القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الكاتبة: ‏شجن ‏عبدالعزيز

"بين أضلاعك موطني، وليس بساكنِهِ سواي"

ينقضي اليوم بين راحةٍ وعمل، يأسٍ وأمل، نجاحٍ وفشل، المارة يتوافدون في الطرقات، وأنت تصافح أوجه الناس... والنساء، تحادث هذه، وتخاطب تلك، الفتاةُ تطلبُ منكَ إنهاء الأوراق، والسيدة تطلب منكَ ألا تسير مسرعًا في الرواق، جميعهن يخاطبنك دون وجهِ حقٍّ لهنَّ في ذلك، ودون أدنى رغبةٍ منكَ في ذلك.
تعودُ لي مُحَمَّلًا بذرات الغبار، وقطرات العرق، وملامحك المنهكة، ورائحة عطورهن تحاوطك بطبيعة حال عملك، تغمرني بابتسامتك فتلقاها بحاجبين حادَّين، ونظراتٍ صقرية، فمٌّ ترتفع زاوته غضبًا، تنظر لي وكأنك تترجى الكلمات على شفتاي أن تتوقف؛ فقد لاقيت من المشقة ما لاقيت، لكن طبيعتي التي تغار من نسمات الرياح غلبتني، دفعتني نحو صدرك للتأكد من أن مكاني لم يأخذه غيري رغم ثقتي التامة بك، هي من دفعتني لستُ أنا، أخذت عيناي تجوبان حول أعضائك خشية أن تكون رائحتهن قد اخترقت أي عضوٍ فتزعجني، هي من أجبرتني صدقني ولستُ أنا...
سأطلعكَ على سر، لقد غدوتُ كمتجرعي الهروين، أصبحت أتلهف عليك فور رؤيتك، رغم يقيني التام أنك ستعود لي، وأنني سأُمَلِّي عيني بروعة مُحَيَّاك، وبهاء طلتك، لكني أندفع نحو أحضانك لأستمد الأمان الذي كنت قد افتقدته طيلة اليوم، ربما أُثقلك بالهموم والعتاب الغير مبرَّرين، وبرغم تلك الحماقات التي أرتكبها، وبرغم تعبك وإجهادك الواضحَين على ملامحك، تتنهد لتخرج العبء من جوفك، مُخليًا المكان لاتساع كلماتي التي اعتدتها.
مأواي، أعتذر عن ثرثرتي الفارغة، عن إثقالي لأحمال كاهليك، عن كوني أزيد الأعباء التي تقع على عاتقك، ولكنني أهواكَ لا أهوى سواك، وأثق بكَ وبكوني دنياك، لكن اعذرني؛ فلن تتغير طبيعتي الحمقاء في أن أحوم حولك وأستكشف ثناياك، أَنتَ لي، وكُل ما لي، يا واقعي وخيالي.

لِـ شجن عبدالعزيز.

تعليقات