القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفصل السادس من رواية أحببتها رغمًا | "جريدة حياة"


 رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)





الفصل السادس


ستُدَمَرُ حياتي، نظراً لقرارٍ وافق فمي عليه دون لفت عقلي او موافقته، يبدو ان ذاك القرار نتج من عمق القلب.

كم تجبرنا تلك الحياة على أمور كان يستحيل علينا تقبلها حتى ،ولكن الأن نبذل جهدنا للتأقلم مع تلك الأمور العصيبة.

ألقت حور كوب المشروب الخاص بها بقوة على الأرض فانكسر وعمت الفوضة، ووقفت حور بغضبٍ قائلة: موافق؟؟؟؟ انت اتجننت! انتوا الظاهر كلكم اتجننتوا 

والدة حور: حور مينفعش كده ده مش تصرف واحده عاقلة

حور: الشخص ده انا بكرهه ومش بطيق اسمع صوته حتى ،انا مقدرش اشوفه قدامي ببقا عاوزه اقوم اموته واتخلص منه 

ابتسم زين بحزن قائلاً: اصل الانسه مش بتحب الولاد المحترمين 

صالح: بس يا زين اسكت خالص

كانت حور على وشك الرحيل فمسك والدها يدها قائلاً: استني ،متنسيش ان خلاص انا مش معايا ناكل حتى ومش هقدر ادفع فلوس مصممين ولبس يعني حلمك انك تكوني عارضه مشهوره ده هينتهى 

تجمدت حور مكانها والدموع تملأ أعينها هل تترك حلمها الذي سعت لتحقيقه منذ طفولتها ؟

رجعت حور للخلف وجلست مكانها مرة أخرى 

سعد: موافقه على زين؟؟؟؟

نظرت حور لزين بغضب وحقد، والدموع تملأ أعينها ولم تتحدث حرفاً واحداً

ورد: انا هاخد زين معلش ثواني فى حاجة مهمة

سحبت ورد يد زين وذهبوا لشرفة المنزل 

استنشقت ورد نفساً عميقاً ومسكت يد زين بحنانٍ؛ ونظرت لأعينه بحبٍ قائلة: انت متأكد من القرار ده ؟

نظر زين في الأرض بحزنٍ وفاضت دموعه بكثرة، فاحتضنته  وربطت على رأسه وبكت قائلة: خلاص متعيطش، اهدى، ورفعت رأسه ومسحت دموعه واحتضنته مرة أخرى

زين وهو يبكي وتتقاطع أنفاسه قائلاً: انتيِ عارفه ان غصب عني وانا وافقت عشان ابويا لو سافر وسبنا مين هيبقى سند لينا؟ وعلي وريم بيحبوا بعض من زمان وانا مقدرش ان اخويا يتعذب 

مسحت ورد دموعها وابتسمت بخفة قائلة: دايما بتفكر فى الناس الي حواليك، عمرك ما فكرت فى نفسك ابدا طب انت عارف ان القرار ده هيدمر حياتك؟

زين: انا متأكد ان فعلا هيدمر حياتي وياريت تيجي على التدمير بس،وبعدين انتيِ بتعيطي ليه؟

حاولت ورد إخفاء دموعها ولكنها فاضت رغماً عنها تعجب زين قائلا: فى ايه؟ اهدي يا ورد حد زعلك؟ بتعيطي عشان حور اتصرفت معاكي بقلة ذوق؟

ارتمت ورد فى أحضانه بقوة وبكت حتى امتلأت ملابسه بالدموع 

زين: قوليلي طيب فيكي ايه؟ ليه كل العياط ده؟

نظرت ورد لأعينه بحزن قائلة: انا بالنسبالك ايه؟

تعجب زين قائلا: انتي أختي ،والوحيده الي بتوقف جنبي فى أزماتي وربنا كرمني بيكي نيابة عن الأخت 

