القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الكاتبة: ‏داليا ‏عاطف

في جوف الليل، والظلام يَعُمَّ المكان، تجلس بمفردها على حافة تَبتَعِد عن النهر بخطوات لا تُعَد، تبكي بصوت مسموع بعض الشيء وَمعَ قليلٌ مِن النحيب؛ تُخرِج بعض الكلمات بِصوتٍ مُتقطع كأنها تُخرِج مِن قلب مُتمَزِق بهِ كثير مِن الجِروح والآلالم ويعافر حتى تُخرِج هذهِ الكلمات، مِن حولها يوجد الكثير مِن البشر ولم يتردد أحدهم أن يسألها عن السبب الذي جعلها تبكي بهذه الطريقة التي تُبكِي العين لرؤيتها، وأيضًا هِيَّ لا تجد أحد تذهب إليه وتخبره بما يبكيها، ليس لديها شخص واحد في هذا العالم الممتلئ بالأشخاص؛ لتبكي معه فلا تُرِيد بعد اليوم العيش في هذا العالم المريب، وإذا يتوقف بها التفكير ويظلم المكان حولها أكثر فأكثر، وها هِيَّ تتقدم مُسرعة في إتجاه مُستقيم وتَقفِذٌ في النهر غارقة، غارقة بِكُل ما تحمله بداخلها، بأشياء لا يعرف أحد عنها، بقلب كُسِر العديد مِن المرات ولَمّ يجد مَن يحاول إصلاحه، بكلامٍ مِن المفترض أن يسمعه أحدهم، ولكن قد فات الأوان وغَرِقَت بِكُل ما تَحمِلُه مِن مشاعر واحاسيس وُجدت في داخلها، انتهت بها الحياة، كان مِن المُمكِن ألاَّ يَحدُّث كل هذا لو أهتم بها أحدهم للتحدُّث ولو لدقيقةٍ واحدةٍ معها؛ لكانت على قيد الحياة الآن، ولكن لم يَحدُّث ذَلِك!
بقلمـِ داليا عاطف

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق