القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 

نظرة من خلال النافذة

 للكاتبة رفيدة كمال الدين






نظرت من خلال النافذه إلى زحمه الناس تلك الزحمه التي يملؤها الفراغ والوحده كانت زحمه خالية من الرحمه المتبادله بين الأرواح والتي وجدت بينهم ترى في عيونهم الفراغ ذاك الفراغ القاتل الذي يجعل العارفين يفهمون أن تلك العيون قد نشأت في مكان خالي من الحب الصادق والثقة والأمان، خلال ذلك الوقت الذي كنت أنظر به إلى النافذه لاحظت إهتزار الأشجار وأنين أوراقها الذي يبعث الحزن والشعور بالوحدة، فمنذ ظهور عصر التكنولوجيا والحرب الأقتصادية لم يعد أحد يستظل تحت تلك الشجرة المسكينه أو يتلاقىٰ تحتها أصدقاء إعتادوا أن يجتمعوا منذ طفولتهم تحت الشجرة، 

ليتحدثوا عن آخر مغامراتهم في المدرسه وعن أستاذ التاريخ وقصصه الممله وعن جمال ولطف آنسه الموسيقى وأستاذ الرياضيات الذي يقوم بحل مسائل لا تنتهي أبدا والزاويه الحاده ومحيط الدائره، وعن صوت آنسه القرآن ومدى جماله الذي لا يشبع منه وعن الأمتحانات وطرق الغش به، منذ زمن فقدت تلك الشجرة قدرتها على السمع، فمنذ زمان بعيد لم يتحدث أحد أو تسمع عاشقين اعتادواالهروب من الدرس ليجتموا تحتها ويتسامرون ويضحكون وهم يخططون للزواج ويتأملون المستقبل الزهير بـ أشجار الكرز. 


تعليقات