رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)
الفصل الثاني
حين رؤيتكِ لأول مرة دُمرت حياتي بأكملها فماذا عن أيامي الآتية؟
لا أدري لمَ أشعر بشعورٍ غير مفهوم؟ ولم أتذوق هذا الشعور قطٍ فى حياتي
أكرهكِ يا عشيقتي واتمنى أن يكرهكِ قلبي كما كرهكِ عقلي .
----------------------------
خرج زين من غرفة العميد، وهو ينظر للأرض بحزنٍ وحياءٍ، والدموع تتكاثر من أعينه كالشلالات ، فجلس على مقعدٍ في حديقة الجامعة ،ورفع يده للسماء وهو يبكي ويُلح على ربه قائلاً:
يارب انا مليش غيرك يارب ساعدني أهلي لو عرفوا هيروحوا فيها وابويا الي حط ثقته فيا ،أول ما شوفت البنت دي وانا مرتحتلهاش ، ازاي فيه بنات بالشكل ده؟! معقول البنت هي الي تتقرب من الشب غصب عنه؟
أتى فارس من خلفه وربط على أكتافه قائلا: قولتلك ابعد عنهم دول مؤذين
زين: انا معملتش حاجه، صدقني هي الي حاولت تتقرب مني وحاولت ابعدها اكتر من مره، انا اتدمرت خلاص مش هعرف أروح لأهلي ،هقولهم ايه بنت اتهمتني اني بتقرب! منها معقول حد هيصدق ان الولد بريء والبنت هي الي حاولت تتقرب من الشب؟
فارس: لا محدش هيصدق ان في بنت هتتقرب من شب غصب عنه بس انا مصدقك وربنا هيساعدك متقلقش
زين: لو ظهرت برأتي هنتقم منها أشد انواع الإنتقام هدمر حياتها
فارس: لا منصحكش دي بنت قويه وقادره وابوها ليه كلمه فى المدينه، وانت متعرفش ابوها بيحبها قد ايه
خرجت حور من غرفة العميد بصحبة سيف وأخذته للوقوف فى مكان منعزل، قائلة بصوت خافت:
شوف يا سيف اطبعلي كام نسخه بصوره الواد ده واكتب( محاوله تحرش بالموديل حور سعد)
رفع سيف حاجبيه ونظر لها بإعجاب قائلا:
تعجبيني يا بت يا حور عيوني هطبع نسخ كتير وهعلقهم على جدران الجامعه وهنشر الخبر في كل المدن والقرى
وضعت حور يدها علي كتف سيف مبتسمة : كده احبك اكتر وقَبلته على خديه
سيف: انتي تؤمري، تحبي اكمل عليه ضرب ؟
حور: لا كفايه كده هو الي جابه لنفسه، كان هيحصل ايه يعني لو جاوب عليا بإحترام ؟شكله من الشباب المحترمين أوفر وانا بكره النوع ده
سيف: أروح اطبع انا بقا وأنشر الخبر في الجريدة
حور: هستنى يا سيدي ولو نشرت الخبر ليك هديه صغننه
غمز سيف لها غمزة توحي بالشر والخبث وذهب ،
بينما حور متجهة للخارج ترى زين يجلس على عشب الحديقة ويضم ركبتيه أسفل ذقنه ويبكي بشدة
فاتجهت نحوه بسخرية، وأخذت تضحك ضحكات شر قائلة: ها يا صغنن عجبك الي عملته فيك؟.. من اول مقابلة وفصلتك عن الجامعة
نظر زين لها بأعينه الزرقاوتان البراقتان الممتلئتان بالدموع ونهض وهو غاضب وأمسكها من يدها بقوة ونظر لأعينها السوداوتان قائلا:
ليه عملتي فيا كده ،انا عملت ايه ؟ تعرفي انك دمرتي عيله كاملة؟ يمكن مقدرش أخد حقي، بس كفايه ان ربنا معايا وان شاء الله ينتقم منك
استاءت حور قائلة : ابعد عني ،سيب ايدي بتوجعني يا حقير
ضغط زين على يدها بقوة ،حتى نزفت يدها نظراً للإكسسوار الذي كانت ترتديه
حور: ااااااااه عشان خاطري سيب ايدي مش قادره
نظر زين ليدها وصُدم من الدماء التي نزفت منها فارتعب وتركها وابتعد عنها قائلا:
انا اسف مكنتش فى وعي مش عارف عملت كده ازاي
امتلأت الدموع فى أعين حور ونظرت له بوعيدٍ قائله: شوف بقا هتثبت براءتك ازاي ؟مين الي معندوش عقل زيك هيصدق ان بنت حاولت تتقرب من ولد
زين: يمكن مقدرش أثبت براءتي بس كفايه ان ربنا قادر علي كل شيء وربنا يهدي
