الكاتب: ‏أحمد ‏لبيب

شعور الوحدة من أسوء المشاعر التي تمر بنا حينما يختلط مع أَنين الصمْت القاتل، تجلس بين جدران غرفتك يحيطك الظلام من جميع اتجاهاتك، ويسيطر عليْك الكتمان ويحبس على أنفاسك، لم يسمح لك إلَّا بِأَنين همساتك، تَقف الْحروف على أَطراف لسانك عاجزة عنْ الْحركة، عاجزة عن التعبير عما يدور حولك وما يحدث لك، مُحيرة لا تقوى على الاستنطاق، وعاجزة على البوح عما بداخلك الذي أصبح كبركان يتأهب للثور من شدة تصارعها وتصادمها بِحدة، منتظرة لحظة الْهروب من جوف البركان الثائر والْخروج من جو الصراعات والجدال؛ حتى أَصبح الاستيعاب ليس لَه مجال، مُحاوط بمخاوفك التي تُطاردك كحيوانات تبغي النيل منك وأنت لا تقوى على المقاومة فحسب؛ فأصبحت ليس بيدك حيلة، وصرت أسيرًا لذاك الوحدة التي ليس لها من دون الله كاشف.