رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)
الفصل الثالث
قمتي بأذيتي وسأرد تلك الأذية، بكامل قسوتي
اخشى ان يتحول كره عقلي لكِ لعشقِ ممزوج بالسموم
يكفي ان قلبي يمنعني فى كل حين عن أذيتك
أتحاسبيني نتيجة عشقي لكِ؟
أم تُرضينَ كبريائكِ؟
------------------------------------
امتلأت دموع السعادة فى أعين زين ورُسمت ابتسامة على وجهه، فنظرت ورد له بحبٍ قائلة:
ربنا مش بيسيب حق مظلوم فى الدنيا او الأخرة ،واكيد فى يوم الحق هيظهر والظالم ممكن يكون سبب فى ان حق الي ظلموا يظهر كوضوح الشمس
احتضنها زين وهو يبتسم قائلا:
ربنا يديمك انتي أنقذتيني من كارثة مكنتش عارف أعمل إيه
في منزل حور بينما ترتمي على فراشها وتحتضن وسادتها، وتغمرها السعادة نظراً لتدمير حياة زين، فتأخذ هاتفها للتصفح فترى الألاف من الرسائل مرسلة لها
وقبل ان تفتح الرسائل يدخل والدها غرفتها بغضب قائلا: انا مصدقتش فعلا إن زين عابدين أكتر شب خلوق ومحترم يعمل كده ،معقول طلعتي بالقذارة دي ؟ انا معرفتش أربي الظاهر اني دلعتك زيادة عن اللزوم هاتي مفتاح العربية كده
ارتعبت حور وتعجبت، لأول مرة يصرخ أباها عليها فاقتربت منه ولمست أكتافه قائلة: فى ايه يا بابي؟ اول مره تزعقلي كده، انا عملت ايه لكل ده؟! وبتقول اني قذرة معقول!
ابتعد أباها عنها قائلاً: انتيِ تخرصي خالص فاهمه؟
انتي قذره لدرجه متتوصفش، مش عارفه عملتي ايه ؟
اخرج سعد هاتفه، وفتح الفديو الذي نشره زين
وضعت حور يدها علي فمها بصدمة ووقع هاتفها من يدها
ألقى سعد هاتفه فى وجهها وأخذ مفاتيح سيارتها وخرج وهو منفجر من الغضب
ارتمت حور على الأرض قائلة: ايه الي حصل؟ والفديو ده نزل ازاي ؟ انا هخرج ازاي بعد كده؟ انا خلاص انتهيت معقول حور سعد تعمل كده ومع شب ميستهلش؟ انا دمرت حياتي بإيدي
أخذت هاتفها من على الارض، ولم ينكسر واتصلت على سيف وهي تبكي بحرقة
حور: ايه الي حصل يا سيف الفديو ده انتشر ازاي؟
سيف: انا مش عارف حاجه اهل المدينه كلهم شافوه والفديو انتشر بطريقه بس كل الي اعرفه ان زين هو الي نشر الفديو علي جروبات الجامعه وانتيِ عارفه ان الطلاب مبيصدقوا حاجات من دي
حور: انا مش عارفه اعمل ايه؟ ساعدني
سيف: أساعدك! الفديو واضح زي الشمس وانتيِ قذره اصلا ازاي تتقربي من شب كده
حور: اخرص خالص يا حقير من هنا ورايح معتش بينا حاجه وتمسح كل أرقامي من عندك بكرهك
انتهت المحادثه وفجأة اتصل رقم غير معروف على حور
حور: مين ؟
المجهول: انا قولت هاخد حقي فاكره؟ انا مشفق عليكي بشكل بس معلش كان لازم الحق يظهر اشوفك فى الجامعه بكره يا حور ،اي اي قصدي الموديل حور سعد ده لو العميد وافق انك تيجي الجامعة اصلا
حور: زين ! انا بكرهك انت شخص حقير وهتشوف هعمل ايه
كانت حور تتحدث وهي منهارة من البكاء
أغلقت هاتفها ونامت على فراشها
أتت عائله زين لغرفته ودقوا الباب
ورد: انا هفتح يا زين
فتحت ورد باب الغرفه ورأت العائله يقفون وهم ينظروا بخجلٍ وندم
ورد: العيلة!
