يومًا ما مع أحدهم
للكاتبة: مروة محمد (روي)
-أتجالسُ وسط وريقاتي، وأقلامي، وتطبيقاتي الالكترونية ،المستخدمة للتدوين .
فى هدوءٍ تام، جميع الأصوات منعزلة، سوى صوت تدفق الامواج، وعلوها ومكوثها .
يذهب خيالي إلى عالمه الخاص به ،باحثاً عن أحداثٍ لإتمام روايتي وأعمالي ، ومن ثم يأتي أحدهم من خلفي حاملاً كوباً من القهوة الساخنة ،ويُربط على أكتافي قائلا: لا زلتي على تلك الوضعية منذ زمن ،خشيتُ ان يُصيبكَ الإرهاق والتعب، فأحضرت لكِ كوباً من قهوتكِ المفضلة، لتُجددي قوتكِ وراحتكِ من جديد .
استدرتُ له ممسكةً بقلمي ونظرت له بحبٍ قائلة: سلمتْ يداك يا رفيق، ولكني أعلم ما يُراود خاطرك
أخبرني منذ متى وانا لا زلت على تلك الوضعية؟
لم أُكمل ثلاثينَ دقيقة بعد !..
توتر أحدهم ونظر بصدمة قائلا: دائماً تُدققينَ في بساطة الأمور، يبدو ان تدقيق النصوصِ ألهمكي في تدقيق كل ما يُحاوطكِ.
حملتُ كوب القهوة من يديه وتناولتُ شربةً برفقٍ قائلة: عذراً يا حبيب تلك المرة لن تَجُرني مشاعري وأُسربَ لكَ الجزء اليومي من روايتي ، انتظر كما من ينتظر المتابعين
نظر أحدهم بحزنٍ قائلاً : منذ أمس وأنا مصابٌ بالفضول هل ستتجدد حياة البطلة وتُمنح حياةً جديدة ؟
أم ستفقد حياتها ويُصاب البطل بالهلاك؟
وهل سيكشف البطل عن مشاعره لها ؟
والكثير من المراوداتِ تُراودني وتحتل أفاق عقلي .
أعدكِ هذا الجزء فقط، ومن اليوم وصاعداً سأنتظر مع المتابعين .
تعالت ضحكاتي على طريقة إلحاحه المستمرة فقلت: أتذكر وأنا في طفولتي عندما تمنيتُ أن أتزوج بكاتبٍ مثقف، وعاشقاً للقراءة، والإطلاع ، ليتَ الطفولة وعهدها تعود لأتمنى شخصاً طبيعياً غير فضولي .
لامسَ أحدهم أكتافي بحنانٍ قائلا: لا تُغيري مجرى حديثنا يا فتاتي، جاوبيني هل ستسربي جزء اليوم ؟
وإلا سأكف عن تهدئة طفلتكِ، وسأحضرها لكِ لتُصبح عاقباً وتمنعكي من التدوين، ولستُ بحاجة لوصف كم هي عنيدة مثلكِ، ولن تكف عن البكاء .
نظرت له بغضبٍ قائلة: هل تهددني بابنتكَ يا رفيق !
حسناً حسناً ،ليتك لم تكن عاشقاً للقراءة وفضولي يا عشيق.
أملهني خمس دقائق فقط، وسأرسل لكَ هذا الجزء اقتربتُ من انهائه، تبقى فقط الخاتمة، وسأدقق المفردات اللغوية والاخطاء ، التي نتجت دون لفتٍ مني نظراً لإلحاحكَ، وأعدكَ وقت انتهاءه سأرسله لك قبل نشره
ولتكف عن الإلحاح ،وهيا اذهب للإعتناء بالصغيرة المشاغبة، لحين فراغي من هذا العمل الشاق .
رسم أحدهم قبلةً لطيفةً على جبهتي وذهب وهو يُحَدقُ النظر بي ويُردد: سأكون بالانتظار....... سأكون بالانتظار يا مبدعتي .
قلم/ مروة محمد (روي)
"جريدة حياة"
تعليقات
إرسال تعليق