القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

بادر بالإحسان | "جريدة حياة"


 إسكريبت من تأليف 
الكاتبة: شروق حمام







-سبت شقتي عشان أخلص من الحزن اللى جوايا و من ذكريات مدمرة عايشة فيها دورت على شقة كويسة قريبة من شغلي. 

لميت هدومي جهزت شنطي عشان أروح شقتي الجديدة. 

ركبت لأن المسافة طويلة. 

افتكرت! 

افتكرت خذلاني من أصحابي وعيلتي حتى خذلانى لنفسي. 

أنا كمان دوست على نفسي يا ترى مش أي حد هيدوس عليا؟ 

وصلت استقبلني بواب العمارة وبنته. 

_ازيك يا دكتورة هدى 

_الحمدلله يا عم ابراهيم 

_شقتك هتكون فى الدور الثالث فى الشقة اللى قصاد شقتك ساكنة ست إسمها ريهام، ويا حول الله مجنونة ومعظم الوقت بتزعق وبتتخانق مع أي حد.

بنته قالت

_حاولى تتجنبيها، معظم اللي ساكنين فى العمارة هنا بيقول عليها ولا أعوذ بالله ساكنها شيطان، وهو اللي بيخليها تتعصب وتشتم وتزعق على طول. 

بصيتلهم وضحكت فقولتلها

_متقلقوش أنا أصلًا جاية هنا عشان أنعزل. 

بصيلي عم ابراهيم وقال 

_هوصل شنطك للشقة، يلا يا بت يا مريم ساعديني 

_هات عنك يا عم ابراهيم أنا مش صغيرة هشيل الشنط لوحدي

_ربنا يكرمك يا أستاذة. 

طلعت شقتي فتحت الباب.…

دخلت الشقة عبارة عن أوضين وصالة ومطبخ وحمام وبلكونة صغيرة وأنا باخد جولة فى الشقة لقيت حد بيخبط على الباب 

فتحت 

_ازيك أنا ريهام جارتك ساكنة فى الشقة اللي قصادك دي.

_اتشرفت بيكي جدًا 

_أنا حبيت أتعرف عليكي لو دا مفيش ازعاج 

_ازعاج اي لا طبعًا أنا هدى 

_اتشرفت جدًا يا هدى أنا قصادك هنا لو احتاجتي أي حاجة أنا جمبك هنا اعتبريني أختك الكبيرة. 

_تسلميلي 

_بكلم بجد والله، لو احتاجتي أي حاجة خبطي على الباب وأنا هكون جمبك. 

_أكيد طبعًا أنتِ خلاص أختي الكبيرة

_هسيبك أنا بقا، نتقابل وقت تاني 

_أكيد إن شاء الله. 

دخلت الشقة وكان واضح إنها عاقلة جدًا وست جميلة وعندها لباقة فى الكلام، ازاي تكون مجنونة زي ما الناس بيقولوا؟ 

رتبت حجتي وروحت فى النوم. 

صحيت حسيت نفسي مخنوقة جدًا ومش عايزة أقعد فى البيت نزلت جبت مكونات الكيك وقررت أعمل كيكة وكوبايتن قهوة و هروح أقعد مع ريهام. 

خلصت الكيكة وجبت صانية حطيت فيها طبق كيك وفنجانين قهوة وخبط على بابها. 

ردها كان مفاجئ جدًا وكأن مفيش حد بيجلها نهائي. 

دخلت قعدت معاها وكلمتني بهدوء وضحكنا كتير وسط الكلام بقولها وأنا مش قصدي 

_طب ما أنت طيبة وجميلة أهو أمال هما لي بيقولوا عليكي. 

سكت ومعرفتش أكمل الجملة هو أنا لي بقول كدا؟ 

ردت بكل هدوء

_مجنونة 

حطيت وشي في الأرض ومعرفتش أرفع عيني أبص ليها. 

فكملت كلامها

_أنا حبيت واحد من 20 سنة كنت لسه بنت عندي 21 سنة حبيته وإتجوزنا وجبت منه بنتين رحمة وملك. 

كان معايا عربية وفلوس كنت شغالة فى شركة خالي و بالرغم من إني كنت لسه صغيرة و متخرجتش إلا ان كنت أثبت كفائة كبيرة فى الشغل وكان رصيدي فى البنك كل يوم بيزيد.

و فى يوم صحيت من النوم مصدعة ملقتش بناتي ولا جوزي قلبت عليهم الدنيا و مالقتهمش. 

و لكني اكتشفت إن جوزي أخد بناتي و فلوسي و هاجر. 

كنت عملاله توكيل ومأمنه على كل حاجة وهو غدر بيا بقالي 15 سنة مشوفتش عيالي و لا أعرف عنهم حاجة. 

و من ساعة اللي حصلي و أنا على أعصابي وأقل حاجة بتعصبني وبحس اني مهددة في أي مكان بروحه عشان كدا مبخرجش إلا من الشغل للبيت و محدش بيجيلي ولا بشوف حد ولا بكلم حد، غير خناقاتي مع سكان العمارة 

_أكيد فى يوم هتشوفي بناتك، أكيد ربنا هيعوضك وزي ما قولتي امبارح أنا أختك الصغيرة وجمبك على طول. 

_ ربنا يخليكي ويصلح حالك 

سلمت عليها وخرجت من عندها وسألت نفسي 

هو لي الناس دايًما بتشوف الظاهر وعمرها ما بصت على اللي جواه لي مبنسألش الناس العصبية هما شافوا اي عشان يبقوا كدا؟ 

هو لو من 15 سنة حد جه قعد معاها نص ساعة، كانت ممكن توصل للعصبية المفرطة دي؟ 

"جميع الأشخاص يحملون ألم، 

يعانون من الفقد أو الخذلان. 

جميعنا مررنا بما لا يحتمل. 

جميعنا عانينا بما لا يكفي، 

بادر بالإحسان. 

تكلم بلطف. 

من الممكن أن كلمة لطيفة منك، 

تنقذ الأخر من هلاكه" 



شروق حمام



"جريدة حياة"

تعليقات