القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الكاتبة: ‏شيماء ‏خليفة

الدنيا دروب، وكل درب يحمل عواقبه، ليست كل الدروب مستقيمة، وليست كل النفوس تنام هادئة، وليست كل القلوب لا ترجف، وكل العيون تنام، ولكن الوقت والسبب مختلفين من إنسان لآخر.
جميعنا في بحور الحياة نبحث عن إحدى الشواطئ، وكل البحور الموج فيها غير مستقر كأنه عواصف.
فتلك الدروب نخشى السير بها وحدنا، فكلٌّ منا يبحث عن رفاقٍ للسير معًا، ولو رأى أحدنا شخصًا منفردًا بنفسه ظن به الفشل، واستخف به، وحكم عليه بالوحدة والحزن، متألمًا، منفردًا، ومعزولاً عن الناس، والذنب ذنبه حكمًا غيابيًّا، من نظرة عين بعيدة كل البعد عن التعمق، نعم نحن هكذا، ننظر إلى الصمت، والوحدة، والتأمل في الهدوء؛ أنها كلها كلمات مرتبطة بالحزن، والألم، والفشل، والاستسلام.
نعم أعرف أن معظمنا يرى ذلك، وكنت أنا من هؤلاء، فكانت الحياة بالنسبة لي عبارة عن أشخاص يجب التمسك بهم جيدًا؛ حتى أسير في تلك الدروب.
كانت تلك الكلمات بالنسبة لي شيئًا مخيفًا مروعًا، وهو أن أبقى في صمت، ووحدة لدرجة أنني كنت أخشى الكتب؛ نعم أخشى الأوراق، أخشى الجلوس معها وحدي في صمت، كنت أرى أن الكتب، والقلم، والدفاتر، وكل هذه الأشياء الصامتة؛ ستعزلني عن العالم، ومع الوقت والسير في دروب الحياة بدأت الدروب تختلف بيني وبين من حولي، وبدأت أشعر أن هناك صفحًا بهتت، فلم أعد أعرف هل امتلأت فأُكمل في غيرها، أم فارغة؛ فتوقف القلم حدادًا على السطور التي لم تعد ترى العين أحرفها التي ذكرتها؟ وبدأت أفقد التمسك بالأشخاص، وأصبحت أرى أن السير وحدي أفضل؛ فالعقول مختلفة، وبعضها أصبح مغلقًا، تقف على كلمات، ولم تعُد تفهمها، وبدأ الكثير بوضع الحدود بيننا، لدرجة أن النفس إلى الصمت تشتاق، والقلب لكتاب يرى الترياق، والعين حبها لكلمات كتابٍ كحبيب مشتاق، فأصبحتُ أنا وتلك المخاوف أصدقاء، وكلًا منا يضيف للآخر كثيرًا عن الحياة، وعلمت أن الكتب والكتابة، والصمت، والوحدة، والتأمل إحدى طرق النجاة، ولكن ما زال هناك من يطاردوا هذه الأشياء، وأصبحتُ معها، وبعد كثير من العناء في السير وحدي؛ أصبحت أنا من تركتهم و كأنني أخترت البعد، وأصبحوا ينظرون لي نظرة ملاك، ويلقون اللوم بالنظرات؛ وكأنني الجاني، ولكن يكفيني أنني أفهم نفسي وأعرفها، فمن يفكر في نسيانٍ أعلمه أن لا يهلك عقله بالنسيان؛ فنحن قد محونا الحلو قبل المر، ليست أوقاتي كثيرة لأعاتب نفسي على أحد، لستُ أنا من أبكي على الأطلال.

بقلم:شيماء خليفة السيد

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. عااااااش يقلبي♥♥♥♥♥♥♥

    ردحذف
  2. جميلة اوي يا قلبي بالتوفيق يانور عيني ♥️☺️

    ردحذف

إرسال تعليق