أتى زين ورأى عائلته يشعرون بالندم والحياء
اقترب صالح من ولده زين واحتضنه وبكى قائلا:
كنت واثق ان ابني ميعملش كده
ابتعد زين عنه وابتسم بسخريه قائلا: كنت عارف؟ واضح جدا انا اتصدمت فيكوا بس عادي انتوا زي المجتمع بالظبط لو شخص كويس جدا ومعروف بأدبه وأخلاقه ،وأول ما طلع اتهام عليه ومش اي اتهام ده اتهام قذر صدقتوا زي المجتمع بالظبط
ووضع يده على كتف ورد قائلا: دي الوحيده الي وقفت معايا وساعدتني ومصدقتش ان انا ممكن اعمل كده مش عارف اشكرها ازاي بس ربنا عوضني بأخت عندي بالدنيا
صالح : معلش يا ابني سامحنا احنا أسفين
زين: أسفين! هو الموضوع سهل للدرجه دي؟ لو سمحتوا اطلعوا برا
أم زين: متعملش فينا كده يا بني غصب عننا
زين: غصب عنكوا؟ على قد ما الموقف والاتهام ده دمر حياتي علي قد ما اكتشفت ان اقرب الناس ليا هيسبوني في أشد أزماتي وانهم فترات مؤقتة مش اكتر
لو مفيش ثقه يبقا مفيش ترابط بينا الا رابط الدم بس ولو مفيش رابط أسري وحب وثقه يبقا ملهش لازمه الترابط الدموي ده
ولو سمحتوا عاوز اقعد لوحدي
خرجت العائله بأكملها وتركوا زين في غرفته
تمدد زين على فراشه واحتضن وسادته، وذهب فى خياله وفكره قائلا: ياترى حور هتواجهه الناس ازاي بعد الفديو ده ؟ هي كبنت هتتدمر اكتر مني انا يمكن اتسرعت في نشر الفديو
وفجأة ضرب زين رأسه قائلا: ايه ده انا بفكر فيها ليه؟ تولع دي كانت هتوديني فى داهيه
وفى إشراقة صباح يومٍ جديد :
استيقظ زين بنشاط وأمل وارتدى ملابسه وجهز حقيبته متجهاً للجامعة ،وهو يمشى بثقة وسعادة وسط أهل قريته وهم ينظرون له بندم، ومنهم من يعتذر له عما حدث
استيقظت حور بحزن وإرهاق وقررت الذهاب لجامعتها بكامل تكبرها وغرورها، جهزت حالها وارتدت ملابس ملفتة كعادتها، وذهبت دون علم احد من عائلتها
وبعد غضون ساعات وصلت حور لجامعتها وهي ترتدي نظارتها الفخمة ولكن لم تذهب بسيارتها لأن والدها أخذها عقاباً لها عما فعلته
التف الجميع حولها كالعادة ولكن منهم من انتقدها وأساء الحديث معها قائلا:
انا لما شوفت فديو امبارح اتصدمت معقول الي عملتيه؟! المفروض انك موديل زي ما بيقولوا وعندك معجبين كتير ، استغليتي الشب ده ليه ؟ وازاي جايه بكل غرورك ولا همك حاجه كده؟!
نظرت له حور نظرة حادة ورمت خصلات شعرها خلف ظهرها بغرورٍ ،وارتدت نظاراتها وذهبت دون الاهتمام
فأتى سيف ووقف أمامها غاضباً وسحبها من شعرها ومسك يدها بغضب قائلا: انت ازاي عملتي كده؟ انا شكلي ايه بقا قدام صحابي؟ انا ماشي مكسوف
حور: ابعد عني يا حقير قولتلك الي بينا انتهى سيب ايدي
سيف : مش بالسهوله دي يا فله مفيش بنت تقدر تسيب سيف باشا سامعه؟( باشا )انا الي أسيب وهعرفك ازاي تقربي من شب تاني، انا مش في وعي وانتي عارفه ليه المشروب الي شربته مأثر جامد
أتى زين، وبينما هو متجهاً للجامعة يقوم سيف بدفع حور بقوة حتي تسقط على الأرض فيُسندها زين وتقع فى احضانه دون قصد نظراً لدفعها بقوة
امسك زين كتفيها قائلا: حضرتك كويسه ؟
ابتعدت حور بغضب قائلة: وانت مال حضرتك ؟
اتجهه سيف وكان على وشك ان يصفع حور قلماً فمسك زين يده بقوه وشجاعة ووقف أمام حور قائلا: تمد ايدك عليها لو زوجتك لكن مينفعش خالص وحتى قدام الطلاب
رفع سيف حاجبيه بتعجب : مين بيتكلم؟ ما انت ضربتها امبارح ،ولا هي زوجتك واحنا مش عارفين؟
زين: ضربتها امبارح عشان كانت غلطانه وغلط جامد وكان لازم اخليها تفوق
سيف: انت اهبل يا استاذ ؟ دي ودتك في داهيه وبتدافع عنها
زين: أدافع عنها وعن غيرها ولو شوفتك بتضايقها هي أو غيرها هيكون فى زعل
ضحك سيف ضحكات سخريه وصفق بيده قائلا: لا لا انا خوفت جدا، أنا بقا مش بزعل انا بنهي على طول
سحب زين يد حور امام الجميع ونظر لسيف بوعيدٍ وأخذها لداخل الجامعة
حور: لو سمحت ابعد
زين: انا اسف معلش
نظرت حور بصدمه : انت ازاي دافعت عني وانا عملت فيك كل ده ؟!
ابتسم زين لها بخفة قائلا: اهم حاجه ظهرت براءتي وانا خدتك من قدامه عشان شكله شارب حاجه ومش في وعيه خوفت يغلط معاكي
وتركها زين وذهب بثقته وكبريائه
جلس زين بمفرده وسأل حاله: انا ليه دافعت عنها وهى متستهلش؟ انا مش فاهم انا بيحصلي ايه بحس شعور غريب لما اشوفها مش عارف هو ايه بس الي اعرفه اني بكرهها، ضرب زين رأسه بخفة قائلا:
بطل بقا تفكير فيها ،مش قادر اسيطر على تفكيري ليه ؟
وفجأة اتى العميد وطلب ان يقابل زين وسيف يا ترى لما؟ أيعقل لأنهم تشاجروا فى بدايه اليوم؟
سنرى في الأحداث المقبله ماذا سيحدث
بقلمي مروة محمد ( روى)
"جريدة حياة"
تعليقات
إرسال تعليق