القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الفصل الرابع من رواية أحببتها رغمًا | "جريدة حياة"


 رواية أحببتها رغمًا
للروائية: مروة محمد (روي)





الفصل الرابع


رأيتُكِ فانجذب قلبي لكِ ،ولكن قلبي ما زال طفلاً لا يدرك الحديث ( الإعتراف بالمشاعر)ولا يقتنع بأنه أُغرم بكِ

كل ما أمُر به من عذابٍ ودمار نتيجة لوجودك فى حياتي ،ولكن اتمنى أن يدوم عذابي ودماري لتبقين بجواري يا من دمرتي حياتي بأفعالك 

------------------------------------


دخل العميد بغضبٍ قائلا: سيف، وزين عابدين يجوا على مكتبي حالا 

ارتعب زين ونهضه من مجلسه، أما عن سيف فلم يهتم لحديث العميد واستمر فى الجلوس بكل هدوء ولم يبالي 

ذهبا لمكتب العميد:

العميد: انا تعبت من أفعالك وقررت أفصلك 

أخذ زين شهيق بصعوبة وارتجف جسده قائلا: اي اي انا عملت ايه؟

العميد: اهدى يا زين اهدى يا حبيبي انت مرعوب كده ليه؟ انا بقول للبلطجي ده 

رفع سيف حاجبيه بغرور واقترب من مكتب العميد وضرب على مكتبه قائلا: بلطجي بس أعجبك وغمز له بسخرية

المدير: اطلع برا انا، مش عارف انت جبت المجموع  الي دخلك الجامعة دي ازاي؟!

وضع سيف يده على كتف العميد قائلا: جبته بقا يا سيدي سيف لو احتاج حاجه بيشاور عليها بس 

العميد: طب يلا برا معتش عاوز اشوف وشك هنا

ربط سيف على كتفه قائلا: شوف انا كده كده كنت همشي بس عاوز امشي بكرامتي 

نظر العميد بتعجب قائلا: تمشي بكرامتك ازاي يعني؟

استدار سيف وجلس على مقعدٍ امام مكتبه قائلا بتهديد: يعني انا مش هتفصل انا همشي بإرداتي ولو حابب تفصلني فأنا ممكن أفصلك كمان  بس هفصلك من على الدنيا دي

انصدم العميد من نبرة صوته المرتفعة وتهديده قائلا: نعم؟ انت اتجننت يا استاذ ؟ انت عارف انت بتكلم مين ؟

نهض سيف من على مقعده وذهب بكامل غروره قائلا: اتفقنا يا باشا؟ هتفصلني من جامعة، هفصلك من الدنيا دي

كان زين يقف بدهشة بسبب طريقه سيف مع العميد

خرج سيف فطلب العميد من زين ان يجلس على مقعدٍ قائلا: انا بعتذر جدا ليك يا زين على الي حصل وان شاء الله معدتش تتكرر وانا فخور ان فى جامعتي طالب كويس ومجتهد زيك وسيف ده متقلقش يومين وهيسيب الجامعة 

ابتسم زين بخفة قائلا: لا ولا يهمك عيلتي مصدقونيش حضرتك كنت هتصدقني؟!

العميد اي مشكلة تواجهك متترددش وتعال على مكتبي فوراً لو احتجت فلوس أو أي مساعده

زين: لا لا أنا حالتي المادية كويسه الحمد لله ولو على المشاكل ابعد بس عني الانسه حور والأستاذ سيف وانا هكون زي الفل 

ابتسم العميد له قائلا: تمام تقدر تمشي دلوقتي وانا مقدرتش اعاقب حور لأن والدها اتصل عليا وهو صديقي واعتذر وقال ان هو عاقبها وأخد منها العربيه وده يعتبر عقاب شديد على الانسه حور هتروح بعربيه حد تاني أو مواصلات وهي موديل مشهورة وكده 

نظر زين بأسف: فعلا غرورها مش هيسحملها يلا ربنا يهديها 

وفي وقت الراحة اجتمع عدد كبير من الفتيات في حديقة الجامعة ويبدو انهم يسخرون من أحدهم 

اقترب زين ورأى فتاة بريئة وشديدة الجمال ،يلتف حولها الكثير من الفتيات ومنهم حور 

تضع حور يدها على رأس الفتاه قائله: شوفوا يا بنات الانسه تالا اتخطبت فى السن ده انا مشفقه عليها جدا 

واخذت تضحك بسخرية عليها 

بكت تالا قائله: وأنا ذنبي ايه؟ بابي هو الي خلاني انخطب 

نظرت حور بتكبر: بابي ؟ انت متخيله انك كمان كام سنه وهتبقى مامي ؟ ايه ده بجد ازاي الاهل يعملوا كده في بناتهم؟ انا ان شاء الله مش هتخطب ولا هتجوز غير لما أبلغ سن مناسب أو  هعيش طفولتي ممكن أرتبط اه لكن خطوبه وجواز لاء مش وقته دلوقتي انا بسلي وقتي بس مش اكتر 

