القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفصل الأول من رواية أحببتها رغمًًا | "جريدة حياة"


 رواية أحببتها رغمًا 
للروائية: مروة محمد (روي)





الفصل الأول


-تَعارف، ثم إعجاب، من ثم مشاعر حب، لا يُختلف ترتبيهم، جميع العشاق تُدرج لهم هكذا 

ولكن ماذا إن أصيب أحدهم بعشقٍ مسموم؟

عَشِقتُها وأنا لا أتحمل رؤيتها، يقال أن العاشق يعشق النظر في أعين عشيقته ،ولكن عندما يقع نظري في أعينها أتمني أن أصاب بالعمى 

لم أُسحر بجمالها، ولن أُسحر ،وقعتُ مغشياً كالطفل الصغير، لا أدري سبب وقوعي، ولكني وقعت في غرامها، عقلي يَكرهُها ولا يتحمل سماع صوتها حتى ،وقلبي يتمني أن يَخرُج من جسدي ليخرج عقلي ويقوم بقتله ،رأيتها بقلبي فحنّ لها، وتمنى لو تصبح من ممتلكاته الخاصة ، يكاد قلبي ان يتوقف من سعادته الغامرة عندما يري ابتسامتها الوهاجة ،وأعينها التي أشرقت كضوء الشمس الساطع، وخصلات شعرها الذهبية ،التي تماثل لون سبلات القمح، هذا ما يراه قلبي، أما عقلي فلا يراها مميزة، ولم يُعجب بكل ذاك ،

وكأنها أصابت قلبي بسهمٍ ممزوج بسحرٍ غرامي

---------------------------------


في إشراقة يومٍ صباحي، يقف شابٌ في نافذة منزله المطل على الأراضي الزراعية ،والطبيعة الخلابه ،ويشرد بخياله وفكره فى جمال الطبيعة ،ويستنشق هواء قريته 

ثم يُحدث حاله قائلا: 

يا ترى بقا هكمل مستقبلي في القرية دي ولا لازم أحسن من وضعي وأعيش في مدن؟ 

فيأتي رجلاً يبلغ الخمسون من عمره ،وبيده كوباً من القهوة الساخنة، ويقف بجوار الشاب 

الرجل: ها يا بني هتفضل علي حالك ده كل يوم ؟وقت الفطار جه منزلتش فطرت معانا ليه ؟

إبتسم الشاب إبتسامه خافتة، وأغلق النافذة، وقَبّلَ جبهة أباه،، وأخذ فنجان القهوة من يده وتذوقها 

الشاب: حلوة و مظبوطة اكيد بقا ست الكل الي عملتها

ربط أباه على أكتافه بحنان قائلا: انا حطيت أملي فيك يا زين أخواتك دول مش نافعين في حاجة انت الوحيد الي عاقل وعارف مصلحتك ومصلحتنا كلنا عاوزك ترفع راسنا كده يابني 

تناول زين شربة قهوه ورفع حاجبيه قائلا: حاضر يا حاج صالح وان شاء الله هحقق كل أحلامك وصحيح هروح الجامعة الاسبوع الجاي دعواتك بقا اول مره أروح ومتوتر 

صالح: ان شاء الله خير وثقتي فيك كبيره يا بني عاوز اشوفك حاجه كده كبيره قبل ما أموت 

قَبّلَ زين يدَ والده قائلاً:

متقولش كده تاني بعيد الشر عليك يا حاج واحنا لينا مين غيرك ؟..

صالح: تعال انزل يلا كلهم تحت مستنين حضرتك

أخرج زين زفيراً ،وظهرت ملامح غضب على وجهه 

صالح: معلش عارف انك مش بتحب التجمعات بس عماتك غلابة، عندك مثلا عمتك هدى جوزها مات وهي ملهاش سند غيري هي وعيالها ،وعمتك سماح جوزها سافر وسابها، وانا أخوهم الوحيد ولازم اكون سند ليهم 

زين: عماتي على رأسي طبعا ومفيش مانع عندي بس أنا مش بحب أنزل وانت عارف اني بتخنق من جو التجمعات وكده 

ضربه صالح ضرباً ليناً بخفه فى كتفه قائلا: 

طب يلا عشان ورد بنت عمتك مستنياك، كنت بتقول انك معجب بيها ؟

ابتسم زين ابتسامه خفيفه قائلا:

ممكن اكون معجب بيها لكن معتقدش ان عندي مشاعر حب ليها بعتبرها زي اختي وصراحة بحب هدوئها واحترامها ولبسها الفضفاض لكن معنديش مشاعر حب 

صالح: ازاي يعني ؟ عاوز تفهمني انك معجب بيها ومش بتحبها ،وهو الحب ايه يعني غير إعجاب 

