القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الكاتبة: ‏زينب ‏مجدي

*"لم نعد كما كنَّا من قبل..."*
في الطفولة كنا لا نحمل هم أي شيء، كان أكبر همَّنا كتابة الواجبات التي أعطتها لنا مدرسة الحضانة، كانت أكبر مخاوفنا أن يقصف سن قلم الرصاص الذي نكتب به، كانت فكرتنا عن الأناس الذين يعيشون معنا أنَّهم يتمنُّون الخير للجميع، لا أحد يبغض على أحد، لا أحد يأذي أحد، لم يكن في طفولتنا سب ولا أذى باللسان، ولا باليد، كنَّا نمرح ونلعب، كان الجميع أصدقائنا، لا يوجد صديق يخذل، ولا صديق يأذي صديقه، كنَّا نلعب جميعًا مع اختلاف الأعمار، مع أطفال جيراننا، كانت ألعابُنا بسيطة، عندما نأذي أحد كان يُأنِّبُنا الضمير، كنا إذا أذينا أحد فقط نقول له حقيقته، كانت فطرتنا تغلب علينا، كان ما في قلوبنا على ألسنتنا، كان كل شيء يتمتع بالسلام، كنَّا نشعر بالأمان فقط في ضمة أمهاتنا، وجملة لا تحزن يا صغيري سيكون كل شيئًا بخير، كنا نتمتع بالسعادة الكبيرة، والثقة بالبشر، ولكن الآن كل شيء اختلف، كل المفاهيم تغيرت، كل الأوضاع تبدلت، كل الأفكار تغيرت، فاكتشفنا أنَّ هناك أُناس قلوبها سوداء كقطعة الفحم، تتمنى الشر للجميع، رغم أنها لم تُؤذى من قبل، تبغض وتحسد الآخر على سعادته، رغم أن به ألف هم، وألف من المخاوف، وكم من الأذى، تكتشف الأذى لك والكرة من أقرب الأشخاص إليك، لم تتوقع أبدًا الأذى منهم، لن أتكلم عن أشخاص معينة، فهؤلاء من عائلتك، من أصدقاء، من زملاء الدراسة، تنضج وتعرف أنَّ من معه مال، تقدره الدولة والأشخاص، تتبلد المشاعر، ويتجمد قلبك، ويموت احساسك، ويبقى الإحساس الوحيد هو اللامبالاة، لا أتكلم عني وحدي؛ فهناك مئات الآلاف من يشعر بالامبالاة، أصبحت هي شعار حياة الكثير من الأشخاص حاليًا، تنضج وتنصدم بصدمات كفيلة أن تميت قلبك، من موت أشخاص عزيزة عليك، من خذلان أحدهم لك، من فكرة أنك هنت على أقرب أشخاص إليك، ولم تهن أنت فقط، بل يهون حزنك، وتعبك، وسهرك لليالي في الظلام، وبكاؤك المستمر لساعات، ونفسيتك المتدمرة، وكره الذات، تكتشف غدر الأصدقاء، تكتشف قسوة الأهالي، تكتشف أشياء كثيرة تغير أفكار الطفولة تمامًا، يسود الأذى، وتمني الشر، والحسد، والبغض، والجهل في أشياء كثيرة منها التربية، والتعليم، والتعامل مع الأشخاص، تكتشف أنك لم تعد كما كنت من قبل.

زَيْنَبْ_مَجْدِي_رِفْعَت
تيم_كون
عائلة حياة

تعليقات