تركها زين ورحل بأملٍ وابتسم لها ابتسامة خافتة ورحل
حور: ان شاء الله تكون اخر إبتسامه صبرك عليا انت لسه مشفتش حاجه
وبعد عدة ساعات متواصلة انتهى زين من سفره ووصل لقريته ،وعند وصوله لاحظ ان الجميع ينظروا له نظرات كره وخوف ومنهم من يؤذيه بالحديث
ذهب زين مسرعاً لمنزله، ودخل غرفته فور وصوله، ولم يخبر احد انه أتى ،رأته ورد وهو يتسلل لغرفته ،
وكانت العائلة فى توتر وقلق نظراً لانتشار الخبر وعلم الجميع بما حدث
( زين صالح عابدين محاولة تحرش بالعارضة حور سعد )
أغلق زين باب غرفته وجلس خلف الباب يبكي بصوت خافتٍ وتتقاطع أنفاسه حتى اجتمعت العائلة خلف الباب وحاولوا معه ان يفتح الباب ليتفهموا الأمر
فقالت والدته بغضب: هتفضل مستخبي كتير؟ معقول ابني عمل كده؟ نزلت من نظري جدا، خليك مستخبي بس شوف بقا المجتمع واسمع الكلام من الي يسوي وما يسواش
تحدث صالح أباه قائلا: انا مش قادر أصدق نفسي زين ابني يعمل كده ! لا لا اكيد فى حاجه غلط
صرخ زين قائلا: سبوني بقا ابعدوا عني، بطلوا بقا انا مش قادر
تركته جميع العائلة وذهبوا واعتقدوا أن زين قام بتلك الجريمة البشعة
وبعد غضون دقائق أتى أحدهم ودق باب زين قائلا:
افتح يا زين انا ورد
زين: معلش يا ورد مش قادر اشوف حد دلوقتي
ورد: عشان خاطري افتح بس
فتح زين لها الباب، وسُرعان ما رآها ارتمى فى أحضانها، وفاضت دموعه
ربطت عليه بحنانٍ ،واحتضنته، ودخلت وجلست بجواره قائلة: ارفع وشك وبص في عيوني كده
رفع زين رأسه وكانت خصلات شعره البراقة مبللة من دموعه وتغطي أعينه البراقتان فنظر لها بحزن :
فمحت دموعه ورفعت خصلات شعره عن وجهه قائلة: انا مصدقاك ومصدقه ان زين ميعملش تصرفات من دي
زين: انا فعلا معملتش حاجه هي الي اتهمتني ظلم
ورد: متقلقش انا معاك وهساعدك امسح دموعك دي بقا
زين: حاضر يا ورد
ورد: اسمعني كويس ،تروح الممر الي انت كنت واقف فيه معاها وتجيب تسجيلات الكاميرا، اكيد فيه كاميرات في الممر
زين: المشكله ان محدش كان في الممر غيرنا وسيف ده جه بعد لما ضربتها وكلهم فكروا اني ضربتها عشان حاولت اتقرب منها
ورد: هتروح تجيب التسجيلات بتاعت الكاميرا وتجي بس ممنوع تقول لحد خالص عشان لو هي عرفت هتمسحهم ومفيش عندنا حل تاني
زين: حاضر يا ورد ربنا يديمك يا أختي
ورد: تسلم ،يلا هتسافر حالا تاني ومن غير ما حد يعرف هقولهم انك لسه فى اوضتك قافل عليك ولو معرفتش تجيب التسجيلات اسرقهم المهم تجبهم بأي طريقه
زين: حاضر
ورد: هستناك وبعد كده هقولك تعمل ايه، انت ان شاء الله هتوصل بكره بليل تقريباً
زين: ايوا يدوب ان شاء الله
ورد: تمم بالسلامه ، هتحتاج حاجه ؟
زين: لا يا غاليه تسلميلي
ذهبت ورد وهي مبتسمة وقالت في نفسها :
ياترى بيحبني زي ما انا بحبه كده؟
يارب اجعله من نصيبي ، وابعد عنه اي حد مؤذي وانتقم من حور دي
في منزل حور:
اصتنعت حور البكاء والضعف، ووعدها أباها بأنه سينتقم لها
سعد: تعرفي اسمو طيب
حور: ايوا ( زين صالح عابدين)
سعد: نعم؟؟؟؟ زين معقول
حور: تعرفه؟؟
سعد: ابن واحد صحبي بس معروف ان زين مفيش في ادبه وأخلاقه، ازاي عمل كده؟
ظهرت ملامح خوف وقلق على حور وأخرجت زفيراً بصعوبة قائلة: معرفش بقا هو عمل كده وخلاص
سعد : انا هشوف الموضوع ده لأن الحاج صالح صديقي من الطفولة معقول ابنه عمل كده؟ لا ومش اي ابن ده زين !
