الكاتبة: ‏هاجر ‏شريف ‏بصل

       

  ضَربُ وقسوةُ الآباءِ علىٰ أبنائِهم، لديَّ بعضُ الأسئلةِ للأباءِ:

كيف تُهدِرون كرامةَ أبنائِكم بالصفعِ والسبّ؟

أين فِطرتكُم السليمةُ التي تَمنعكُم مِن جُرمٍ أقلُ ما يُقالُ عنهُ "تَذليلٌ ودمارُ جسدي ونفسي" إنهُ هلاكٌ!

كَيف يَهونون عليكم؟

    حَاولتُ جاهدةً أن أضعَ نفسي مكانَهم عساني أجدُ إجابةً تَشفعُ لهم.

مِن المُمكنِ أن يكونَ هذا ما نشأوا عليهِ فاتخذوهُ منهجًا ليُقوّموا به أبنائَهم، أمْ ضعفُ الثقافةِ التَّربوية، احتمالٌ أن تكونَ ضغوطُ الحياةِ؛ وجدتُ إجاباتٍ كَثيرةٍ ومنها أن الآباءَ والمسؤلينَ عَن الأُسرةِ ليسوا مُؤهلين ليتحملوا تربية طِفلٍ؛ ومِن ضِمن الإجاباتِ أن الآباءَ أنفسَهم لديَهم أمراضُ نفسيةٌ ويظهرُ ذلك جليًّا مِن تصرفاتِهم، علىٰ سبيلِ المثالِ أن الأبُّ عُدوانيٌّ، وهذه كارثةٌ!

يَظهرُ للجميعِ في الخارجِ أنهُ الأبُّ الحنونُ؛ مَن ضحَّىٰ بِكلِّ غالٍ ونفيسٍ مِن أجلِ تحقيقِ حياةٍ كريمةٍ لأطفالهِ؛ تاللَّهِ أيُّ حياةٍ؟ 

وهل بعدَ التَعذيبِ والألفاظِ الجارحةِ والمنّ بِكُلِّ ما يُحضرهُ وما لم يُحضِرهُ تُسمىٰ حياةٌ؟ 

بل إبتلاءٌ وجحيمٌ  

سؤالٌ آخرَ وهذا للمُجتمعِ والتشريعِ!

هل يُوجدُ مايُعاقَب بهِ الآباءُ علىٰ مايفعلونه؟

لا، فلا تدخُّل إلَّا بعد أن تحدثَ جريمةُ قتلٍ؛ عِندما تَسيلُ دِماءٌ بريئةٌ، بعدما يتشرَّد ُكُلُّ مَن لا مأوىٰ له.

أَتعلمونَ لماذا لا يُوجدُ قانونٌ يُعاقبُ مَن يُخطئُ في تربيةِ ذويهِم؟

لأن هذا شذوذٌ وانتكاسةٌ لِلفِطرة، ولم يَخطُر علىٰ عقلٍ أنَّ مِن المُمكنِ أنَّ الراعي يَرتكبُ أَبشعَ الأفعالِ مِن أجلِ تنفيسِ كبتهِ أو إرضاءًا لشهوة.

 يجب عليّ مع ذكرِ الأسبابِ في كُلِّ قضيةٍ أُُحاول جاهدةً أن أَقترحَ حُلولًا أو الحثُّ علىٰ أن نتجنبَ الخطأ.

أولًا: تغييرُ الموروثِ الثقافيُّ لدىٰ الآباءِ والعملُ علىٰ وجودِ ندواتٍ ومجموعاتٍ تَنتشرُ بِشكلٍ ملحوظٍ للحثِّ علىٰ الكثيرِ والتنبيه.

ثانيًا: المُقبلين علىٰ الزواجِ يَجبُ عليهم أن يُثقِّفوا أنفسَهم، والتقربُ إلىٰ اللهِ والعملُ بوصايا النبيِّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلم، وعِلمهم أنها مسئوليةٌ لا تَقتصرُ علىٰ الأبِّ أو الأُمِّ وحدهُما

ثالثًا: علىٰ الفتاةِ وعائِلتها معرفةِ شخصيةِ الطرفِ الثاني؛ مِن المُمكنِ أن يكونَ مريضًا نفسيًّا كالشخصِ النرجسيّ.

رابعًا: مَن عِنده أبٌ يتعرَّضُ له، فوِّض أمركَ للَّهِ وأطع والديكَ، وأدعُ لهُ بالهدايةِ؛ وتجنَّب أن تكونَ مثله.

-هاجر شريف بصل.