القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

أخلاقيات انقرضت


 


     


" أخلاقيات انقرضت " | 


" {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} " هذا من إعجاز القرآن الكريم؛ كيف لجملةٍ من 3 كلمات أن تكون صعبةَ التنفيذ لدى البعض بهذا الشكل !؟ 
كَم اهتمَّ القرآنُ بتعليمنا لأبسطِ الأمور و أعظمِها وقوعاً على النَفس !

قال تعالى أيضًا فى كتابِه العزيز : (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) 

صَدَقت يا الله ؛ فَكَم مِن أُناسٍ يُلقون كلاماً مِن باب الضحكِ و السُخرية و التسلية .. و يَقعُ على الناس بهذا التأثير ! ف ما أَلطَفك و أَرحمَك يا الله ! 

و لعلَّ فى ذِكرِنا للقَولِ أن نَتكلَّم قليلاً عن الكَذِب 《 موضة ذلك العصر 》 .. 
نَكذب كَى نبدو أجمل ، نَكذب كى نُخفى شيئاً لو عَلِمه الناس ما زادهم و لا نقصهم ، نستخدم الكَذب فى كل شيءٍ فى حياتنا 
أصبح كلامنا الحَسَن أغلبه كذباً لِ نُجَمِّل . 

و لو انتقلنا لِمُضاد هذا المفهوم، نجده الصِّدق .. 
الصِّدقُ مع الله ، الصِّدقُ مع النَفس 
ما أَجمله الصِّدق ! 
لا ننسى أنَّ رَسولنا لُقِّب بالصادِق الأمين.  

لماذا لا نَقتدى برسولِنا ، نقولُ الصِّدق و لو على أنفسنا !؟ 

ما أعظمَ هذا الدين ! اهتمَّ بالقَولِ و الفِعلِ ، 
اهتمَّ بتأسيس مسلمين مؤمنين؛ واثقين بالله . 
يالَهُ مِن دينٍ عظيم ! يَحُثُّنا على قيمَ و مبادئَ عظيمة .
لكنَّنا نَتعمَّدُ الكَذب و النِّفاق و الخِداع 

و لو تكلَّمنا عن الصِّدق ؛ نَذكرُ الصَّديقَ الذى يكون عوناً لِصاحِبه . فاللَّهم ارزقنا رِفقةً طيِّبة كَ رِفقةِ سيِّدنا و حبيبنا محمد ( صلَّى الله عليه و سَلَّم ) للصحابة ( رِضوانُ الله عليهم ) رِفقةً تَدُلُّك على الخير و تنهاكَ عن المُنكَر و الشر ،
تُحبُّ لكَ الخير و تُشجعك على ذلك .

للصَديقِ معنىً كبير .. نفتقده هذه الأيام 

أصبحَ الصَّديق أيَّامَنا هذهِ " مُنافق كبير " يقضى مصلحته ثم ينصرف ، و يظلُّ فقط السلام بعد انقضاء فترة المصلحة ... و أحيانًا لا يَظَل .
أنا لا أُنكِرُ قَولَ رسولِ الله ( صلَّى الله عليه و سلَّم ) أنَّ : 
" الله فى عَونِ العَبدِ مادام العبدُ فى عَون أخيه " 
لَكن ليس بهذا الجَفاء الذى نراه هذه الأيام 
و بكلامِنا عن أخلاقٍ انقرضت و انحرف مُبتغاها، ألا وَ هِى " الابتسامة " .. نَغفلُ عن قَولِ رسول الله ( صلَّى الله عليه وسلَّم ) : 
" تَبسُّمُكَ فى وجه اخيكَ صدقة " 
أصبحنا نبتسمُ عندما نريد شيئاً فقط ، 
  لا نُريد!؟ .. إذاً لا داعى للابتسامة.

أصبحنا فى زمنٍ غريب 
زمنٌ أصبح بالنسبة له كلُّ ما يُهِمُّه : عددُ التعليقات، و الإعجابات ( اللايكات )، و المنشوراتِ التى تُنشَرُ فى أقلَّ مِن ثانية 

أصبحنا فى زمنٍ عجيب 
العبادةُ أصبحت فقط فى شهر رمضان، المسلم أصبح يَجهلُ دِينَه ، لا يعرفُ معنى فقهٍ و لا عقيدة .. 
لم يقرأ سيرةَ النبىِّ و يتعلَّم منها ، 

أُريد فقط أن أعرف ماذا ننتظر !؟
ماذا ننتظرُ لينصلِحَ حالُنا ، لِنَتقرَّبَ مِن الله، لنبتَعِدَ عن المعاصى و الذنوب، 
لنتوقَّفَ عن النميمة و الغَيبة .. 

متى نتوقَّف عن أكلِ لُحومِ بعضنا البعض كما وصفها الله تعالى في كتابِه العزيز : 
" أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ " 
أصبحت حُجَّتُنا العمل ، و الدراسة تُلهينا .
و لو صَدَقنا مع أنفُسِنا سوف نجد أنَّنا حتى فى العمل و الدراسة لا نجد فيه البركة و لا التوفيق؛ 
بسبب غياب الصلاة ، الذِّكر ، التَّفَكُّر فى خَلقِ الله 

بدونِ معرفة ديننا و اختصاره فى جملة " أنا بصلِّى الخَمس فروض و بقرأ كل يوم صفحة من القرآن " 

يا حسرتاهُ على أُمَّة مُحمَّد ...

كَ/ طبيبة العقول 


تعليقات