القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الكاتبة: ‏آية ‏عبدالمنعم

أرَاكَ منتظرًا الوقت الراهن كَي تَتَغلغل داخل أعماق قلبي، ألَا ترى أنَّه أصبحَ أرضًا جرداء؟ لقد اُحتلَّ مِمَّن قطنوا داخله، ومِن ثُمَّ رحلوا غير آبهين بتلكَ النِّيران الَّتي أشعلوها في كلِّ أرجاءه، كان قلبًا مُزهرًا بالبيوت الجميلةِ والورود الَّتي كانت تنمو ببذرة حبٍّ وريِّ أصحابها المُستمر، لكنْ الآن أين الجميع؟! هرولوا بعيدًا حينما رأوا بأنَّ ذاكَ القلب أُثقل بالهموم وسيُهلكُ قريبًا، لم يكتَفوا بالرحيل فقط، بل قاموا باقتلاع تلكَ الورود الَّتي تُزينه وهدموا جميع المنازل! أتدري؟ لو كان أحدهم وقف بجواري حين أصابتني نازلتي؛ لَكنتُ سأزهر حتَّى لو أقسم الكُلَّ حينها بالرَّحيل، يكفيني شخصٌ واحدٌ يتمسَّك بيدِي ويخرجني مِن تلكَ النِّيران، يكفيني وجود وردة مُهلكة بجوار بيتٍ قديم، حقًّا كنتُ سأَسعدُ بأنَّه ما زال إنسانٌ واحدٌ يسكن ذاكَ الدَّمار ويقوم بإصلاح تلكَ النُّدوب والجروح، لا تقترب ما دُمتَ ستُكمل ما افتعلوه؛ فقلبي لَمْ يعد به مكانٌ صالحٌ للإسكان أو الحبِّ مِن جديد.
أراكَ مترنِّمًا وأنتَ تستمع لنقاط ضعفي، لكنَّنِي لا أُخبركَ بكلِّ هذا كي تستغلَّ ضعفي؛ وإنَّما أخبركَ كي تعلمَ أنَّني أنا الحامي الوحيد الذي سيقف تجاهكَ كالسدِّ يمنعكَ مِن الدُّخول، وإنْ حاولتَ الاقتراب خطوة واحدة فستكون أنتَ الجاني على روحكَ، قلبي محمَّلٌ بالأثقال، لكنَّه ما زال يستطيع أنْ يطردَ الجميع بعد كلِّ ما قدَّموه، لا تحاول مِرارًا أو تكرارًا؛ فلنْ تُعجبكَ ردَّة فِعلي، دعني وحيدة أُلملمُ شتاتي الباقي.

_آية عبدالمنعم |إِيـرَام|.

تعليقات