زين: ياااااه فى فرق كبير بين اني احب شخص وبين اني معجب بيه، الإعجاب ده يعني معجب بشخصيتها مش اكتر، لكن الحب شعور كده غريب وال بيحب بجد مش بيعجب ال بيحب بيحب من غير ما يعرف السبب الي بسببه وقع فى الحب

صالح: ابني كبر وعرف الحب يا ناس، يلا انا نازل ورايا اجتماع مهم 

زين: مع السلامة يا حاج، هشوف انا تجهيزات الجامعة وكده

--------------------------------


في وسط ازدحامٍ وضوضاء، وصوت سيارات، وقطارات في منزلٍ فخم، وسط هذه المدينة المتحضرة، تتمدد فتاه خلابة الجمال على أريكتها، وتضع قناع لترطيب وجهها ، وسماعات الأذن فى أذنيها تنصت لموسيقتها المفضلة ،فيقطع والدها تلك اللحظه الممتعة عليها ويأخذ سماعات الأذن من أذنيها وينزع القناع عن وجهها 

فنهضت بغضب قائله: 

مين الي أخد الهاند فري بتاعي والماسك؟...ايه ده بابي! أسفة فكرت حد تاني

ضحك والدها بخفة ،وجلس بجوراها واستلقت فى أحضانه، فنظرت لوالدها ،وكأنها تريد أن تطلب طلباً من مطالبها الفاخرة 

فتحدث والدها قائلاً: عارف انتي عاوزه ايه، العربيه الي كنتي بتحلمي بيها وانا وعدتك لو نجحتي وجبتي مجموع كويس هجبهالك يا حور 

حور: اه صح وانا جبت معدل كويس جدا، وهدخل الجامعة ولازم يكون معايا عربيه خاصة بيا يا بابي 

أخرج والدها مفتاحاً مغطى باللون الزهري البراق مع باقة من الورود الحمراء، ونظر لها بحب وقال:

وانا عندي كام حور يعني ؟مبارك عليكِ يا حبيبة قلب بابي اجمل عربيه 

نظرت حور بصدمه وتجمعت دموع السعاده في أعينها واستنشقت شهيقاً ووقفت علي الأريكة وهي ممسكه بمفاتيح سيارتها وصرخت بأعلي اصواتها من سعادتها وارتمت في أحضان والدها قائلة:

وانا عندي اجمل بابي في العالم ده كله، تسلملي يا بابي سعد 

أباها سعد: عيون بابي سعد من جوه، انا عايش عشان اسعدك بس يا روحي

حور: ينفع طلب تاني معلش ؟.

سعد:  عارف، بطاقتك شحنتها عارف انها خلصت امبارح

حور: الله بحبك جدا، بكره هروح للمصممين عشان عرض الازياء كمان يومين 

سعد: ربنا يوفقك يا روحي اجمل عارضة ( حور سعد 

حور فتاة رشيقه البدن، طويلة الشعر، وعارضة مشهورة وفتاة احلام الكثير من الشباب ولكنها مرتبطه بصديقٍ لها ( سيف)

القريه التي نشأ فيها زين تتسم  بصفات مميزة كالتواضع، وطيبة أهلها ،ولكن يعمها الجهل، اهل القرية فقراء ولم تتيح لهم فرصه للتعلم ويتأقلمون على عادات قديمة، بينما زين يعيش في منزل كبير مع عائلته الضخمة، والد زين( صالح) من أغني رجال القرية وزين مختلف بذاته عن الجميع ،شاب وسيم وأنيق ومثقف ويعتقد البعض أنه من اهل المدن نظراً لثقافته وأناقته 

وفي إحدى الليالي العيدية: نزل زين من غرفته للجلوس مع عائلته، سلم على كل من عماته واولادهن وأخواته وأباه وأمه

وجلس بجوار ابنة عمته( ورد)

وجهت ورد إبتسامة خافتة ممزوجة بمشاعر حب لزين 

زين: ان شاء الله يا جماعه بكره اول يوم ليا في الجامعه دعواتكم

صالح: ربنا معاك يا بني، ان شاء الله اجمل مهندس ،عاوز أعلق لافتة كده قدام شركتي وعليها المهندس (زين صالح عابدين) 

ابتسم زين بخفة: ان شاء الله يا حاج، بس خايف عشان جامعتي في مدينة وكده وانا من اهل ريف ،عاداتهم مختلفة ،وتقاليدهم ،هحاول التأقلم ان شاء الله 

ورد: بالتوفيق يا زين

زين: تسلمي يا غاليه 

تحدثت ساره والده زين: بالتوفيق ان شاء الله يا قلب امك، بنات المدن ايه بقا، شوفلك واحده كده يا بني

زين: انا رايح اتعلم يا امي، وصراحه مش بحب بنات المدن أغلبيتهم لبسهم مش مناسب ومش متحجبين وانا البنت الي بتمناها تكون ملتزمة زي ورد كده 