اتجهه زين واسند تالا بحنان قائلا: قومي يا أنسه انتي كويسه؟

ضحكت حور: ليكون انت العريس؟

نظر لها زين بغضب قائلا: لا يا انسة مش انا وخطيبها يا بخته ببنت طيبة ومحترمة زي الانسة تالا وكفايه انها مش من بنات الايام دي 

نهضت تالا قائله بثقة: ايوة مخطوبه ومش هخبي وانا فخوره اني اتخطبت لشخص كويس 

ألقت حور نظاراتها في الأرض بغضبٍ وذهبت 


في القرية:

جهزت ورد المنزل بأكمله ونظفته ،وارتدت ملابسها الفضفاضة، وجلست تفكر كيف حال زين 

بينما هي جالسة فى شرفة المنزل ،ترى صالح ابا زين يتحدث على هاتفه قائلا: لا يا سعد ولا يهمك حور لسه مش فاهمة حاجة، والحمد لله ان الحقيقة ظهرت

سعد: فاكر من زمان لما كنا نتمنى ان أولادنا يتقابلوا ويعجبوا ببعض ؟شوف دلوقتي حصل ايه؟ اكتر اتنين اعداء

صالح: زين قلبه ابيض مش بيكره حد مهما حصل ،ممكن يكون متعصب أو مضايق لكن كره وحقد مستحيل 

سعد: انا مدلع حور زيادة عن اللزوم بنتي الوحيده  وكده، وهي عصبيه ومغروره وفيها صفات مش كويسه بس جواها شويه حنيه وطيبه بس هي مش بتظهر صفاتها الطيبة عاوزه تبين انها بنت مش كويسه وبتحب نفسها بس مش عارف ليه؟

صالح: ايه رأيك تتعزموا عندنا في يوم؟

سعد: تمام هشوف المدام وحور 

صالح: متقلقش زين مش هنا 

سعد: امال فين؟

صالح: عندكوا فى المدينه زعلان مننا وقرر يستقر هناك فتره

سعد: وده ينفع ؟لسه مش قد المسؤليه 

صالح: زين عنيد وحساس يلا ربنا معاه 

سعد: يارب ،الشركه بتاعتي حالها وقف خالص وحاسس اني هخسرها قريب جدا 

صالح: يا عم متقولش كده ان شاء الله خير 


في الجامعه:

جلس زين بجوار تالا بعد ان هدأها قائلا: انتي  معترفتيش انك مخطوبه قبل كده ؟

تالا: عشان حور اي بنت كانت تتخطب كانت بتتنمر عليها قدام البنات 

زين: انا كل يوم بكتشف صفه قذره في حور دي، يعني لبسها واحتكاكها بالشباب وتكبرها وتنمرها وكمان بتستقل من الناس حور دي زي البلاء مش عارف ابوها علمها ايه كويس في حياتها؟

ابتسمت تالا بخفه: انت شكلك متعصب منها جدا

زين: انا بكرهها وبكره كل تفاصيلها واتمني مشوفهاش أبدا 

تالا: اقولك حاسه ان دي بدايه حب ومش اي بدايه لا شكلك هتحبها جامد

ضحك زين بسخريه: احبها؟ بقولك مش بطيق اسمع صوتها ولو دي أخر بنت في العالم كله مش هوافق .

تالا: بكره نشوف يا استاذ؟ ممكن نبقا صحاب لأني مش عارفه حد هنا

زين: أكيد طبعا 

قطع حديثهم مكالمة وارده من ورد:

ورد: اخبارك يا زين طمني عليك؟

زين: كويس يا ورد انتيِ اخبارك ايه واخبار العيله عندك؟

ورد: كويسين الحمد لله، كنت عاوزاك في موضوع مهم

زين: خير يا ورد

ورد: فاكر عمو سعد صاحب خالي صالح الي من المدينه 

زين: ايوا عمي سعد طبعا هنساه ازاي؟

ورد:  حور بقا تبقى بنته

ظهرت ملامح تعجب وصدمه على وجهه زين قائلا: نعم؟

حور بنت عمي سعد ؟ لا لا لا اكيد في سوء تفاهم 

ورد: للأسف انا سمعت خالو وهو بيتكلم معاه واتكلموا عنكم انتوا الإتنين وسمعتهم بيقولوا إنهم كانوا بيتمنوا زمان إنكم ترتبطم

زين: نرتبط؟ انا وحور !انتوا اتجننتوا يا جماعه بكرهها مستحيل يخطر على بالي حتى انتوا مفكرين بقا زي المسلسلات ونكره بعض في الاول وكده؟ دي مسلسلات مقتبسه من خيال احنا هنا في واقع وانا اصلا مسمحش اني ارتبط حتى ببنت بالصفات دي 

