القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الكاتبة: ‏فوزيه ‏تامر

سوداويةُ الأيام قدَّ أصبحت واقِعٌ حاتِم لا مَفَرّ مِنه، ما زالت الساعاتُ تمُر والليل يأتي، وقلبي ما زال ينتفِض، أصبحَ كُل ما بِي بالِيًا، أصبحت نفسي بغِيضة لا تؤمِن بِما يُسمى مقدُور، أصبحتِ اَلشِّفَاه مُقَشَّرَة، والعُيون يقتحِمُها هالاتٌ سوداء، والأيدي تتراوحُ هُنا وهُناك، والجسدُ يتلوى، كُل شيءٍ تشتت بطريقةٍ مَا، لِيتلاشى عالمِي بِلا مكان، لِيَنْطَفِئ كُل مَا بِي مُعلِنا الانهيار الكامِل والاستسلام لِكُل ما يُدَوِّي الكيان، أنا لمّ أكُن حَقًّا مُكِّنَا لِكُل تِلك المشاعِر مِن قبل، ولكن منذُ أن فقدتُها، وكُل ما بِي يندثِر، كأنها كانت هي من تَقِي عُمري مِن الفناء، كانت الجزء الناقِص بِي فرحلت وتركتنِي بِلا معنى، لكن لا تُسِيء الظن بِي فأنا لمْ أعُد أُلقي لها بالًا، لا أُنكِر أنني مِن وقتٍ لآخر أتفقدُ صُنْدُوقِي اللاواعي، وأنهارُ مُتكِئًا على مِرفقِ يداي، وأدنِي فِي صمت، وأدنوا.. وأدنوا حتى انتهى الأمرُ بِي بِالقاع مُصاحِبًا لِلْجُرْذَانِ، فرُفقاءِ الدرب ما هُم إلا وهمٌ لعِين، أرأيت كَم أنني لمْ أعُد أُبالي لَها، لقدْ كانت رَفِيقةَ حياة، بل أنني أخجل من دعوَتِها بالرفيقة، لَقَدْ كانت غيمةً حَائِمة، ورحلت لِتُسقي أرضًا غيري، وكأنني لم أكن يومًا رفيق دربها، لتترُكُني مجنونًا مفتُونًا بِها، ولكن دعكَ مِن كُل تِلك اَلتُّرَّهَات، وأخبرني أرأيت كم أنني لا أُلقي لَها بالًا، لا أنكِرُ أنني أصبحتُ أرضًا قاحِلة، وأنني بِدُونِها قد أُهلك، لا أُنكِرُ أنني طائِشٌ بإبتعدِها، ولا أُنكر كَوني لا أرى اَلدُّنْيَا بِفراقِها، لكنني أُنكر أنني لازِلت أُلقي بالًا لَها، فكُل ما بِي ما هو إلى سرابٌ زائل، وآثارٌ تَركتها اَلدُّنْيَا عليّ نَوَاتِج مِن الهَوس، فمَ أنا إلا مريضُ نفسٍ معتوه وما هِي إلا ذِكرى زائِفة.

لــ فـوزيـه' تامر

تعليقات