نظرت ورد للأرض بحياءٍ قائله: ربنا يرزقك بالزوجة الصالحة 

زين: تسلمي يا أختي، ويرزقك زوج صالح يارب

ذهبت ورد لغرفتها مبتسمة وشاردة فجلست علي فراشها واحتضنت وسادتها قائله: 

الزوج الصالح الي بتمناه يبقا انت يا زين 


فى الصباح الباكر استيقظ زين وارتدى ملابس فاخرة، ورتب شعره الاسود البراق ،وحمل حقيبته وودع عائلته لانه سيمكث في المدينة لعدة أشهر 

-----------------------------


في الجامعه التي سيدرس زين بها

كان يلتف الكثير من الشباب حول فتاة  ترتدي بُلوزه تصل لخصرها ونصف بنطال وتتفارد خصلات شعرها الذهبية ،وتصل لمنتصف ظهرها 

وقف زين بعيداً عن ذاك التجمع  ونظر من بعيد يحدث حاله  ويتسأل من هذه الفتاه؟ ولِمَ يلتفوا حولها؟.. وفاجأه اتى شاب من خلف زين قائلا: 

اهلا انا فارس هجاوبك عن أسئلتك دي كلها ،تعال  بس نقعد هنا

زين: اهلا انا زين، اتشرفت بيك ،هما ليه فعلا ملتفين كده ؟!وازاي هي لابسة كده ،ايه اللبس ده؟!!

زيد: دي حور سعد موديل وكده ومشهوره ودول معجبين بيها بس هي بنت متكبره جدا وبتكسر قلب شباب كتير، ومرتبطة بشب مش كويس اسمه سيف، احسنلك ابعد عنهم لانهم مش كويسين ومش بيتمنوا الخير لحد 

زين: المفروض انها مسلمة، انا مشفق عليها جدا مفيش حد ينصحها طيب ؟...

زيد: لا هي موديل، وده شيء عادي بالنسبه ليها ملناش دعوه ربنا يهدي

ذهب زين متجهاً للمحاضرة ،فتقف حور امامه وتضع يدها على أكتافه

حور: شكلك جديد عمري ما شوفتك هنا في المدينه انت منين يا قمر ؟

ابتعد زين عنها قائلا: لو سمحتي ورايا محاضرة

حور: انت مش عاوز تكلمني انت تطول اصلا ؟! انت عارف انا مين؟ انا ( حور سعد) فاهم يا صغنن ؟

زين: بعد اذن حضرتك انا جاي عشان اتعلم واشوف مستقبلي وصح انا مش من هنا انا من مدينه تانيه بعيدة وجيت هنا عشان جامعتي فى أسئله تانيه ؟

لامست حور وجهه واقتربت منه، فابتعد عنها وصفعها قلماً 

اتى سيف فقام بصفع زين على وجهه ،وثم لكمه فنزف دماء من وجهه ، حاول زين الدفاع عن حاله ولكن سيف شاباً قوي البدن ،وصفاته غير أخلاقية ،وتعامل بعنفٍ مع زين 

اشتكى الطلاب لعميد الجامعة وتم استدعاء زين وسيف 

نظر العميد بغضب وضرب المنضدة بقوة قائلا: 

احنا لسه في اول يوم وحصل كل ده!!!

سيف: هو الي اتمادى وضرب حور 

زين: حضرتك هي الي حاولت تتقرب مني، وبعدتها اكتر من مره ،وهي الي وقفت في طريقي، وازاي اصلا بنت تعمل كده مع ولد؟ انا مش قادر استوعب 

سيف: عاوز تفهمني ان حور سعد بنفسها هتسيب كل الولاد دي وهتبصيلك ؟!

العميد: انا مش فاضي للشغل ده انتوا الاتنين فصل ومعتش اشوفكوا هنا مفهوم؟ عشان تكونوا عبرة لغيركوا 

زين: فصل!!!! لا لا اكيد بتهزر؟حضرتك متعرفش كميه التعب الي مريت بيه عشان اوصل للجامعه دي عيلتي هيروحوا فيها لو عرفوا

بكت حور دموع كالتماسيح قائله: هو حاول يتقرب مني وانا حاولت، ابعد ولما بعدت راح ضربني بالقلم

زين: نعم؟!انتي بتكدبي ليه ؟حرام عليكِ انا اهلي هيروحوا فيها لو انفصلت عن الجامعه دي انا ليا هدف ونفسي أحققه

العميد: اطلع برا حاولت تعتدي علي بنت ومش اي بنت دي حور سعد 

هل سيفقد زين مستقبله ؟!وماهي رده فعل عائلته وأهل قريته عندما يعلموا بهذا الأمر ؟!زين الشاب ذو الخلق الحسن يُتهم اتهام كهذا سنرى فى الأحداث المقبله ماذا سيحدث ؟


بقلمي/ مروة محمد (روى)



"جريدة حياة"

تعليقات