عندما حل الليل واستقر أهل القرية في منازلهم ،تسلل زين بمساعدة ورد ،وسافر للمدينه لتنفيذ الخطة التي رسمتها ورد
استطاع زين الوصول للجامعة ،وصعد من أعلى الحائط وذهب للداخل، فاصطدم برجل يبلغ الستون من عمره يجلس امام بوابة الجامعة
الرجل: ايه ده زين ! اي الي جابك فى وقت زي ده ؟
زين: أرجوك يا عمي ساعدني ،أنا مظلوم والله
الرجل: طب انت عاوز ايه ؟
زين: فين أوضة تسجيل الكاميرات عاوز التسجيل بتاع الممر الي كنت فيه انا والبنت
الرجل: انا هنا حارس يا بني ولو حد عرف هطرد من شغلي وانا معايا اولاد
زين: متقلقش يا عمي لازم أثبت براءتي ،الخبر اتنشر فى الجرايد، وأهلي مفكرين اني عملت كده
الرجل: حاضر يا زين هساعدك عشان شكلك ابن حلال وحور دي ياما عملت مشاكل لشباب فى الثانويه بس هنعمل ايه بقا ابوها ليه كلمه فى المدينه وكده
ذهب زين بصحبة الرجل لغرفة التسجيلات وحصل على تسجيل الممر ،والتسجيل يؤكد كيف اقتربت حور من زين وكيف حاول زين ابعادها
الرجل: ايه ده يا بني معقول! فى بنت تحاول تقرب من شب؟ لا وغصب عن الشب كمان؟! دي بنت دي؟
زين: ياريت تيجي على كده وبس، طريقة لبسها واحتكاكها بالشباب وبيقولوا انها مرتبطة هو حبيبها ده مش بيغير أو بيخاف عليها
ضحك الرجل بخفة وصدمه فى كتفه قائلا:
ده سيف اسوء شاب في المدينه هنا بيستغل البنات وبيشرب حاجات مش كويسه وعيلته متبريه منه
زين: ما هو مرتبط بواحده شبهه
انتهى زين واخذ التسجيل وذهب لمنزله وتسلل بطريقته الخفية
كانت ورد تقف في شرفة المنزل وتتفتل فى أرجائها وهى ترتعب خوفاً على زين حتى رأته من بعيد فجرت نحوه بلهفة قائلة:
زين واخيراً اتأخرت ليه ؟
اخذ زين نفساً عميقاً وربط على كتفيها وقال :
انا جيت وجبت التسجيلات تعالي ندخل اوضتي قبل ما حد يصحى من العيلة
ورد: طب يلا بسرعة
وذهبا لغرفته واغلق باب الغرفه حتى لا يراهم احد لأن والدة ورد منعتها من الالتقاء بزين نظراً للإتهام الموجه لزين
أخرج زين التسجيلات ووضعهم فى الحاسوب وقام بتنزيله كملفٍ
ورد: كده فُل اوي، انت في جروبات الجامعة دي صح؟
زين: ايوه
ورد: نزل الفديو ده في الجروبات كلها وهينتشر والكل هيعرف ان هي الي كدابه
زين: تمام شكرا يا ورد مش عارف اقولك ايه
ورد: لا يا زين متقولش كده انا هنا في اي وقت تحتاجني فيه
نشر زين الملف فى مجموعات الجامعة وبدأ الملف فى الإنتشار بجداره
هل سيتخلص زين من هذا الإتهام الباطل؟ وما هي عقوبة حور يا تُرى؟ سنرى فى الأحداث المقبله ماذا سيحدث
بقلمي مروه محمد( روى)
"جريدة حياة"
تعليقات
إرسال تعليق