ورد: يعني انا مش بعنيلك حاجه؟

زين: مش فاهم حاجه يا ورد؟

ورد: خلاص مش مهم، قولي بقا هتعمل ايه في الموضوع ده؟

زين: مش عارف ربنا ييسر 

وبعد عدة دقائق دخلوا المنزل:

سعد: انا بفكر نقرأ فاتحه دلوقتي 

صالح: مفيش اي مانع الي تشوفوا يا حبيبي

زين: نقرأ فاتحة! مش بدري ؟ 

حور: نعم؟لا لا لسه هفكر ليه السرعه دي؟

سعد: بس الي عندي قولتو هنقرأ فاتحة يعني هنقرأ فاتحة

حور: بس يا بابي 

سعد: بس يا حور لو هتعترضي انتي عارفه هيحصل ايه 

صالح: نسبهم مع بعض يتفاهموا ويشوفوا هيقرروا ايه

سعد: يلا قوموا اتفاهموا واتفقوا مع بعض 

ذهبت حور بغضبٍ، وهي تبكي لغرفتها، فذهب زين خلفها بأمرٍ من والده صالح 

دق زين الباب ودخل بهدوءٍ تام ووجد حور تجلس علي أريكتها وتحتضن وسادتها وتبكي بشدة

زين: ينفع أدخل؟

نظرت حور له ومسحت دموعها قائلة بغضبٍ: تعال يلا أدخل وهزقني يلا زي كل مره 

جلس زين بجوراها والدموع تملأ أعينه قائلاً: ممكن تهدي وان شاء الله نلاقي حل 

حور: انت متخيل الي هيحصل؟ انا مقدرش أشوفك حتى قدامي 

مسح زين دموعها بحنانٍ وهدأها وارتمت حور في أحضانه وبكت

يُقال ان زمن العجائب انتهى ولكن ما هذا يا تُرى؟ يَدّعوا أنهم لا يتحملان رؤية بعضهم، وبداخلهم مشاعر كُره،ولكن أيعقل أن يكرهان بعضهم بعضا وهم يتشاركون أحزانهم سويا ويرتموا فى أحضان بعضهم عندما يغمرهم الحزن والبكاء؟

لم اري تعقيداً كتعقيد علاقتهم من قبل أيكرهان بعضهما حقا؟ أم يعشقان بعضهما دون إعتراف؟

فاضت دموع حور واحتضنت زين بقوة قائلة وهي تبكي: مش عارفه اعمل ايه؟ انا تعبانه وبتعذب انا تعبت يا زين محدش فاهمني فى الدنيا دي ولا حد عارف انا عاوزه ايه؟ ولا بحس بإيه ؟ 

احتضنها زين وربط علي رأسها بحنانٍ قائلا: خلاص متعيطيش انا هنا معاكي وهفضل معاكي على طول

حور: بحاول أظهر اني قوية وعصبيه وبكره كل الناس لكن انا جوايا شخصية ضعيفة متقدرش تإذي نمله حتي 

نظر زين لها ومسك يداها قائلا: عارف ومتأكد ان جواكي شخص كويس وانتي بتتظاهري بالشر والغرور وده الي خلاني أوافق على ارتباطنا لأني حابب اغيرك وحولك لشخص كويس 

وبعد غضون دقائق استعادت حور وعيها ،وابتعدت عن زين وقامت بدفعه بقوة قائله: ايه ده؟ انت ازاي تقرب مني كده؟ واي الي جابك اوضتي اصلا؟

نظر زين بتعجب: ايه ده؟ انتي الظاهر اتجننتي فعلا اتحولتي ازاي للشر ده؟ فين حور الي كانت بتعيط من دقايق وندمانه؟

ضحكت حور بشرٍ قائلة: حور عمرها ما تندم ابدا ومتفكرش اني وافقت عليك عشان عاوزاك بالعكس عشان الفلوس بس 

رفع زين حاجبيه وابتسم بخفه قائلا: عارف يا أنسه انك وافقتي عشان الفلوس وطمعانه فى ثروتنا،مش عاوزه تعرفي انا وافقت عليكي بالسرعه دي ليه؟

