكل ميتوصفش، مكنش عندي حق لما فكرت ان الحب ببقا قبل الزواج او في فترة الخطوبة بس ،الحب في الحلال لذيذ بشكل، وبعد كده اخدت تلفوني واتصلت عليه 

اياد: كنت لسه هتصل عليكِ ، اتأخرت عشان الطريق كان زحمة 

نور: ولا يهمك ،انا عرفت سبب الإحساس ال كنت بقولك عليه النهاردة 

اياد: بالسرعة دي!

نور: اقولك ايه ولا ايه، عن احساسي لما كنت في حضنك ولا لما مسكت ايدي ولا لما بسرح في عيونك، ولا جمال كلامك ، بحبك يا اياد 

اياد: وانا بحبك جدا يا نور حياتي، بس ايه رأيك؟

نور : في ايه بالضبط؟

اياد: طعم الحب الحلال؟

نور: ده لذيذ جدا والله 


( الحُب لا يأتي بالحرام فقط يا من تدّعون بالإرتباط، ليتكم تتذوقون لذاذة الحب المحلل، وتذكري كما يقال : من نالكِ حرامًا لن ينالكِ حلالاً ) 


قلم : مروة محمد (روى)



"جريدة حياة"

تعليقات