الكاتبة: ‏أميرة ‏طه

قد حال الزمان بين لقاء أجسادنا ولكنه لم يمنع لقاء قلوبنا، القلوب تتلاقى ما دام بينها ألفة ومودة، ما دام الحب ساكنها ومعمرها، هذا ما ظننته بعد فراقي لصديقي المفضل، فقد كنا نصفين نكمل بعضنا البعض، كنا نقطع الطرق سيرًا على أقدامنا ويغيب الألم وتحضر السعادة ثالثنا، كنا نقتسم طعامنا فيحلو القليل وقد شبعنا بأنسنا سويًا، كل منا يحمل سر الأخر ويخفف عنه حزنه بإحدى الفكاهات، كنا وكنا حتى دارت الأيام إذ تفرقنا الطرق وكل منا تأخذه مسيرته الدراسية إلى عالم جديد، ليس به قديمًا سوى صداقتنا، حاولنا مرارًا أن يبقى ود القلوب متصل، ولكن الحياة بمصاعبها كانت أقوى، وهَقد جف منبع حبنا وصداقتنا، وما عادت تلتقي الأجساد ولا القلوب، وإن حدث وجمعتنا الصدفة نكن كالغرباء وكأني لم أكن يومًا رفيق دربه!