نظرت حور له بثقة قائلة: عشان انا جميله ومشهورة واي شب يتمنى حور سعد تكون صحبته حتي 

ضحك زين بسخرية قائلا: اي شب لكن انا مش اي شب انا زين عابدين انا وافقت عليكي عشان انتي متعرفيش غلاوة ابويا عندي قد ايه ومقدرش اخلي اخويا يتعذب مع شخص زيك مش هقدر اخليه يبعد عن حب حياته انا ضحيت بحياتي عشان عيلتي 

حور: ده انا هسود عيشتك وهتشوف هعمل فيك ايه هكرهك في اليوم الي اتولدت فيه 

ابتسم زين: عارف مش محتاجه تقوليلي يا أنسه وانا اتحمل اي عذاب واي تعب في سبيل رضى ابويا وامي عليا ،فاكره تالا ها ؟لما اتنمرتي عليها عشان اتخطبت في السن ده شوفي بقا ربنا عمل فيكي ايه ( كما تدين تدان )

حور:  شوف بقا ممنوع اي حد يعرف اننا مرتبطين عشان شهرتي واسمي قدام صحابي لو حد عرف متلومش غير نفسك

زين : ده شيء كويس جدا عشان انا كمان مكسوف منك قدام العالم ازاي زين عابدين يرتبط بحد زيك اصلا ولبسك ده وطريقتك دي تتغير عشان مغيرهاش بمعرفتي فاهمه يا استاذة؟

حور: انت بتحلم يا سكر ده انا هتجوزك عشان توفرلي فلوس اشتري لبس من الماركات الي احبها وادفع للمصممين لكن متفكرش اني ممكن احبك أبدا في يوم انا بكرهك وهفضل اكرهك لأخر يوم في عمري 

مسك زين يدها بغضب ونظر لها نظرة حادة قائلا : بصي في عيني وقوليها حاطه عينك في الأرض ليه ؟

توترت حور وأخذت شهيقاً ونظرت في اعينه الزرقاوتان البراقتان الممتلئتان بالحب والحنان فضعفت امام اعينه وحنيته ولم تنطق حرفاً واحداً وظلت شارده فى جمال اعينه ووسامته وابتسمت بخفه 

وضع زين يده على أعينها ليلفت انتباهها قائلا: ايه يا قطه سرحانه في ايه؟ ها بتكرهيني؟ انا شايف ان عيونك مش بتقول ،كده العيون احيانا بتكشف المشاعر مهما حاول الشخص اخفائها

حور: اي اي اي! طب انت بتكرهني صح؟

زين: مش بكرهك بس بكرهك جدا جدا جدا 

حور: بص في عيني وقولها 

ضحك زين بسخافة قائلا: بتقلديني يعني ولا ايه؟ مفكره اني مش هقدر زيك 

حور: لا بس عاوزه اسمعها منك وتكون طالعه من قلبك 

جمع زين كامل قوته ونظر لأعينها السوداوتان ولكن كانت غرة شعرها تخيفهما ،فرفعهم عن اعينها فإذا بأعين تحتوي على لطافه وحنان لم يرى اعين بهذا الجمال من قبل ويبدو ان زين سيضعف امام اعينها ايضا

شعر زين شعوراً لم يشعر به من قبل، لم تجذبه أعينها اللامعة بل الحنان والطيبه اللتان تبدو على أعينها ،هم من لفتوا انتباه زين، لم يرى حور المغرورة في هذه الأعين، بل رأى فتاة خلوقة ذات قلب ابيض يفوح بالحب والحنان

واستمر فى رفع غرتها عن وجهها ليرى رونق تلك الأعين الجذابة 

وتطايرت خصلات شعرها من الهواء النافذ من نافذتها واستمروا فى النظر لأعين بعضهما وهما لا يدركان أنهما وقعا فى حب بعضهما 