اطمأنت ورد لحديثه قائله: انا قولت اقولك وكمان خالو عزمهم عندنا

زين: ايوا خليكي على تواصل معايا واي حاجه تحصل كلميني فوراً

ورد: تمم تحتاج اي حاجه ؟

زين: سلامتك يا غاليه 

وانتهت محادثتهم 

نظرت تالا له قائلة: الظاهر اني اتسرعت طلعت مرتبط 

زين: مش فاهم مرتبط؟

تالا: مين الي كانت بتكلمك دي ؟

زين: دي ورد بنت عمتي زي اختي 

تالا: انت غريب وحيرتني معاك ورد ولا حور؟

ابتسم زين لها: ورد اختي متربيه معايا من الطفوله وحور طلعت بنت صاحب بابا عمو سعد اقرب الناس لبابا 

تالا: بجد؟

زين: ايوا للأسف يلا انا هروح سلام

تالا: سلام 

وقف زين امام بوابة الجامعة ينتظر سياره فتأتي حور وتقف بجواره على الرصيف 

لم يعطها زين اي اهتمام وتجاهلها 

وبينما يمر شاب بجوار حور ينظر لها نظرات غير مريحة قائلا: القمر واقف لوحدو ليه ؟

ابتعدت حور قائله : اصل القمر مزاجه وحش وهيطلعهم عليك 

حاول الشب الاقتراب فتدخل زين قائلا: لو سمحت يا استاذ شوف حضرتك رايح فين 

الشب: وانت مالك هي تخصك في ايه؟

زين: تخصني ويلا عشان الامور متتعقدش 

حور: وانت مالك يا استاذ اخصك في ايه؟

ونظرت للشب بابتسامة قائله: نعم يا سكر ايه المطلوب؟

الشب: رقمك عشان نتقابل فى يوم 

أعطته رقمها قائله: تمام ابقى اتصل عليا وهبقى اشوف 

زين: نعم؟ انتي ازاي كده انا كل يوم بتصدم منك،اتمنى اشوف صفه واحده بس كويسه فيكي

نظرت له حور بسخريه: مش هتلاقي لاني واحده منحرفه 

زين: مش مصدق انك بنت عمي سعد 

حور: تعرف بابي؟

زين: ايوا صاحب بابا من زمان 

حور: اها معتش ليك دعوه بيا بقا 

زين: هنصحك نصيحه الدنيا مش مستاهله البسي لبس اسلامي، اتحجبي متكلميش شباب انتي كده مش روشه انتي كده رخيصه وربنا هيحاسبك وكل الي بتعمليه ده غلط حاولي تصلحي من نفسك 

تركته حور ولم تبالي حتى وذهبت سيراً على اقدامها وعند وصولها رأت أباها يجلس على الأرض ويبكي بحرقة

فجرت نحوه بلهفة قائله: بابي انت كويس؟ حصل ايه؟

أتت والدتها قائله: للاسف خسرنا الشركة ووضعنا المادي تحت الصفر ولازم نبيع البيت الفخم ده عشان نقدر نستثمر فى شركات تانيه أو حتى نقدر نعيش 

حور: نعم؟ الشركه حصلها ايه؟ لا لا لا ازاي انتوا بتهزروا صح 

صرخ أباها قائلا: ده موضوع فيه هزار! وللأسف هبيع عربيتك ومش هقدر ادفعلك فلوس للمصممين بتوعك تاني ومش هقدر اشتريلك لبس من ماركات غاليه تاني احنا خلاص خسرنا كل حاجه

حور: وانا مش هعرف اتأقلم على الوضع ده يعني ايه مش هتدفع للمصممين؟ ويعني ايه مفيش لبس من الماركات بتاعتي؟

سعد: كل الي هقدر عليه اني ادفع مصاريف جامعتك وكمان هيكون صعب عليا لكن تكاليف النوادي والحفلات واللبس والمصممين وكل ده مش هقدر 

عندي ليكيِ حل عارف ان صعب عليك بس مفيش غيرو

حور: وايه بقا الحل ده؟

سعد: تتجوزي مفيش حل غير الجواز ،اتجوزي شخص غني يقدر يوفرلك كل تكاليفك 

انصدمت حور قائله: نعم؟؟؟؟ جواز !!!! انا اتجوز في السن ده ! حور سعد تتجوز ؟ 

وذهبت لغرفتها وانهارت من البكاء 

فاتصل والدها على صالح ابا زين قائلا:

الحقني يا صالح انا خسرت شركتي وخلاص فلست 

صالح: بجد! طب بسبب ايه ؟طيب حصل ايه؟

سعد: هطلب منك طلب اتمني توافق عليه 

صالح: اطلب يا حبيبي انا ممتن ليك من زمان 

سعد: ربنا يباركلك ماشاء الله وضعك المادي كويس انت واولادك ربنا يبارك، مش عارف هطلب كده ازاي بس انا عاوزك تجوز حور بنتي لحد من أولادك 

هل سيوافق صالح على طلب رفيقه وهل ستوافق حور على الزواج؟ سنرى فى الأحداث المقبلة  ماذا سيحدث


بقلمي مروة محمد ( روى)




"جريدة حياة"

تعليقات