حور: ها؟ انت كمان مقدرتش تنطق حرف

أخذ زين يدها ووضعها على نبضات قلبه قائلا: ها حاسه بإيه ؟

كل دقة من دقات قلب زين وكأنه روحٌ تُبعث فى روح حور، شعرت وكأنها تولد من جديدٍ

نزعت حور يدها وابتعدت وهي ترتجف من التوتر قائلة: يلا نطلع وبطل تخلف تمام هنوافق بس مش هيكون بينا حاجه هنمثل قدامهم اننا حبينا بعض واتفقنا خلاص 

كان زين شاردٌ فى جمالها وطريقة حديثها وهو مبتسمٌ ويبدو انه وقع فى غرامها دون انتباه 

زين: اي اي طيب يلا هنمثل اننا بنحب بعض 

مسكت حور يده واقتربت منه وخرجوا وعلى وجوههم ابتسامة 

عندما رأتهم ورد إدعت انها تريد استخدام التواليت لتفرغ عذابها ودموعها 

سعد: سبحان مغير الاحوال ايه يا ولاد ؟

حور: خلاص يا بابي انا وزين موافقين ،صح يا زين؟

زين: ايوه طبعا احنا اتفقنا على كل حاجه وسوء التفاهم الي بينا انتهى كنت اخد فكره مش كويسه عن حور لكن لما اتعاملت معاها عن قرب حبيتها جدا

احتضنته حور امامهم قائله: وانا كمان بحبك جدا يا زين 

صالح: مش مصدق نفسي انا بحلم صح!

زين: هسبكوا انا بقا تكملوا صدمتكوا ،هروح اغسل ايدي واجي ،صحيح فين الحوض؟

حور: على يمينك هنا يا حبيبي 

زين يُحدث حاله بصوتٍ منخفض: حبيبك؟ اه ما انا عارف قال حبيبك قال 

وذهب لغسل يديه فوجد ورد تجلس امام باب التواليت وتبكي فجري نحوها ووضع يده على كتفها قائلا: ورد! ورد! انتي كويسه؟

ورد بغضب: ابعد عني سبني في حالي ودفعته بقوة فوقع على الارض 

فارتعبت خوفاً عليه ووقفت بلهفة قائلة: انت كويس؟ انا اسفه يا زين مش قصدي 

زين: لا ولا يهمك، فيكي ايه ؟

ورد: مفيش بابا وحشني اوي وبفكر فيه

زين: هو احنا أثرنا معاكي في حاجه؟

ورد: لا بالعكس انتوا كويسين جدا

زين: معتش عاوز اشوف دموعك خالص طول ما اخوكي زين عايش ممنوع تنزل دمعه منك فاهمه؟

ابتسمت ورد قائله: اخويا؟ ياه على كميه الوجع عارف شعور انك تحب شخص اوي لدرجه ان مش بيفارقك حتى في احلامك؟

تعجب زين قائلا: الظاهر انك وقعتي فى حب أحدهم 

ورد: وقعت من زمان جدا ويارتني ما وقعت 

زين: هو مين بس ؟ واعتبريه اتقدملك خلاص 

ورد: لا احنا مش لبعض هو خلاص هيكمل حياته وارتبط حب من طرف واحد يعني 

زين: هو في حد ميوقعش فى حب ورد ؟ ده انتي اسم على مسمى 

ورد: روح شوف حور دلوقتي عاوزينك برا 

زين: مش متحرك من مكان غير لما تيجي معايا 

أسندها زين وغسل وجهه وقامت ورد بغسل وجهها وسحب يدها وخرج 

استاءت حور من زين وكيف يسحب يد ورد أمامها فاقتربت حور، وصفعت ورد قلماً امام الجميع وأخذت يدها بقوه ووضعتها خلف ظهرها

هل فعلت هذا نتيجة لغيرتها على زين؟ أم لأنها تكره ورد وتتمنى اذيتها فى اية وقت؟ سنرى فى الأحداث المقبلة .


بقلمي: مروة محمد (روى)



"جريدة حياة"

تعليقات